تعيش المدرسة الابتدائية المحاميد 09 بمراكش، تناقضات اجتماعية وتنظيمية متراكمة، اجتمع فيها، ما تفرق في غيرها، فبالإضافة إلى كونها المدرسة الوحيدة اليتيمة، في منطقة تعاني اكتضاضا ديمغرافيا متصاعدا، ما ينعكس على أدائها التعلمي التعليمي، يكفي أن يتعرف المتتبع لطاقتها الاستيعابية، التي فاقت هذه السنة 1400 متمدرسة ومتمدرس، عوض 70 من المتمدرسين في بداية افتتاحها (2008/2007)، فهي أيضا تعتبر ضحية الامتداد العمراني أفقيا، بحيث تنخلق فيها فضاءات خارج التصنيف الصناعي، محدثة اختلالات بيئية ومجالية خطيرة، تؤثر بشكل مباشر في موقع المدرسة وروادها على طول الخط.
المعلومات التي حصلت عليها “كش بريس” من مصادر موثوقة، تؤكد على استمرار استنزاف المدرسة إياها، والتهديدات المختلفة التي قد تشكل مخاطر راهنة، من الواجب والضروري، مقاربتها بشكل مستعجل، وإعادة النظر في العديد من المشاكل التي راكمتها وقائع امتداد الإسمنت المسلح، وتعاظم انتشار محلات تجارية فوضوية، من حدادة وصباغة وميكانيك عام و…إلخ.
المدرسة الابتدائية المحاميد 09، تشكل بؤرة ديمغرافية هائلة، وفي كل سنة تنضم أعداد إضافية من المتمدرسين، إن على مستوى التعليم العمومي أو الخاص، حيث إنه على الرغم من جهود جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وائتلاف المجتمع المدني بالمحاميد 09 وساكنة الحي، بخصوص بناء أربعة حجرات إضافية لامتصاص هذا الاكتضاض، فإن الأمر يبقى مفتوحا على المزيد من الهشاشة وتراجع مستوى جودة التدريس، خصوصا بعد وصول أعداد التلاميذ في القسم الواحد إلى عدد قياسي (52/50).
هذا وعلم موقعنا، أن أخبارا تتداول اعتماد المؤسسة المعنية الصيغة الثلاثية خلال الموسم الدراسي القادم ، وهو أمر سيزيد من تأزيم الوضعية ويدفع باتجاه التفكير بجدية لبناء مدارس ابتدائية أخرى، تستطيع تقديم بدائل جديدة لأزمة الاكتضاض، مع الإشارة أيضا إلى إعادة النظر في انتشار محلات في محيط المدرسة، تعيق أحقية المتمدرسين في السلامة الصحية والبيئية.