الحداثة والتنوير في المغرب لا يقتضيان الموضوعية ولا المناهج العلمية. لا يحتاجان لا ديكارت ولا كانط ولا فولتير ولا بحث ولا استدلال ولا مؤهلات. الحداثة والتنوير مع عصيد والفايد وايلال يحتاجان فقط إلى المرشدة العليا آية الله السيدة خديجة اريج المسك وشبكة من المأجورين لبث التضليل والتجهيل وخطاب الكراهية والاسلاموفوبيا لتقسيم المجتمع من خلال المسارعة إلى اتهام الناس بالتطرف ووصفهم بالدعشسة وتسليط هذه الأحكام مثل سيف ديموقليس على كل من ينطلق من مرجعية لا تنسجم وتوجهاتهم؛ وتلك -لعمري- خطة لتحريض السلطة ضدهم واستعدائها عليهم وتخويف المجتمع منهم، نظرا لحساسية تلك العبارات. لقد سبق أن قلت مرارا إن ثمة فرقا بين التنوير والتزوير، وأن هؤلاء مرتزقة وليسوا مفكرين احرارا يعبرون عن آرائهم ويتغيون الحقيقة التي تسمو على الاهواء الشخصية، وانهم يعملون في شبكة ممتدة في دول عربية وغربية كثيرة، وهناك مواقع وقنوات تلمعها، وشخصيات توجهها: قناة الحرة وموقع أصوات مغاربية والقنوات التنصيرية: فادي والحياة والكرمة، فيها منصرون اسلاموفوبيون أمثال زكرياء بطرس ورشيد حمامي و وحيد صاحب برنامج الدليل والملحد حامد عبد الصمد والمتنصران المتخفيان: محمد المسيح والكذاب الدعي مصطفى راشد المعروف عند المصريين بجرجس الأزهري، وفيها أحمد عصيد وابراهيم عيسى وفاطمة ناعوت واسلام بحيري وخزعل الماجدي وماجي خزام ووفاء سلطان ومحمد هداية وأحمد سعد زايد ورشيد برباش ويوسف الصديق ومحمد عبد الله نصر المعروف بالشيخ ميزو وأحمد عبده ماهر ورشيد أيلال وأحمد عمارة وشيخ الارائكيين صبحي منصور والملحد الصغير شريف جابر وآخرون..
أولئك ليسوا مفكرين ولا تنويريين ولا يعبرون عن آرائهم بشكل حر وبناء على أبحاث علمية ودراسات أكادييمية وباساليب تحترم الاخر المختلف وقناعاته ومقدساته، وإنما هم شبكة الاسلاموفوبيا العربوفونية المدعومة والمأجورة التي ترتزق بالاسلاموفوبيا وتنشر خطاب الكراهية في مجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي أوساط المغتربين من هذه البلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية، ويشتغلون وفق الخطة التي رسمتها الملحدة الصومالية الاسلاموفوبية أيان هيرسي، وهي الخطة المعتمدة من قناة الحرة بشكل دقيق من خلال برامجها، خصوصا برنامج ابراهيم عيس، الذي ينطلق من التشكيك في التراث عقيدة وشريعة وتاريخا ورموزا بسيل من الكذب والافتراء والتضليل ووابل من الشبهات التي يصعب مجاراتها من طرف المتخصصين والباحثين المهتمين المؤثرين ناهيكم عن الجمهور المتلقي الذي يغلب عليهم التلقي السلبي دون تحرّّ أو بحث، مع العمل على تمكين القابلين للتجنيد في هذه الشبكة من دعم إعلامي يوصلهم إلى أكبر عدد من الجمهور العربوفوني، سواء بالقنوات التلفزية أو المواقع أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ زيادة على إسباغ الألقاب، التي تثير الرهبة في نفوس المتلقين البسطاء، أثناء تقديمهم، من قبيل: المفكر الكبير، الباحث الفذ، الفيلسوف، القامة العلمية، محطم الأصنام، كاشف الحجب وغيرها، ويكفي أن تشاهدوا إحدى حلقات ابراهيم عيسى التي يستضيف فيها أحدهم لتسمعوا القابا تجعلكم تظنون للوهلة الأولى أن الضيف هو أرسطو أو ابن سينا أو كانط أو كارل بوبر أو حتى هيجل وماركس، لكن في الأخير ستسمعون ببغاء يحطب من المنتديات والمواقع يردد شبهات وخزعبلات عفى عنها الزمن وترى يتلعثم لسانه فهاهة وعيا ويتناقض ويكذب ويخطئ مع كل بضع جمل يتفوه بها.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ستجدون تحالفا غريبا بين التنصريين الذين يدافعون عن الثالوث وملاحدة أو من يسمون أنفسهم بالمسلمين القرآنيين؛ فهل تساءلتم يوما؟ ما الذي يجمع رشيد حمامي التنصيري وحامد عبد الصمد في برنامج للسخرية من الاسلام؟ وما الذي يجمع أيلال الذي يدعي الدفاع عن إسلام القرآن مع حامد عبد الصمد الذي يسخر من القرآن؟ ما الذي يفعله أيلال في برنامج الدليل للمنصر وحيد؟ ماذا يفعل أحمد عصيد في قناة تنصيرية يهاجم منهم “المسلمين وحدهم” وبهذه العبارة التي يرددها في الحلقة عشرات المرات ليوهم المتلقي بأن الإنسان المسلم هو مشكلة العالم، ويكاد ينسب له مشكلة ثقب الأوزون، لماذا تنشر صفحة الانجيل المسموع خزعبلات رشيد أيلال في صفحتها؟
يعج العالم في الماضي والحاضر بمفكرين وادباء ونقاد ملاحدة ولادينيين، ولكنهم لم يفرطوا في حريتهم الفكرية وظلوا يحظون بالاحترام رغم نقدهم اللاذع للموروث وللخطاب الديني، لانهم باحثون حقا عن الحقيقة ويعبرون عما يقتنعون به يتحرون اكبر قدر من الموضوعية ولا يشحذون عند عتبات مجرمي الكلمة والخطاب، فلن يقبل مفكر محترم او باحث ذو موضوعية ان يكون ضيفا على اسلاموفوبي وحامل لخطاب الكراهية مثل رشيد حمامي، وحتى إن قبل فسيفعل بشروطه هو التي تفترض الموضوعية، ليس مثل المرتزقة ممن يبعون الخطاب كما تبيع البغي فرجها والدفع نقدا.؛ ولكم في حلقة البروفيسور بوين عالم المخطوطات الالماني حين استضافه رشيد حمامي باعتباره رئيس المجموعة العلمية التي درست مخطوطات صنعاء، وقد ذهب جهود حمامي سدى وهو يحاول اننتزاع ولو جملة شاردة من البروفيسور ليعضد بها افتراءاته على القرآن، وهي المخطوطات نفسه التي شيد عليها المتنصر محمد المسيح عمارة من الافترءات تحت مسمى البحث الكوديكولوجي، رغم انه لم ير تلك تلمخطوطات ولا اشتم رائحتها مقارنة بالبروفيسور بوين الذي كان اول من فتحها ودرسها لشهور وفقا لمناهج الموديكولوجيا الحقيقية وليس وفقا لموروث المستشرق المتحامل الجاهل بكثير من تفاصيل التراث الاسلامي نولدكه صاحب المدرسة التي ينتمي اليها المسيح، ويكفيكم مشاهدة حلقة بوين وبعض حلقات التخبيص لمحمد المسيح لتتبينوا الخيط الأبيض للعالم الأكاديمي الحقيقي من الخيط الأسود الاسلاموفوبي المريض. لقد أريد لمصطلح الارهاب أن يرتبط بمرجعية واحدة، وهي المرجعية الدينية الإسلامية، وأريد للخلايا الإرهابية أن تكون فقط تلك المتطرفة في منظومة الدين الاسلام، بينما الحقيقة أن تلك الخلايا ليست وحدها الإرهابية، فخلية اريج المسك ، إن صح ما قيل عنها حتى الآن، هي أيضا خلية إرهابية، ما دامت غايتها نشر خطاب الكراهية والرهاب من الاسلام والسعي إلى تقسيم المجتمع وبث التفرقة بين أفراده ومكوناته من خلال خطط مرسومة وأجندات خارجية وتتلقى الدعم المادي والمعنوي من جهات خارجية واعتماد الافتراءات وتَقَصُّد التضليل، طبعا مع ازدراءات لا يمكن حصرها بالرموز والمقدسات بعيدا عن النقد الموضوعي، بل وصلت حدَّ تكفير المجتمع نفسه؛
والا فماذا نسمي وصف الصحابة بالمنافقين؟ ووصف صحابي بمجرم حرب أو سيف الشيطان أو وصف التراث بالقذر أو القول عن الإمام مالك أنه مات على الكفر، وهو الامام الذي يعتمد المجتمع مذهبه، وترعاه المؤسسة الدينية الرسمية للبلاد؟ وما معنى القول إن المسلمين مشركون كلهم لانهم ينطقون الشهادتين؟
يمكن للنقد أن يطال كل شيء، لكن ممن تمكن من آلياته العلمية والأكاديمية، وباعتماد خطاب قائم على التحليل والاستدلال، مع تجنب القدح والسب والشتم والازدراء، واحترام مقدسات الآخرين تماما كما تريد منهم أن يحترموا حرية الرأي والتعبير المقدسة.
وختاما أقول إن الاحتفاء بفوزي الكركري في جامعة أمريكية مرموقة هي أيضا جزء من خطة الملحدة الصومالية آيان هيرسي، وسيكون لنا معها وقفة لتوضيح خباياها.