(كش بريس/ وكالات) ـ كانت الأيام الـ16 من منافسات دورة الألعاب الأولمبية في باريس مثيرة للغاية مثل العاصمة الفرنسية، وذلك بعد تألق نجوم مثل سيموني بيلز وسيفان حسن وكاتي ليديكي وليون مارشان وميخان لوبيز وستيفن كوري.
وتزينت العاصمة الفرنسية باريس في أبهى حللها ومعالمها المميزة من برج إيفل إلى غراند باليه، واستقبلت أكثر من عشرة آلاف رياضي من أكثر من 200 دولة في الدورة التي نظمتها للمرة الثالثة في تاريخها.
كما تواجد الملايين من المشجعين من فرنسا وباقي بلدان العالم، والذين خلقوا أجواء احتفالية للترحيب بأول دورة ألعاب تقام في ظروف طبيعية بعد دورة طوكيو 2020 التي أقيمت بعد عام من موعدها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكان حفل الافتتاح الفريد من نوعه والذي أقيم خارج الاستاد على ضفاف نهر السين، دليلا على بداية المنافسات بشكل مذهل.
وكان المطر الغزير من العوامل التي ألقت بظلالها على المنافسات حيث أدى المطر إلى قلة جودة مياه نهر السين، ونتيجة لذلك تم تأجيل بعض سباقات الترياتلون والسباحة في المياه المفتوحة.
وبعد ذلك جاءت أزمة انتشار الأمراض خلال الألعاب، وكذلك الجدل الذي دار حول الملاكمتين، التايوانية لين يو تينغ والجزائرية إيمان خليف، واللتين حصلتا على الميدالية الأولمبية رغم استبعادهما من بطولة العالم للملاكمة العام الماضي.
لكن المزاج العام للمنافسات كان مثيرا، حيث اتحدت فرنسا خلف فريقها الأولمبي بعد أسابيع من الجدل السياسي الدائر حول الانتخابات المبكرة، لتحتل المركز الخامس في جدول ترتيب الميداليات، حيث ضاعفت حصيلتها في أولمبيياد طوكيو بحصولها على 46 ميدالية منها 16 ذهبية.
وبدأ نجم الرجبي أنطوان دوبونت بإشعال فتيل تألق فرنسا في المنافسات، قبل أن يضيف الأسطورة الجديدة مارشان أربع ميداليات ذهبية وبرونزية في السباحة، بما في ذلك ثنائية غير مسبوقة في منافسات الصدر والفراشة، وأعادت جماهير فرنسا صياغة النشيد الوطني تكريما له.
وكان مارشان الرياضي الأكثر نجاحا في المجمل متفوقا على السباحة الأمريكية توري هوسكي، والتي حصلت على ثلاث ميداليات ذهبية وميداليتين فضتين، وفي المجمل غادر عشر رياضيين باريس بثلاث ميداليات ذهبية، ومنهم العداء الأمريكي جابي توماس والنيوزيلندية ليزا كارينجتون لاعبة التجديف والتي لديها الآن ثماني ميداليات ذهبية في المجموع.
وحصلت السباحة الأمريكية ليديكي على رقم قياسي للسيدات يعادل الميدالية التاسعة وانضمت لمجموعة النخبة من الرياضيين الذين حصلوا على أربع ميداليات في نفس الحدث.
ورغم ذلك تم تجاوز ذلك الرقم بخمس ميداليات للمصارع الكوبي الأسطوري لوبيز.
وكان لوبيز من بين العديد من الرياضيين الذين سينهون مسيرتهم في باريس، مع آخرين مثل نجم التنس البريطاني السابق أندي موراي والألمانية أنجيليك كيربر.
ويمكن القول إن بايلز كانت النجمة الأكبر بعد أن اجتذبت الأنظار للجمباز، حيث حولت إخفاقها في أولمبياد طوكيو إلى فوز بثلاث ذهبيات وميدالية فضية في باريس.
ونجح فريق السيدات الأمريكي لكرة السلة في تسجيل رقم قياسي بالفوز بالميدالية الذهبية للمرة الثامنة على التوالي، وذلك بعدما نجح فريق الرجال بقيادة كوري في منح كيفن دورانت الميدالية الذهبية الرابعة، لتتفوق أمريكا على الصين في المركز الأول بترتيب الميداليات بـ40 ميدالية ذهبية و44 فضية و22 برونزية.
وأنهت الصين مشوارها بـ40 ميدالية ذهبية و27 فضية و24 برونزية، بعدما اكتسحت ثمانية منافسات للغطس وخمس في تنس الطاولة للمرة الأولى.
وفي المجموع حصلت 84 دولة على ميداليات، فيما سجلت دولة سانت لوسيا حضورها للمرة الأولى من خلال ميدالية ذهبية في سباق 100 متر من جوليان ألفريد، فيما ظهر فريق اللاجئين للمرة الأولى على منصة التتويج بفضل برونزية الملاكمة سيندي نجامبا.
ولم يظهر الرياضيون المحايدون من روسيا وبيلاروس على منصات التتويج، فيما حصلت أوكرانيا على 12 ميدالية منها ثلاث ذهبيات، لتعطي للبلاد الأمل وسط الغزو الروسي.
وتغلب العداء الأمريكي نوا لايلز على الجامايكي كيشان تومبسون بفارق ضئيل للغاية في سباق 100 متر للرجال.
كما خلدت العداءة الهولندية سيفان حسن نفسها في سباقات المسافات الطويلة، بعدما حصلت على الميدالية الذهبية في سباق الماراثون بعد 36 ساعة من حصولها على الميدالية البرونزية في سباق عشرة آلاف متر كما حصلت على الميدالية البرونزية في سباق خمسة آلاف متر.
وكان من الرائع أن يتناسب إنجازها ويكون جزءا من حفل ختام المنافسات.
وكانت الأرقام القياسية حاضرة في العديد من المنافسات، لكن أيا منها لا يقارن بالرقم القياسي الذي حققه السويدي أرماند دوبلانتس في منافسات القفز بالزانة، حيث حقق قفزة وصلت إلى 6.25 مترا.
واحتفل دوبلانتس بتقليد لاعب الرماية التركي يوسف ديكيتش، والذي أصبح الظاهرة الأكبر في وسائل التواصل الاجتماعي لتنافسه بملابس عادية وبدون نظارات خاصة وواضعا يده في جيبه.
(د ب أ) ـ الصورة من الفايس ـ