أضحى سؤال الضغط الذي تمارسه جهات محسوبة على الكوكب المراكشي، على المجلس الجماعي بمراكش، مطروحا بقوة هذه الأيام؟
من له المصلحة في استمرار هذا الضغط؟
وهل الأولويات التي طرحها المكتب المسير الجديد للجماعة، تؤطر منحى دعم فريق لكرة القدم، أتبتت السنون والتجارب، أن علاجه بالأدوية غير ممكن بالمرة، و أن تمة علاجات جراحية أخرى تلزم إعادة هيكلته من الأساس، حتى يتمكن الفريق المراكشي من الوقوف على رجليه.ليست لدينا فكرة عن قيمة الأموال التي صرفت عليه، منذ توقيع العقد التشاركي مع المجلس الجماعي، عشرات السنوات. لكن يمكن الجزم هنا، أن مياها كثيرة سرت تحت الجسور، طيلة سنوات من الفوضى والاضطراب في التدبير المالي والتقني والإداري للفريق، حتى أضحى التعايش مع هذه الواقعية المكارثية، مستحيلة، بعد سلسلة هزائم وارتدادات، أفضت بالفريق إلى المؤخرة.
يومه الثلاثاء 02 نونبر 2021، تجمع العشرات مما يسمى “إلترا كريزي بويز” أمام مقر المجلس الجماعي لمراكش بشارع محمد الخامس، أطلقوا من خلالها أصواتا، حملت عبارات شكية كبيرة، من بينها “الكوكب ضحية صمت السلطة المحلية”. و”العمدة المراكشية “الكوكب الغريق يبادلك التحية”.
هل هي إعادة تذكير بالاجتماع الأخير الذي عقدته السيدة رئيسة المجلس الجماعي، مع “الحنيشين”، رئيس الفريق وشقيقه نائب العمدة في قطاع التعمير .. والهدف إيجاد صيغة لتجديد عقد المجلس بفريق الكوكب المراكشي. والقيمة المالية مدهشة : 350 مليون سنوية؟
من يدفع أكثر؟
عندما اقترح عضو بالمجلس الجماعي لمراكش، فكرة إلغاء عقد المجلس مع النادي بخصوص ملعب العربي بن مبارك، بعد انزوائه للخراب، وخروجه عن الشرعية القانونية تدبيرا وسلوكا رياضيا، تعرض لهجوم شرس، و أقصي من تركيبة المجلس، واتهم بالحمق، ولم يعد له دال ولا مدلول في الجلسات المعنية؟
كل المتتبعين، لمسار فريق الكوكب المراكشي، وعشاقه الذين لازموه تاريخا طويلا، بين الشد والجذب، يعترفون بغموض يلف العديد من محطات جموعه العامة. بل إنهم، يطعنون في التقارير المالية، ويطالبون بلجن افتحاص، لمعاينة ثلاث حقب من العبث بميزانيات ضخمة، لا يعلم منتهاها، ولا يعرف إلى أين صارت، ومن يخفي مغارمها، ويطمس معالم شهودها وخطاياها؟.
ومع استمرار تمويه هذه المراحل الزمنية من عمر النادي العريق، وتغطية أسرارها وتورية مظالمها، فإن الكوكب المراكشي، يحتاج لمن يعيد إليه بريقه، و وهجه الرياضي، وينقده من السقوط المدوي، والنهاية المأساوية.
لكن ليس على حساب شعب مدينة فقيرة، زادتها الجائحة فقرا على فقر، و طمرت في زمن سريع وموحش، جزءا من الأمن الاجتماعي والسلمي، سار معها العيش الكريم عملة ناذرة، و حاجيات الحياة أقرب للصعب الشديد منها للأمل و الانتظارية ؟
فهل نحن بحاجة اليوم لتحمل أعباء كرة فارغة مستديرة، لا تسمن ولا تغني من جوع، على قيود ومسؤوليات جسام، تنتظر تدبيرا تقشفيا محكما، و قابلية لطفرات جديدة من البدائل والرهانات التنموية العاجلة، قوامها إيجاد حلول ومقاربات وافرة لتشغيل الشباب حاملي الشهادات، و تأمين حاجيات الفئات الهشة من مجتمع تنخره الأمراض و الأمية وقلة ذات اليد؟
أم أننا، بإزاء هذه الهجمة الجاثمة على أنفاس المجلس، سنستسلم لسراب الدهشة والتسلية، مدسوسين بغطاء التاريخ والجغرافيا و الأحلام الهاربة؟
اسمعوا و عوا .. واعقلوا :
ستُبْدِي لكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جاهلًا … وَيَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ
وَيَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ من لَمْ تَبعْ لَهُ … بَتاتًا وَلَمْ تضرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ