البحث في ركن المتغيبين عن سيارات جماعة حربيل تامنصورت ؟!

(كش بريس/ محمـد مــروان) ـ الساعة تشير إلى الثامنة وخمسة وعشرين دقيقة ( 8,25 س) ليلة يوم الاثنين الماضي، حيث فوجئنا بسيارة تسير بسرعة فائقة، قاطعة أحد شوارع حي السعادة بمراكش، وبعدما تجاوزت وبسرعة جنونية السيارة التي كانت تقلني وباقي أفراد “كش بريس”، سقط نظر كل منا على أنها سيارة من نوع داسيا لوغان، سوداء اللون، يحمل هيكلها رقم : 157280 وحرف ” ج ” الملون بالأحمر، وسخ تعلوه الغبار حتى كادت أن تغطي رقم الهيكل، مما يوحي أنها ربما من إحدى الجماعات الترابية بضاحية مراكش، وقد حاولنا أن نتعقب هذه السيارة لإشباع فضولنا الصحفي، ما دامت أن سائقها يستغلها في هذا الوقت حسب المنصوص عليه خارج كل الضوابط القانونية، لكن سرعان ما اختفت على الأنظار.

هذا نموذج وصورة حقيقية لما تجري أحداثه يوميا بالجماعة الترابية حربيل تامنصورت، حيث ما فتئ سكان هذه الجماعة الترابية يطالبون ويناشدون الجهات المعنية من أجل إيقاف نزيف هدر المال العام بطرق غير مشروعة، بعدما استفحلت ظاهرة الاستغلال “الفوضوي” لمراكب أسطول السيارات الثمانية التي تدخل في ملكية الجماعة، وقد سبق لـ “كش بريس” أن تطرقت في مقالات صحفية عدة إلى هذه الآفة الثقب في ميزانية هذا المرفق الجماعي الذي يدخل تحت وصاية وزارة الداخلية بالمغرب، وقد كان من ضمن آخر هذه المقالات، مقال تم نشره تحت عنوان : “المواطنون يناشدون السيد وزير الداخلية بالضرب على يد منتخبين يستغلون بطرق غير مشروعة سيارات أسطول جماعة محلية ضاحية مراكش”، يوم  04 مايو 2022، حيث لوحظ خلال الشهور الأخيرة، أن الملايين من الفايسبوكيين من سكان دواوير حربيل ومدينة تامنصورت، صاروا يتداولون بشدة وبإلحاح كبير مطالبين من الجهات المعنية وضع حد لهذه الآفة المستنزفة للمال العام بطرق ما أنزل الله بها من سلطان، أمام أعين المواطنين في تحدي سافر لكل المراسيم والمناشير الوزارية الصادرة في هذا الشأن، وخارج كل الثوابت  والضوابط االقانونية المنظمة لتدبير الشؤون المحلية بجماعة حربيل، حيث قام السيد رئيس الجماعة منذ أول يوم من جلوسه على كرسي رئاستها، بتوزيع سيارات أسطولها وكأنه يقوم بتوزيع مكاسب غنيمة على أعضاء الأغلبية من المكتب وآخرين من خارجه ليست لهم أي مهام  تدبيرية في المجلس، معتمدا في ذلك كمعيار أساسي مكانة وثقل كل عضو في مخيلة الرئيس.

وقد استفاد من غنيمة اتخاذ سيارات أسطول جماعة حربيل سيارات شخصية، حيث أضحى يستغلها المنعم عليهم وأفراد أسرهم كما يقول المثل : ( على عينيك يا ابن عدي ) في أغراض شخصية بشكل يومي خارج أوقات العمل وأيضا في العطل الأسبوعية والسنوية، وفي الأسفار خارج تراب الجماعة دون حصولهم على وثيقة إذن تكليف بمهمة.. بلا حسيب ولا رقيب، وقد زاد من استفحال هذه الظاهرة المشينة محاباة رجال الدرك الملكي ورجال الشرطة لهم في سدود المراقبة، ما إن يروا أن السيارة يحمل هيكلها حرف ” ج “، متدرعين حسب ما استقته “كش بريس” من معلومات في هذا الصدد من أحد قادة الدرك الملكي السابقين بالمركز الترابي بتامنصورت، حيث قال بعضهم : ” إن تعاملنا في هذه الحالات بطريقة سلبية وبموقف المحايد، مرد ذلك يرجع بالأساس إلى أننا لم نتوصل من مسؤولينا بأي دورية، تأمرنا بزجر مرتكبي هذا النوع من المخالفات سواء راكبي سيارات الدولة الحاملة حرف ” M أوW ” ، أو سيارات الجماعات المحلية بحرف ” ج ” المكتوب باللون الأحمر “، وهذا الوضع المنبوذ والمرفوض من كل المواطنين الشرفاء ببلادنا، جعلهم في كل وقت وحين يدقون أجراس الخطر، لجعل حد لهذا النمط من الريع غير المعقول وغير المقبول في دولة الحق والقانون، ريع استغل امتيازاته رئيس الجماعة ضمانا لأصوات ( 14 ) ممن صوتوا عليه ليمنحوه رئاسة جماعة حربيل، في الوقت الذي لم يحصل فيه سوى على مقعدين في اقتراع  08 شتنبر 2021، وجزاء لهم على وضع ثقتهم فيه، قام بتوزيع سيارات أسطول سيارات جماعة حربيل وفق المبين في الجدول أسفله :

وجدير بالذكر أن هذه السيارات جميعها منذ أن سلمت لهؤلاء الأعضاء من الأغلبية، لم تبت ولو ليلة واحدة بمستودع أو بمقر جماعة حربيل بتامنصورت، حيث تبيت طول هذه المدة وقد تجاوزت السنة أمام منازل أغلبية أعضاء أغلبية المجلس الحالي، وبما أن أحدهم لا يتوفر على رخصة السياقة، بعدما حصل على سيارة الجماعة رغم عدم إسناد أية مهمة إليه داخل المكتب، سلم هذا الأخير السيارة لولده، حيث دأب هذا الولد الشاب على تسخير صندوقها وأيضا مقصورتها في أشغال فلاحية وأغراض أخرى، وعضو ثاني بعدما تسلمها كان قدرها الحكم عليها بأن تظل واقفة طول النهار أمام دكان له للجزارة، يزهو ويتملى مفتخرا كلما زاره زبون بوقوف سيارة الجماعة على الدوام بهذا المكان أمام محل تجارته، مع العلم أنه هو الآخر ليست له أية مهمة داخل المكتب الإداري بهذا المجلس الجماعي.

ومن هؤلاء المنعم عليهم أيضا من صار يتناوب عليها وزوجته أثناء التبضع وأشياء أخرى، ومن غير وظيفتها إلى سيارة نقل مدرسي لأبنائه، ومن يخرج أولاده كل مساء في جولة على متنها بين شوارع وبعض حدائق تامنصورت..، وهذا واقع حال السيارات الثمانية الجماعية المسماة ( جابها الله ) والناس يتتبعون حلقات هذا المسلسل بكل ألم، أبطاله أشخاص ممن يعتقدون أنفسهم سيظلون بتصرفات هوجاء فوق القانون، مستغلين للأسف الشديد الغياب التام للأجهزة المسؤولة على مراقبة ومساءلة ومحاسبة كل الذين أوكلت لهم مهام تدبير الشأن العام المحلي بجماعة حربيل تامنصورت ؟!