(كش بريس / محمد مروان)
خلق اكتظاظ التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية مدرسة ” رياض المنزه ” المختلطة الابتدائية بتامنصورت، أزمة كبرى أرخت بظلال عواقبها الوخيمة على العملية التعليمية التعلمية، حيث بلغ عدد الناشئة خلال السنة الدراسية الحالية ما يناهز ( 1215 ) تلميذا، يفدون من أحياء الشطر 3 و8 وديور رزق وإشراق سكن والياسمين ودوار الزغادنة ودوار الحبيب، هؤلاء الذين يسهر على تعليمهم ثلاثون ( 30 ) أستاذا، مما جعل الفصل الواحد يضم أكثر من أربعين ( 40 ) تلميذا وتلميذة، الشيء تسبب في جعلهم يتلقون دروسهم عن طريق عملية التفويج الثلاثي يوميا، حسب التوقيت التالي :
– الفوج الأول : من الساعة التاسعة ( 09 ) صباحا إلى الساعة الثاني عشرة ( 12 ) زوالا
– الفوج الثاني : من الساعة الثاني عشرة ( 12 ) زوالا إلى الساعة الخامس عشرة ( 15 ) بعد الزوال
– الفوج الثالث : من الساعة الخامس عشرة ( 15 ) بعد الزوال إلى الساعة الثامن عشرة ( 18 ) مساء حيث يفرض على التلميذ إذا تلقى دروس مادة اللغة العربية في اليوم الأول، أن لن يحضر حصة مادة اللغة الفرنسية إلا في اليوم الموالي، وهكذا في ظل هذه الظروف تقلصت ساعات تعليم كل هؤلاء التلاميذ من ثلاثين ( 30 ) ساعة إلى ثماني عشرة ( 18 ) ساعة في الأسبوع، هذا الوضع التعليمي دفع أكثر من مرة بجمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ هذه المؤسسة إلى دق باب المديرية الإقليمية بمراكش للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلا أن هذه الأخيرة ظلت عاجزة ولول على الأقل أن تعمل على التخفيف من حدة هذا الواقع الذي يحول دون استفادة الناشئة من تعليم ذو جودة، حيث كان آخر زيارة لها لهذه المديرية يوم الجمعة الماضية، وبعدما استقبل السيد المدير الإقليمي
أعضاء مكتب جمعية الآباء أحالهم على موظف بمصلحة التخطيط، لكن لم يتوصلوا معه حسب ما علمته ” كش بريس ” إلى أي حل لمشكل هذا الاكتظاظ، حيث كان كل كلامه مبنيا على التسويف والتمني، خصوصا بعدما أخبروه بأن الثانوية الإعدادية ” الصنوبر ” بتامنصورت، بها حجرات شاغرة على طول هذه السنة، هذه الإعدادية التي توجد على بعد خطوات من المدرسة الابتدائية ” رياض المنزه “، كما أن بالقرب من هاتين المؤسستين هناك ثانوية إعدادية أخرى انتهت فيها أشغال بنائها هذه الأيام، حياة مدرسية تعيش معاناتها الناشئة على هذا الحال، جعلت كل الذين يتجرعون يوميا مرارة علقم معاناته يفسرون أحداثه بأن منظومة التربية والتكوين ما تزال تشكو من عدة اختلالات تضرب في العمق و الجوهر كل ما يتعلق بتدبير شؤون مصلحتي التخطيط والموارد البشرية والمصلحة التربوية بالمديرية الإقليمية بمراكش للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث يبقى للأسف الشديد الضحية يكون دائما هو التلميذ عصب وقطب رحى المنظومة التربوية التعليمية، وحالة هذا الواقع التعليمي على هذا المنوال حيث جعلت كل الذين يهمهم الأمر يطرحون أسئلة كالتالي :
– ما أسباب بقاء مديرية التعليم بمراكش عاجزة على حل مشكل الاكتظاظ بمدرسة رياض المنزه بتامنصورت ؟.
– كيف يعقل أن تتجاهل مصلحتي التخطيط والموارد البشرية والمصلحة التربوية هذا النوع من الحياة المدرسية بهذه المؤسسة التعليمية ؟.
– هل هناك أشياء مسكوت أو مرفوع عليها القلم، هي التي تسببت في تكريس هذا الواقع التعليمي المريض ؟
– أليس من الضروري والحالة هذه أن تقوم المديرية الإقليمية للتعليم بمراكش في إطار تنسيق وتوافق مع الفرقاء النقابيين بعملية إعادة الانتشار للأطر التعليمية ؟ .
أسئلة وأخرى تطرح في هذا الصدد من طرف من يهمهم الأمر، غيرة على فلذات أكبادهم قصد إثارة انتباه المسؤولين حتى يتم إنقاذ ما يجب إنقاذه، انسجاما مع خارطة الطريق التي تم تسطيرها خلال اللقاء الترابي الجهوي للمشاورات الوطنية من أجل تجويد المدرسة العمومية، الذي تم عقده تحت شعار : ” تعليم ذو جودة للجميع ” نهاية الأسبوع الماضي، برئاسة السيد كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش آسفي، عامل عمالة مراكش، بهدف التعجيل والعمل على إنجاح عملية إصلاح قطاع التعليم تحقيقا لنهضة تربوية شاملة بهذه الجهة.