(كش بريس/ محمـد مــروان) ـ الزيارة المفاجئة للجنة الموفدة من المفتشية العامة لوزارة الداخلية إلى مقر الجماعة الترابية حربيل مراكش، وما خلفته من أصداء واستحسان لدى الرأي العام المحلي، بعد زوال يوم أمس، أحدثت زلزالا كبيرا لم يسبق له نظير بهذا المرفق الجماعي، ما جعل أوراق رئيس هذه الجماعة الترابية تختلط، وقد دخل في حيص بيص وحصل له ارتباك شديد خصوصا عندما طالبه أعضاء اللجنة بافتحاص العديد من الملفات موضوع الكثير من الشكايات الموجهة من طرف أعضاء المجلس من فريق المعارضة والعديد من المواطنين إلى المصالح المحلية والمركزية للوزارة الوصية، وما تم نشره من مقالات صحفية في شأن تحطيم رقم قياسي في ظرف وجيز لرئيس جماعة حربيل ومن معه من أعضاء المكتب الإداري للمجلس في هدر وتبديد المال العام في الكثير من الأمور التي لاتخدم البتة مصالح المواطنين، ناهيك على نهج هؤلاء الأعضاء في تدبير الشأن العام المحلي طرقا وأساليب ما أنزل بها من سلطان.
وقد لاحظ الوافدون من المواطنين في ذات الوقت على مقر الجماعة من أجل قضاء بعض حوائجهم إن كانوا من المحظوظين، عددا من الموظفين وهم يحملون بين أذرعهم عرمرم من الملفات في عجالة من أمرهم صاعدين نازلين سلم مقر الجماعة، وهم يتنقلون ذهابا وإيابا بين المكاتب ومكتب رئيس الجماعة، حركات غير عادية أثارت فضولهم لمعرفة ما فوجئوا بحدوثه في هذا الزمان والمكان بالذات، حيث علم الكثير منهم حسب ما أكدوه لـ ” كش بريس “، أن أعضاء اللجنة قد وضعوا أول وهلة أيديهم على ملف صفقتي المليار سنتيم المتعلقة بأعمدة الكهرباء ووضع إشارات المرور الضوئية على المقطع الطرقي الممتد على مسافة خمس كيلومترات تقريبا من قنطرة واد تانسيفت إلى مدخل تامنصورت.
هذا الملف يتوقع الرأي العام أن يعصف برؤوس، ربما قد أينعت وحان قطافها، حيث يبقى القرار الأول والأخير لأعضاء لجنة المفتشية العامة وفق اقتناعهم بظروف وملابسات هذه القضية. وقد وضع هؤلاء الأعضاء مباشرة أيديهم أيضا على ملف منحة قدرها ثلاثين ( 30 ) مليون سنتيم، سلمت إلى إحدى جمعيات الفروسية التقليدية ( التبوريدة ) بحربيل، التي من ضمن أعضائها كاتب المجلس، حيث صرفت حسب نفس المصادر في مدة لم تتجاوز سوى سبعة أيام فقط. ويذكر أن عمليتا افتحاص وتدقيق البحث في هذين الملفين قد أخذتا من وقت أعضاء هذه اللجنة مدة ساعتين، انطلاقا من الساعة الرابعة بعد الزوال إلى السادسة من مساء يوم أمس، حيث غادروا مكتب رئيس الجماعة، مذكرينه على أنهم عائدون من أجل استئناف عملية تفتيش العديد من ملفات الكثير من الصفقات، اليوم الثلاثاء 16 ماي، الشيء الذي جعل رئيس الجماعة يطلب من بعض موظفيها الانكباب على العمل لتحضير وإيجاد هذه الملفات، ما تطلب منهم بدل مجهودات جبارة أثناء القيام بهذا العمل، الذي دام إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس بمقر الجماعة الترابية حربيل مراكش.