أكد سفير المغرب لدى البيرو، السيد أمين الشودري، أن نتائج الاتفاق الثلاثي، الذي تم توقيعه قبل عام بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، أصبحت ملموسة بالفعل.
وخلال حفل أقيم في ليما بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاتفاقيات أبراهام، أشار الدبلوماسي المغربي، بشكل خاص، إلى الاتفاقات التي تم التوقيع عليها في مختلف المجالات، وافتتاح وتشغيل ممثليات دبلوماسية، وإحداث منصة للحوار والتعاون تضم خمس مجموعات عمل قطاعية، وإرساء قنوات اتصال بين رجال الأعمال وفتح المجال الجوي بين البلدين.
وذكر بلاغ للسفارة أن الدبلوماسي المغربي أبرز أن “هذا الاتفاق أذكى أملا جديدا، وفتح الطريق لعصر من السلام، والاستقرار، والتسامح، والانسجام، والتعايش”.
وأشار إلى أن هذا الحفل هو أيضا مناسبة للاحتفاء “بالقرار التاريخي للولايات المتحدة بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على الصحراء، وكذا دعمها الثابت للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الواقعي، والعادل، والدائم للنزاع المفتعل” حول الصحراء.
وذكر أن “العلاقات بين المغرب وإسرائيل تستمد قوتها من التشبث الراسخ للجالية اليهودية من أصل مغربي بالمملكة والروابط المتينة التي تجمع بين هذه الجالية وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، حامي المغاربة المنتسبين لكل الأديان والمعتقدات”.
وأضاف أن المغرب هو البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي يعترف بالرافد العبري كمكون من مكونات هويته في دستوره، ويعمل، بلا كلل، ووفقا للتعليمات الملكية السامية، على النهوض بتراثه العبري والحفاظ عليه.
وأكد السيد الشودري التزام المغرب القوي وتشبثه الدائم بالسلام والأمن والازدهار، واستعداد المملكة لاستغلال روابطها المتميزة مع كافة أطراف النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني للتشجيع على استئناف المفاوضات بين الطرفين بهدف إنهاء النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني وإرساء سلام شامل في الشرق الأوسط.
من جهته، رحب السفير الإسرائيلي، السيد عساف إشيلفيتش، باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والإنجازات والتقدم المحرز في العام الماضي، على الرغم من السياق العالمي المتسم بالجائحة.
وأعرب الدبلوماسي الإسرائيلي عن أمله في مواصلة توطيد التعاون الثنائي، وخاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي، وتعميق أواصر الصداقة بين الشعبين، مشيرا إلى أن العلاقات بين اليهود والمغرب لم تعرف أبدا أي انقطاع، وذلك بفضل العلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع الجالية اليهودية الكبيرة من أصل مغربي بالمملكة.
من جانب آخر، ذكر السيد إيشيلفيتش أنه “خلال القرن الـ19، هاجرت جالية يهودية مغربية إلى البيرو، والأمازون، وحافظ أحفادهم على أسمائهم وديانتهم وعلى مقبرة يهودية مغربية، وهو ما يشكل رمزا للعلاقات الثلاثية الجيدة بين المغرب والبيرو وإسرائيل”.
من جانبه، هنأ رئيس بلدية ميرافلوريس، السيد لويس مولينا آرلس، المغرب وإسرائيل بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واتفاقات السلام التي تشكل، بحسبه، نجاحا دبلوماسيا حقيقيا.
وتميز هذا الحفل، الذي عرف مشاركة العديد من الشخصيات من أوساط سياسية، وإعلامية، وثقافية، وأكاديمية، ودينية، وأصدقاء سفارتي المغرب وإسرائيل، وكذا العديد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى البيرو، بتدشين “واحة السلام” في حديقة “ماريا ريش” في مقاطعة ميرافلوريس، من خلال غرس رمزي لشجرتي زيتون.
وأشار السيد لويس مولينا آرلس إلى أن غرس سفيري البلدين لشجرتي الزيتون في هذه الحديقة يعد شرفا كبيرا لمقاطعته، واصفا هذه المبادرة بأنها “رمز لتوطيد السلام في العالم”.