عملت دورة كاس العالم بقطر 2022، على كسر هوة كبيرة بين العرب، شعوبا على وجه الخصوص، بعيدا عن الأنظمة الحاكمة ومصالح الأجندات الإقليمية والدولية المتقاطعة.
وكرست مباريات الكأس العالمية، هيمنة الشعور القومي للبلدان العربية والإسلامية والأفريقية، في لحظات الشحن الجماهيري الكاسح، والذي ترجمته مواجهات الفرق العربية خاصة بباقي الفرق الأوربية واللاتينية والآسيوية.
ولامس المهتمون بالشأن الرياضي، الحماس العظيم للشعوب العربية وهي تناصر إخوانها في المباريات المبتوتة في الفضائيات، أو حتى حضوريا في مدرجات ملاعب المونديال.
ووفقا لذلك، لم تخف النخب العربية، وهي تشارك فرحة الفوز للفرق العربية المنتصرة، انكتاب أحاسيسها الصادقة، وهي توثق هذا الانخراط المشرف المشحون بكمية غير قليلة من الانتماء والوحدة والتآزر، كالذي وقع للعديد من الكتاب والمثقفين والفنانين والسياسيين حتى؟.
الصحفي الجزائري سعيد بودور، لم يخف هذه الأحاسيس، وهو يدون ملامح إنسان ينتمي لنفس الأمة، ويعيش نفس تطلعاتها وأحلامها، فكتب على صدر صفحته بالفايس: “كُنت في الطريق نحوُ المنزل ،
لم تكن هُناك زحمة مرورية كتلك المعهُودة مساء كل “خميس وهران” التي تُؤذن لنهاية الأسبوع ،
فجأة سمعتُ صراخ قوي ذكرني بصراخ مباريات كأس العرب وكأس إفريقيا للامم بمصر، صرخاً قوياً على جانبين الطريق يصدح من المقاهي ،
قلت لسائق الأجرة أكيد كندا سجلت هدفاً ضد المغرب ،
اخرجت هاتفي وتفقدت الهدف على النت، وإذا به هدف ثاني للمنتخب المغربي في مرمى كندا .
فقلت في نفسي: صدقت شوارع الشُعُوب وكذبت منابر السياسية.
مُؤسف ان تفرقنا نفاق سياسة انظمة زوج بغال وتجمعنا زوج مربعات للفيفا.
فرقنا القمع وتجمعنا مآسي الاضطهاد”.