وجهت الشاعرة والكاتبة المغربية الأستاذة مالكة العاصمي برقية إلى جلالة الملك محمد السادس، تلتمس منه، إلغاء اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وتجريد من يسمون أنفسهم “مغاربة إسرائيل” أو “إسرائيليين من أصل مغربي”، من الجنسية المغربية، وإلغاء جميع المؤسسات والبنيات والأنشطة والإجراءات التي أقيمت وترتبت عن انتمائهم إلى المغرب” ..
نستعرض هنا النص الكامل للبرقية كما توصلنا بها :
“ونحن نعرف محتدكم يا صاحب الجلالة، وما قمتم وتقومون به في السر والجهر من جهود على امتداد أيام القصف والقتل والنار والحصار والتجويع والإبادة الجماعية والتطهير العرقي وأنواع الجرائم ضد الإنسانية، لجعل الكيان الإسرائيلي يوقف المحرقة المسلطة على الشعب الفلسطيني في غزة، والتي لم تلق استجابة من هذا الكيان الذي لا يراعي حرمة ولا عهدا، والذي جزء رئيسي من أساطين الحرب والجريمة والهمجية فيه يدعى مغربيته، بل إن من يسمون أنفسهم بالإسرائيليين من أصل مغربي يعترفون من خلال الرسائل التي تجرأوا ووجهوها لجلالتكم باعتناقهم الأفاعيل هذا الكيان وأفكاره، وبانخراطهم البنيوي في المشروع الإسرائيلي لاغتصاب أرض فلسطين وقتل أهلها جماعيا وإبادتهم وتهجيرهم وتشريدهم ونهب حقوقهم.
إن من يسمون إسرائيليين من أصل مغربي يعترفون بانتمائهم لمشروع إجرامي وبممارساتهم ضد الإنسانية ويعتبرونها بهتانا دفاعا عن النفس. كما أنهم يوجدون في حالة تنافي بين انتمائهم للمغرب وبين كونهم مكونا رئيسيا في بنية دولة عملوا على إنشائها وجعلوا أنفسهم مكونا عضويا فيها، متنكرين المغربيتهم من أجل تكوينها. كذلك فإنهم عمليا وفعليا جميعهم قادة ومسؤولون رئيسيون وضباط وجنود في هذا الكيان العسكري الذي لا يوجد فيه مدنيون، لأن من يسمون مدنيين هم جيوش احتياط ومكون بنيوي في كيان عسكري صرف.
إن هذه العناصر من شأن كل واحد منها أن يكون سببا في تجريدهم من الجنسية المغربية التي لا تسمح لحاملها بالقيام بأعمال إجرامية، أو الانتماء لجيوش دولة أجنبية، فأحرى أن يكون عنصر حرب وإبادة الشعب كامل، ومرتكب جريمة ضد الإنسانية تستنكرها جميع الشرائع والأنظمة والمنظمات الدولية وضحت باستنكارها شوارع العالم، وفضلا عن ذلك أن يكون الذي يتعرض لهذه الجرائم المروعة شعب شقيق محاربته هي حرب بالضرورة على المغرب وجريمة استنكرها المغاربة دوما بأنواع من الاحتجاجات المليونية على امتداد عقود من الزمن.
لأجل ذلك، نلتمس من جلالتكم إلغاء اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الذي لا يراعي عهداء المدان بجرائم ضد الإنسانية، وكل ما رافقها أو تفرع عنها من اتفاقيات وعلاقات.
كما نلتمس اتخاذ ما يلزم لتجريد من يسمون “مغاربة إسرائيل” أو “إسرائيليين من أصل مغربي من الجنسية المغربية تطبيقا لقانون الجنسية المغربي في بابه الرابع، مع إلغاء جميع المؤسسات والبنيات والأنشطة والإجراءات التي أقيمت وترتبت عن انتمائهم إلى المغرب.
رفع الله قدركم يا صاحب الجلالة، ومتعكم بوافر الصحة والسعادة، وأعانكم وسدد خطاكم
ودمتم في الاستماع إلى شعبكم الوفي.
مالكة العاصمي
مفكرة/ قيادية في حزب الاستقلال/ نائبة برلمانية سابقة”