(كش بريس/ محمد مـروان) ـ صارت مئات الأسر والعائلات القاطنة داخل أحياء المدينة العتيقة مراكش، تعيش وقد زاد لهيب الحر هذه الأيام حياتها ضنكا، بعدما قامت مؤخرا فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، بالعمل على قطع الماء الشروب على سائر ما تبقى من السقايات المتواجدة داخل دروب وزقاق أحياء المدينة العتيقة، وقد عملت على جمع الأخضر واليابس، كما يقال : ( جمعت القاعة )، تحت ذريعة ترشيد وعقلنة استهلاك الماء، لكن للأسف الشديد على حساب أفراد فئات فقيرة مستضعفة قد أخذ منها الزمن مأخذه، حيث زج بأفرادها قدرهم مجبرين للسكن إما بغرفة بإحدى الدور والمنازل المخصصة للكراء أو داخل دكان أحد الفنادق القديمة بالمدينة، مما تسبب في تحويل وظيفة هذه السقايات إلى أغراض أخرى، منها ما أصبحت بناء على تصميمها المعماري سكنا لأحد الذين يحظون برضى وعطف أعضاء أغلبية مجلس جماعة مراكش، أو التي بفعل ما لحقها من الخراب صارت مرحاضا عشوائيا ملاذا مفضلا على وجه الخصوص للمتشردين، ومنها التي تحولت بقدرة قادر إلى مكتب لعون السلطة (مقدم الحي)..،
هذه السقايات التاريخية التي أصبحت على هذا الحال مشوهة المنظر العام، حيث صارت تسرق التقاطها عدسات كاميرات السياح الأجانب التي عهد بمعالمها أغلبهم حتى الأمس القريب وهي تحكي شيئا عن مجد تاريخنا التليد في شتى المناحي اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.. إلى أن حطت عليها يد المنون تحت أعذار واهية يلفها خبث المثل القائل : ” العذر أقبح من الزلة “، ليظل يعاني آلاف المواطنين تحت وقع أزمة ماء شديدة على سبيل المثال لا الحصر بكل من درب سيدي مسعود وعرصة الأحباس ودرب البومة وعرصة بن ابراهيم ودرب الجامع بحي عرصة إيهيري، ودرب سيدي أحمد السوسي وحي رياض العروس وحي المواسين.. بمدينة يسمونها ( مدينة الأنوار)، في الوقت الذي كان من الأجدر على السيدة العمدة، أن تفكر وأعضاء أغلبية مجلسها في إيجاد حل آخر غير ما أقدمت على فعله في ذات الإطار حفاظا على هذا الموروث التاريخي مستحضرة في أول الأمر الرأفة والرحمة بهذه الشريحة من مستضعفي المدينة العتيقة مراكش.