ـ المحاماة ليست تجارة أو بورصة. إنها مهنة تساهم في إنتاج العدالة والدفاع عن الحقوق والحريات ـ
قال محمد الغلوسي، المحامي ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن “على المحامين المغاربة المؤمنين برسالة المحاماة الكونية ونبلها الإنساني، أن يخرجوا من دائرة التردد والتواري إلى الخلف”، ناصحا إياهم “عليهم أن لايقبلوا بالتسامح مع الفساد والسمسرة والرشوة ، هناك من يدفع المحامون للقبول بذلك كقدر وواقع لا مفر منه، وهناك من يسعى لإقناع المحامين بأن النجاح المهني يعني “الشطارة “و”القفوزية “”وتشبيك العلاقات ” ويحرص على تمرير هذه الرسائل للشباب الملتحق بالمهنة لتعميق واقع الفساد داخل منظومة العدالة”.
وأوضح الغلوسي، “إنه الفساد الذي ينتج عنه إشاعة الشعور بالظلم واليأس وتقويض كل قيم المواطنة والقانون والعدالة ، إن أخطر أنواع الفساد وأشدّه قساوة هو ذاك الذي يشكل وسيلة لهضم حقوق الناس داخل المجتمع. بل أحيانا قد يشكل طريقا للمس بحريات الأفراد، وذلك بالزج بهم ظلما في السجون !!!”.
وأكد ذات المتحدث، على أنه “لا يمكن أن تبقى المحاماة معزولة عن تحولات المجتمع وتطلعاته في تخليق الحياة العامة، كما لايمكن أن تبقى خارج الأضواء الكاشفة في عالم متغير ومتسارع التحولات في ظل ثورة رقمية وتكنولوجية هائلة لا تعترف بالحدود”.
وأورد الحقوقي الغعلوسي، “إن المحاماة ليست تجارة أو بورصة. إنها مهنة تساهم في إنتاج العدالة والدفاع عن الحقوق والحريات، وعلى رجال ونساء مهنة الدفاع أن يقولوا كفى من الفساد والرشوة والسمسرة لتحصين المهنة والدود عن إستقلاليتها وتفويت الفرصة على كل المتربصين بها ، إنها مهنة تضمن العيش الكريم لأصحابها بكرامة وبرأس مرفوع دون الحاجة إلى امتهان الأساليب القذرة” ، مشددا “علينا أن نقوم بأدوارنا الحقوقية والوطنية للدفاع عن أطروحة الإصلاح المؤسساتي والسياسي العميق بعقلانية ومسؤولية، لكي لا يستمر الفساد في التغول ويصبح الجميع مهددا دولة ومجتمعا”.