(كش بريس/خاص) ـ غادرنا صباح اليوم الثلاثاء، المجاهد والمناضل اليساري السياسي بنسعيد آيت ايدر، بعد فترة مرض قضاها بالمستشفى العسكري في مدينة الرباط.
ونعا الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد جمال العسري، وفاة آيت ايدر بحزن عميق: “الشعب المغربي يفقد واحدا من أكبر رجالاته وقاداتة .. رحيل المجاهد القائد المناضل الرفيق بنسعيد آيت إيدر”.
متأثرا بفاجعة الفقد الجلل: “ببالغ الحزن وبعميق الأسى وشديد الألم، نزل علينا خبر فاجعة رحيل رفيقنا ووالدنا وزعيمنا وقدوتنا، المناضل المجاهد محمد بنسعيد أيت ايدر، الذي وافته المنية في الساعات الأولى من يومه الثلاثاء 6 فبراير بالمستشفى العسكري بالرباط”.
ومحمد بن سعيد أيت إيدر من مواليد 1 يوليو 1925 في تين منصور بإقليم شتوكة أيت باها، وهو سياسي مغربي ويعد من رموز اليسار المغربي، بدأ مسيرته السياسية كمقاوم للاستعمار الفرنسي. عبر محمد بن سعيد أيت إيدر في عدة مناسبات عن معارضته لنظام حكم الملك الحسن الثاني، مما كلفه حكما غيابيا بالإعدام شمله مع مجموعة من المناضلين اليساريين المغاربة.
ولد بقرية تين منصور يإقليم شتوكة أيت باها وسط المغرب، تلقى تعليمه بعدد من مدارس سوس العتيقة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التقى لأول مرة بالفقيه محمد المختار السوسي. انتقل إلى مراكش لمتابعة دراسته مدرسة ابن يوسف وانفتح على العمل الوطني برفقة عبد الله إبراهيم وعبد القادر حسن، والمهدي بن بركة. كما شارك في قيادة فرق جيش التحرير المغربي وتكوين خلايا المقاومة رفقة قيادات أخرى مثل عمر المسفيوي ومحمد باهي. هذا بالإضافة لقيادات أخرى بميدان القتال مثل ناضل الهاشمي وادريس بن بوبكر والانصاري بلمختار ولغظف بن عبد الله وغيرهم. وقد تعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير. لجأ مبكرا إلى الجزائر، ثم انتقل إلى فرنسا، وساهم في تأسيس منظمة 23 مارس. كما أسس بعد عودته إلى المغرب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي سنة 1983 وتولى مهمة الأمين العام لها. وباسمها انتخب نائباً في البرلمان عن إقليم شتوكة أيت باها. وساهم سنة 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية وفي توحيد شتات اليسار سنة 2002 بتأسيس حزب اليسار الاشتراكي الموحد وفيه تخلى عن منصب الأمين العام واكتفى بموقع الرئيس. فكونه ينحدر من عائلة ميسورة، هذا ماجعل سياسته غير مبنية على حب السلطة والمال،حيث انه كان ومازال مخلصا لوطنه وهذا يتجلى في كونه حارب من اجل الاستقلال، وناضل بعد الحصول عليه في تقدم وازدهار البلد من الناحية التنظيمية وذالك بتاسيس مجموعة من الاحزاب .