هبت جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، وعموم المواطنين من مختلف جهات المغرب، لمساعدة منكوبي زلزال الحوز، ودعمهم ماديا ومعنويا، في صورة تعكس أرقى قيم التكافل والتضامن الاجتماعيين.
ونشرت تدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر طريقة جمع الملابس والأغطية ومختلف المواد الاستهلاكية، في نقط طرقية بمعظم مدن المملكة، حيث تقف شابات وشباب متوطوعون لتحمل أعباء هذه الالتفاتات النبيلة.
وحسب جمعيات للمجتمع المدني، فإن مختلف شرائح المجتمع قد انبرت في تجسيد حقيقي لقيم التضامن المعروف في الشعب المغربي، للمساهمة بقليل أو كثير للتخفيف من آثار هذه الأزمات على الساكنة المتضررة في الأقاليم والعمالات.
ويرى الباحث والمؤرخ م عبد الله العلوي، أن هذا التضامن والتكافل المشهود يؤكد وعي المجتمع بتداعيات الزلزال، وخطورة الوضعية التي يعيشها المنكوبون، خصوصا وأننا على مشارف استقبال شتاء قارس وشديد البرودة.
وأضاف العلوي، أن من بين ما يميز الشعب المغربي، في مثل هذه الحالات، استيعابه للظرفيات الخاصة والاستثنائية، وبحثه المتواصل عن حضوره الرمزي في كل المواقع التي تحتاج للتظافر وتقوية أواصر المواطنة. مؤكدا على أن ذلك، ليس جديدا على هذا الشعب الأخلاقي الأبي، فقد سبق أن تفاعل بنفس الشكل وأكثر في مناسبات سابقة، كما هو الحال بالنسبة لزلزال آكدير والحسيمة ..
وعلى الرغم من أن العديد من المناطق المتضررة، قد تأخر إمدادها بالعون والحياة، جراء استمرار الحصار الذي فرضته ظروف الزلزال وتداعياته الطبيعية، فإن فلولا من الشاحنات وسيارات النقل، من مختلف أنحاء المملكة، قد تواصلت مع نداءات المتضررين، وهبت لنجدتهم، مستوعبة سؤال الزمن والحاجة إلى تدبير الأزمة بسلاسة وانسجام تام.
جدير بالإشارة، فإن منكوبي زلزال المغرب في كل المناطق المتضررة، داخل مدينة مراكش وشيشاوة والحوز وتارودانت وأزيلال، لازالوا يتوسدون الأرض ويلتحفون السماء، في انتظار رحمة الله وانقشاع الأمل.