وجه المجلس الوطني للصحافة، دعوة إلى مختلف وسائل الإعلام، من أجل الالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة وقواعدها، منبها أن تغطية الفواجع الإنسانية، تعتبر محكا رئيسيا لمدى احترام الصحافة لمسؤوليتها الاجتماعيةوحرصها على ألا تحول الفواجع إلى وسيلة للربح والارتزاق.
وقال المجلس الوطني للصحافة، في بلاغ صحفي، توصلت “كش بريس” بنسخة منه، يومه الجمعة، عنونه ب”دعوة للالتزام بأخلاقيات الصحافة في تغطية عملية إنقاذ الطفل ريان”، أنه “تابع بأسف شديد بعض الممارسات المشينة التي صاحبت تغطية محاولة إنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في بئر بإقليم الشاون، مسجلا العديد من الخروقات المخالفة لميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، والتي تم ارتكابها من طرف بعض الصحف الالكترونية، في تجاهل تام للمبادئ الإنسانية التي يتضمنها الميثاق المذكور، والتي من المفترض أن تلتزم بها المقاولات الصحافية والصحفيون المهنيون، خاصة في ظل أزمات وفواجع، لا يمكن أن تتحول بأي حال من الأحوال، إلى مجال للربح المادي والإثارة الرخيصة لزيادة عدد المشاهدات وغيرها من أساليب المتاجرة في المآسي الانسانية”.
واستعرض المجلس، ضمن بلاغه نماذج من الخروقات المذكورة، ك”تصوير الطفل في وضعيته الصعبة”و “تصوير واستجواب أطفال قاصرين”.
وأكد بلاغ المجلس، على “أن الأفعال إياها منافية لميثاق أخلاقيات الصحافة الخاص بالمسؤولية إزاء المجتمع، مشددا على أن البند المتعلق بالبحث عن الحقيقة، حيث تم التعامل مع المعلومات والمعطيات بشكل غير مهني ..”.
وأضاف المصدر نفسه، أن “صحفا إليكترونية قامت باستجواب أسرة الطفل، مصرحة بشكل فاضح أن هذا التصوير سيرفع عدد المشاهدات، بالإضافة إلى توظيف الوضع النفسي للأسرة، بطرح أسئلة لاعلاقة لها بقواعد الصحافة، في عمل تجاري بحث، مستغلة الارتباك والحزن الشديدين، والخوف لأفراد عائلة ريان، وهم ينتظرون عملية نجاح إنقاذ ابنهم، وذلك في خرق سافر للمحور الثاني من ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة ..”.
ولم يفت المجلس، في ختام بلاغه، التنويه بوسائل الإعلام والصحافة التي التزمت بالعمل الصحفي الرصين، مشيرا إلى أنه “بصدد ضبط مختلف الخروقات التي قد تستحق المتابعة التأديبية، لتفعيل ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، طبقا لما يسمح به القانون المحدث للمجلس ونظامه الداخلي ومسطرة التصدي التلقائي للانتهاكات”.