عرفت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، أول أمس الجمعة اختتام فعاليات الندوة العلمية الدولية حول الراحلة فاطمة المرنيسي، والتي جاءت بميادرة من مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية، بكلية الحقوق بمراكش.
وشارك في تأطير هذا الملتقى الفكري الثقافي الفني، نخبة من الباحثين والمبدعين من مدن عديدة، حيث تم تسليط أضواء حول حياة ومسار المثقفة الراحلة عالمة الاجتماع الدكتورة فاطمة المرنيسي، مستحضرين جملة من إسهاماتها الفكرية والثقافية، في شتى المجالات، في السوسيولوجيا وحقوق المرأة والتراث والثقافية المغربية الأصيلة.
وفي هذا السياق، قال الباحث د ادريس لكريني، في تصريح خص به”كش بريس”، أن الندوة هي اعتراف بتركة الراحلة المتعددة، التي رسخت مفاهيم ثقافية نبيلة في أعمالها الأكاديمية، ودفاعها المستميت حول حقوق المرأة”، مضيفا في هذا الصدد، أن اطلاع المرنسيي الكبير على قضايا العالم المعاصر، واهتمامها البليغ بإحياء جذوة الثقافة المغربية، وسطوع نجمها في عالم الحقوق والمرأة، جعلها في مصاف مفكري المغرب الحديث والمعاصر، وأيقونة لمسار أكاديمي مليء بالتحولات والأسئلة ..”.
وحول أهمية الملتقى، أبرز د محسن الأحمدي، أهمية التأسيس للذاكرة الثقافية الوطنية، من خلال إعادة إحياء التفكير بالمكتسبات التي حققتها دراسات وأفكار الراحلة المرنيسي”، وأكد ذات المتحدث، أن عالمة الاجتماع الدولية المحتفى بفكرها، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث سنتمكن من التعريف بتركتها الفكرية والثقافية الهامة، وتجسير الحوار في إطار ربطها بالباحثين الجدد والمهتمين ..”.
وحول استمرار هذه السيرورة العرفانية، قال د أحمد فريد مريني رئيس جمعية فاطمة المرنيسي، أن استعادة ذاكرة هذه الشخصية جزء من اهتمامات الجمعية، التي أضحت تؤسس وجودها على التعريف بفكر المرنيسي وإشعاعها الوطني والدولي في مجال متحرك وديناميكي.
وتابع مريني، قائلا، أن الندوة تفاعلت مع ما تتدخر خزانة الراحلة، من نظريات في مجال اهتمامها، وأن إعادة قراءتها وتأويلها، هو نوع من الاعتراف بكينونة ظلت مواضبة على الحفر في التاريخ والفكر والسوسيولوجيا.
هذا وعرف الملتقى عرض شريط سينمائي عن الراحلة فاطمة المرنيسي، من إخراج الأستاذ محمد عبد الرحمان التازي، وبحضور صديقتها المخرجة الأستاذة فريدة بليزيد، حيث تمت مناقشة محتواه الفني والثقافي واسباب نزوله وخلفياته.