(كش بريس/العزيزي اللمتوني) – تشكل ظاهرة البناء العشوائي تحديا كبيرا أمام مدينة مراكش في سعيها لاستضافة مباريات كأس العالم. تعدّ هذه الظاهرة نتيجة لسنوات من النمو السكاني السريع والنقص في التخطيط الحضري المتكامل. يعاني العديد من المناطق في مراكش من انتشار مبان غير مرخصة وغير مطابقة للمواصفات القانونية، مما يؤثر سلبا على جمالية المدينة وتناسقها العمراني. لمواجهة هذه المشكلة، يتطلب الأمر تعزيز الرقابة وتطبيق القوانين بحزم، بالإضافة إلى توفير بدائل سكنية ملائمة لسكان المناطق المتضررة.
وعلى صعيد آخر، تمثل الطرق المدارية وضواحي مراكش نقطا حساسة تتعرض بشكل كبير للبناء العشوائي، الشيء الذي يؤدي إلى تشويه المناظر الطبيعية ويعرقل جهود التطوير المستدام. لمواجهة هذه التحديات، يجب على السلطات المحلية تبني سياسات تنموية توازن بين النمو السكاني والتخطيط الحضري، مع التركيز على تطوير المناطق القروية وضواحي المدينة بطرق مستدامة ومنظمة.
كما يعاني الفضاء العمومي في مراكش من ظاهرة احتلال الملك العمومي، حيث يتم استغلال الأرصفة والشوارع لأغراض تجارية دون ترخيص. تشكل هذه الظاهرة تحديا كبيرا أمام السلطات المحلية في سعيها لتحرير الفضاء العمومي وتحسين جودة الحياة للمواطنين. يتطلب تحرير الملك العمومي جهودا مكثفة من جانب السلطات المحلية لتطبيق القوانين وتنظيم استخدام الفضاءات العامة بطرق تعزز من راحة وسلامة السكان والزوار.
ومن بين التحديات الأخرى التي تواجه مدينة مراكش، تأتي ظاهرة حراس السيارات، المعروفة باسم “مول الجيلي الأصفر”. يتسبب هؤلاء الحراس في فوضى وتنظيم عشوائي لمواقف السيارات، مما يعرقل حركة المرور ويزعج السكان والزوار. يتطلب معالجة هذه الظاهرة تنظيم وتحديد مناطق مواقف السيارات بشكل واضح وتوفير بدائل قانونية ومعتمدة لخدمات حراسة السيارات، مع تعزيز الرقابة لضمان الالتزام بالقوانين.
تعتبر المرافق العمومية الأساسية، مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي، من العناصر الحيوية في استعداد مراكش لاستضافة مباريات كأس العالم. تحتاج المدينة إلى تطوير وتجديد هذه البنية التحتية لتلبية احتياجات السكان والزوار خلال الحدث الرياضي الكبير. يتطلب ذلك استثمارات كبيرة وتخطيطا محكما لضمان استدامة هذه المرافق وتوفيرها بجودة عالية.
أما على مستوى الملاعب، فإن تجهيز الملاعب المعتمدة بمواصفات عالمية يعد من التحديات الأساسية التي تواجه مراكش في استعدادها لاستضافة مباريات كأس العالم. تشمل هذه التحضيرات تحسين أرضيات الملاعب، وتحديث المرافق الرياضية، وتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة. يعد ملعب مراكش الكبير واحدا من الملاعب الرئيسية التي سيتم الاعتماد عليها، وبالتالي يجب ضمان جاهزيته الكاملة من خلال أعمال الصيانة والتحديث المستمر.
تشكل استضافة مباريات كأس العالم في مراكش فرصة كبيرة لتعزيز المكانة السياحية للمدينة على الصعيد الدولي. إلا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب مواجهة العديد من التحديات المتعلقة بالتخطيط الحضري، وتنظيم الفضاءات العامة، وتحديث البنية التحتية. من خلال تبني استراتيجيات متكاملة وتطبيق القوانين بصرامة، يمكن لمراكش تحقيق نجاح كبير في هذا الحدث الرياضي العالمي.