ـ رغم مرور قرابة عام على الفاجعة لازالوا يعيشون في خيام أو ملاجئ ـ
(كش بريس/خاص) ـ كشف تقرير للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، عن أن الأضرار الجسيمة لزلزال الحوز أدت إلى الحد من إمكانية الوصول إلى سبل العيش في المجتمعات المتضررة، حيث يعتمد العديد من الأشخاص في المناطق النائية على تجارة المقايضة من أجل البقاء، وقد وجدوا مواردهم مدمرة أو أصبح من الصعب الوصول إليها تحت أنقاض منازلهم المتضررة.
وأكد التقرير الذي اطلعنا على نظير منه، على أن العديد من ضحايا زلزال الحوز لا يزالون يعيشون في مخيمات قريبة من منازلهم أو مواقع نزوح جماعية أو ملاجئ غير رسمية، تفتقر إلى المرافق الأساسية، وإلى الكهرباء والمياه، والصرف الصحي المناسب، والأمن والخصوصية.
وحذرت الوثيقة نفسها، من أن ضحايا الزلزال معرضون لعدة مخاطر، على رأسها خطر انتشار الأمراض الناجمة عن مصادر المياه غير المعالجة، وسوء ممارسات النظافة، وتهدد الأمراض المعدية بشكل خاص الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات مكتظة، كما أن تعطل خدمات الرعاية الصحية الأولية، يشكل خطرًا كبيرًا على الأشخاص الذين يحتاجون إلى الخدمات الطبية والنفسية وخدمات الرعاية الصحية، خاصة الأطفال والحوامل.
كما أوضح تثرير الهيئة الدولية، على أن التفاعل مع الأشخاص المتضررين، أظهر ضرورة توفير خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي إلى جانب أشكال أخرى من المساعدة الإنسانية. فالشعور بالخوف وانعدام الأمان وأحيانًا الصدمة موجود جدًا في المجتمعات المتضررة من الزلزال، وقد أنشأت السلطات مرافق طبية مؤقتة في بعض المناطق المتضررة لخدمة بعض المجتمعات.
وأفاد التقرير أيضا، أن تدمير المدارس أدى إلى توقف العديد من الأطفال، وخاصة الفتيات، عن تعليمهم بشكل مؤقت، وعندما عادوا إلى المدرسة، كانت الظروف في كثير من الأحيان صعبة للغاية أو عرضتهم للخطر في بعض الأحيان، كما يعيش المعلمون في غالب الأحيان في ظروف صعبة.
وشدد على أن بعض القرى شهدت انخفاضًا في إمدادات المياه في بداية الصيف، الأمر الذي قد يتدهور مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة. وقد تكون إدارة المياه على مستوى المجتمع المحلي صعبة أيضاً، لأنها تنطوي على الموازنة بين احتياجات إعادة الإعمار والضروريات الأساسية والري. مبرزا أنه وبعد أكثر من عشرة أشهر من وقوع الزلزال، يتطور الوضع ببطء فيما يتعلق بإزالة الأنقاض وإعادة الإعمار. ولا تزال العديد من الأسر تعيش في ظل العواقب المدمرة للزلزال، ولا تزال الصدمة حاضرة بقوة.
وقالت المنظمة الدولية، أنه رغم عملية إزالة الأنقاض قد بدأت منذ أشهر، لكنها لم تنته بعد، خاصة في القرى النائية، وهو ما يصاحبه أيضا عدم البدء في إعادة بناء المنازل، إلا بشكل قليل في المناطق المتضررة. مشيرا إلى أن الأضرار الجسيمة للزلزال أدت إلى الحد من إمكانية الوصول إلى سبل العيش في المجتمعات المتضررة، حيث يعتمد العديد من الأشخاص في المناطق النائية على تجارة المقايضة من أجل البقاء، وقد وجدوا مواردهم مدمرة أو أصبح من الصعب الوصول إليها تحت أنقاض منازلهم المتضررة.
وخلص إلى أنه رغم تأثر سبل العيش بسبب فقدان الموارد والأصول والماشية، إلا أنه بالنسبة للعديد من الأسر، لا يزال التفكير في استعادة الظروف المعيشية الطبيعية أمرا سابقا لأوانه، ويظل الانتقال إلى منزل مناسب هو الأولوية.