كتب: عبد المجيد ايت أباعمر/ ايت اورير
طرح “تقويم التعلمات وتنظيم الدعم والمعالجة ” في لقاءات تكوينية خلال شهر نونبر الجاري على صعيد مديرية الحوز التابعة لأكاديمية مراكش آسفي للتربية والتكوين، موضوع له راهنيته وأهميته في بناء التعلمات، وتصحيح التمثلات، وتعديل مسارات التعلم، وهو آلية هامة لتحقيق الجودة المنشودة.
وقد كان لي شرف حضور أحد هذه اللقاءات في رحاب مدرسة ايت منصور بمدينة ايت اورير، يوم الإثنين 7 نونبر 2022, من تأطير المفتشة التربوية رشيدة فضلاوي التي قدمت عرضا ارتكز حول: تعزيز المعرفة النظرية في مجال التقويم والدعم، وتخطيط استراتيجية التقويم وآلياته، وهندسة أنشطة الدعم وإجراءاته.
وقد استهلت مداخلتها بعصف ذهني؛ تم الكشف من خلاله عن واقع التقويم بالسلك الإبتدائي من خلال شهادات أستاذات ممارسات وأساتذة ممارسين، بدت -من خلال تدخلاتهم- الحاجة ماسة لبلورة رؤى واضحة حول مفهوم التقويم وتقنياته…من أجل بناء ممارسات تقويمية منسجمة وفق معايير ومؤشرات مضبوطة. وهذا ما ألحت عليه الأستاذة رشيدة فضلاوي؛ داعية إلى إذكاء الوعي بأهمية التقويم، واستحضاره بصورة مستمرة في سيرورة العملية التعليمية التعلمية، مؤكدة على ضرورة تضمنه لمختلف مداخل الكفاية من معارف، قيم، سلوكات، قدرات،خبرات، واتجاهات…كما حثت على الحرص على أن يتسم التقويم بالخصائص المتعارف عليها من: صدق؛ ثبات؛ موضوعية؛وشمولية، وأن يستحضر الفروق الفردية، وان يكون منصفا وديمقراطيا.
ودرءا للخلط المفاهيمي، عرجت الأستاذة فضلاوي على مفاهيم مرتبطة بالتقويم مثل: الإختبار؛ القياس؛ التقييم…، وخلصت إلى أن التقويم أعم واشمل، فهو لا يقتصر على إصدار حكم على قيمة الأشياء، ولكن يتجاوز ذلك لإتخاذ قرارات، فهو عملية تشخيصية علاجية وقائية.
أما عن علاقة التقويم بالدعم، فقد أشارت السيدة المؤطرة إلى أن ملازمة التقويم للدعم عملية بيداغوجية ضرورية، فالدعم يرتبط بنتائج التقويم، بحيث ينبني على بيانات ومعلومات تستخرج من إنتاج المتعلم(ة) عبر تقويم تشخيصي أو تكويني… ويقترح حلولا مناسبة لتجاوز ما يعيق نماء الكفاية، ويركز على معايير الحد الأدنى التي لم يقع التمكن منها، دون إغفال المتعلمين المتمكنين بتخصيص أنشطة للتثبيت والإغناء لفائدتهم (هن).
ولتحديد مفهوم الدعم؛ قالت الأستاذة فضلاوي: “هو نشاط تعليمي تعلمي، يسعى إلى تدارك النقص الحاصل لدى المتعلمين والمتعلمات خلال عملية الإرساء، حيث يتم تحديد المحتاجين للدعم، وتفييئهم تبعا لصعوباتهم، وطبيعة تعثراتهم، ونوعية احتياجاتهم”.
وسردت مواقع الدعم في مسار التعلم، وذكرت بعض أنواعه: دعم وقائي استباقي؛ دعم ضابط؛ دعم علاجي… من اجل تكافؤ الفرص، وردم الهوة بين المتعلمين، والوقاية من تراكم التعثرات التي قد تؤدي إلى الفشل الدراسي.
ومن جهة أخرى؛ ركزت السيدة المؤطرة على الخطوات المنهجية لتنظيم الدعم والمعالجة (التشخيص- التخطيط- التنفيذ- الفحص وتقويم اثر الدعم)، لافتة الإنتباه إلى أهمية توثيق التعثرات وخطط الدعم، وعدم الإرتهان للرؤية الجزائية للتقويم، والتركيز على وظيفته البنائية التعديلية.
كما تحدثت الأستاذة فضلاوي عن تدبير اسابيع التقويم والدعم في مكون اللغة العربية، وساقت نماذج لتدبير حصص الأسبوع الخامس من الوحدة الدراسية، عبر سيناريوهات شاملة للمكونات الأساس، تاركة المجال مفتوحا لفطنة المدرس(ة) ويقظته في اقتناص مايراه أولى بالتقويم والدعم لتلامذته حسب الحاجة.
وفي الشوط الثاني من اللقاء التكويني عقدت ورشات تطبيقية، لإعداد أنشطة داعمة انطلاقا من نماذج لإنجازات المتعلمين في القراءة والتعبير الكتابي (المستوى:الثالث والرابع).
وبعد تقديم عمل المجموعات الثلاث؛ جرى نقاش هادف توج بتوصيات من لدن المؤطرة ركزت فيها على تنويع أنشطة الدعم واستهدافها لمختلف الفئات ( المتمكنون، في طور التمكن، وغيرالمتمكنين) داعية إلى استثمار البيداغوجيات الحديثة أثناء صياغة أنشطة داعمة، وخصت بالذكر: البيداغوجيا الفارقية، بيداغوجيا الخطأ، ونظرية الذكاءات المتعددة.. دون أن تنسى التأكيد على أن نماء كفاية التعبير الكتابي يبدأ بإيلاء العناية للتعبير الشفهي، وتعويد المتعلم(ة) على التحدث بنسق عربي فصيح، وتحبيب المطالعة له عن طريق إحداث مكتبة القسم، وتفعيل “ركن القراءة” في رحاب الفصل الدراسي.