ما إن علم عدد من الضحايا بصدور مذكرة بحث وطنية من لدن النيابة العامة في حق اللص مرتكب جرائم سرقة وتخريب ممتلكات الغير، عقب التعرف على هويته من طرف رجال الدرك الملكي، حتى صاروا يتوافدون تباعا على المركز الترابي للدرك الملكي بتامنصورت، إذ أن منهم من يتقدم لأول مرة بشكاية في الموضوع، ومنهم من يريد معرفة مآل تقديمها في نفس القضية، حيث توصل بعضهم إلى أن اللص قد تم ضبطه متلبسا من طرف رجال الدرك، أثناء نقل جميع مسروقاته على دراجة نارية ثلاثية بعربة مجرورة، تجهيزات يسهل حملها من شقق عمارات هذه الإقامة السكنية، تخص بالضبط تجهيزات الماء الصالح للشرب من حنفيات ومغاسل لليدين والرجلين وكراسي المراحيض للوضوء و خلاطات مغاسل ورشاشات الحمامات … ، بعدما أخرجها من الشقة التي يسكن بها وأسرته بالعمارة رقم 56 بإقامة النخيل 4 ” السكانية ” بتامنصورت، إذ لما رأوه جيرانه وقد أخرج كما هائلا من هذا النوع من التجهيزات بادر أحدهم بالاتصال هاتفيا بالمركز الترابي للدرك الملكي، حيث حضر رجال الدرك الملكي على الفور إلى عين المكان، يوم الجمعة الماضي 28 يناير من الشهر الجاري، وقد وجدوا اللص منهمكا في القيام بوضع هذه التجهيزات داخل عربة مجرورة لدراجة نارية من نوع ( تريبورتور )، حيث كانت واقفة أمام مدخل عمارة سكنه، وحاول إقناع الدركيين بعدما باغثوه بسيل من الأسئلة بأن هذه الأشياء جميعها
في ملكه حيث سبق له أن اشتراها، مؤكدا أنه قام ببيعها إلى شخص آخر بواسطة أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو بصدد حملها على متن هذه العربة من أجل بعثها إلى المشتري، الشيء الذي جعل الدركيين يطلبون منه بطاقة تعريفه الوطنية، وقد طلب منهم هو الآخر السماح له بأن يصعد إلى شقته التي توجد بالطابق الثالث من العمارة قصد إحضارها لهم، وما كان منهم إلا أن سمحوا له بذلك، لكن حصل ما لم يكن في حسبانهم، حيث أنه صعد مباشرة إلى سطح العمارة ليلوذ بالفرار عبر سطوح العمارات المجاورة بإقامة النخيل 4 ” السكانية ” بتامنصورت، ولما طال انتظار عودته صعد الدركيون إلى الشقة التي يسكن فيها، لكن فوجئوا بعدم وجوده إذ لاحس له ولا خبر، مباشرة عقب ذلك شرعوا في تحرياتهم بكل ما يتطلب الواجب من الدقة في هذه النازلة، حيث من جملة ما أسفرت عليه هذه التحريات، أن الشخص المعني منذ شهور كان يسكن لوحده في هذه الشقة، بعدما سافرت زوجته للعمل بالسعودية، وقد غادراه أيضا طفليه لمتابعة دراستهما بإحدى المؤسسات التعليمية خارج مدينة تامنصورت، ويوم السبت الماضي أعاد الجيران الاتصال برجال الدرك الملكي، ليخبروهم أن صوتا مدويا سمع بشقة هذا الفار من العدالة، حيث هرعوا ورجال الإطفاء والوقاية المدنية إلى مكان وقوع الحادث، ليكتشفوا أن هذا اللص بعدما فر ترك وراءه سخان الماء الكهربائي مشغلا، حيث فاضت المياه وخرجت من تحت باب الشقة متدفقة عبر سلام ( دروج ) العمارة، ما جعل أحد الجيران يغلقها من الحصار الرئيسي للعمارة، وما هي إلا ساعات حتى سمع صوت دوي قوي كالرعد داخل الشقة، بسبب انفجار السخان الكهربائي نتيجة قطع تزويده بالماء، حيث جعل الله في قضائه اللطف بعدما تدارك رجال الإطفاء الموقف في الوقت المناسب قبل أن ينتشر الحريق في الشقة، وعند دخول رجال الدرك الملكي إليها تمكنوا من العثور على عدد من بطاقات إثبات هوية هذا اللص عقب فراره خوفا من السقوط بين يدي العدالة، حيث رجح البعض من الجيران أن يكون قد سافر في اتجاه مكان تواجد أحد أصهاره القاطن بمدينة خريبكة.