تابعت “كش بريس” قرار السلطات إغلاق مجموعة من المؤسسات التعليمية، جراء انتشار فيروس كورونا. وفي هذا الصدد وجه موقعنا ثلاثة أسئلة لمجموعة من الخبراء، حيث جاءت أجوبتهم متسقة وذات مآلات موحدة، إلى حد ما.
هنا نعرض تفاعل الأستاذ حسن اذ واعزيز، عضو المكتبين الجهوي والاقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش)
الأسئلة :
1- إغلاق المؤسسات التعليمية بسبب انتشار فيروس كورونا يطرح مشكلات عديدة وبخاصة سؤال مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين التلاميذ في التحصيل الدراسي؟
2- تقييمكم لمسألة جودة التعلمات بين الحضوري والتقني عن بعد؟
3- الإغلاق يتزامن مع التحضير للامتحانات، الأولويات المطروحة، صحة وسلامة التلاميذ والأطر التربوية، والتحصيل الدراسي المبني أساسا على العثرات السالفة؟
4- وجهة نظركم حول ضعف نتائج نظام التعليم عن بعد وارتباطه الوضعية الاجتماعية ؟
الأجوبة :
- هذا الاغلاق، في هذا الوقت بالذات من الموسم الدراسي، يطرح عدة إشكالات، أولها مسألة تكافؤ الفرص بين المتعلمات والمتعلمين، خاصة وأننا على بعد أيام فقط من إجراء آخر فروض المراقبة المستمرة، والامتحانات الاشهادية المحلية.. مما ينذر بتأثيرات واضحة على التحصيل الدراسي بالنسبة لتلاميذ المؤسسات التي توقفت بها الدراسة.. وفي ظل افواج من المتعلمين تأثرت مكتسباتهم، في الاصل، جراء تداعيات الاغلاق الكلي عند بداية الجائحة منذ مارس 2020، وما تلاها من انعكاسات قرار التعليم التناوبي.. كما لاحظه المدرسون من خلال نتائج التقويم التشخيصي والفروض الاشهادية الأولى من الموسم الجاري… ناهيك عن عدم تكافؤ عميق أصبح هيكليا بين تعليمين مختلفين، يسيران بوتيرتين متباينتين: التعليم الخاص والتعليم العام، من حيث الوسائل والأدوات والاكتظاظ.. وغيره..
* صحيح أن هناك اختيارات وأنماط بيداغوجية اختارتها الوزارة وتبنتها واقرتها، خاصة منذ الموسم الفارط، لكن الاشكال في تنزيل نمط التعليم عن بعد، خاصة في ظل ضعف وسائل وتجهيزات تنزيل هذا النمط داخل المؤسسات التعليمية التي تفتقر أغلبها (عام وخصوصي) للتجهيزات التقنية الضامنة لنجاح هذا الاختيار، مع ضعف تكوين الأطر وانعدامه في مجال استخدام هذه التقنيات.. وفي ظل الهشاشة الاجتماعية التي تعانيها الاسر بالجهة، مما يجعل توفير هذه التقنيات لأبنائها شيئا بعيد المنال، خاصة بالأحياء الهامشية الفقيرة والجماعات القروية أشد خصاصة.. والتي تشكل مجتمعة النسبة الأكبر من مجال الجهة التي يغلب عليها الطابع القروي والجبلي.. ويعم الفقر الحضري اغلب مدنها… وهو ما يؤكد أن هذا الاختيار لن يتعدى حدود أهداف ورؤى صعبة التحقق. على الأقل في الظروف الراهنة… وخاصة وأن تحدي الوزارة لازال ينحصر، وبكل ما تقتضيه الموضوعية، في المشاكل المتعلقة بتجويد التعليم والتكوين في شقه الحضوري، والقضاء على الاكتظاظ، وتخفيف الاقسام، والقضاء على الأقسام متعددة المستويات، والحد من الهدر المدرسي، وتوفير الداخليات، وتوسيع العرض المدرسي..، خاصة في صفوف الفتيات، وبالاوساط النائية..