(كش بريس/خاص) ـ حذر محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أمس الأربعاء، من تنامي شبكات الفساد المتغولة التي تشكل خطرا على الدولة والمجتمع وينبغي التصدي لها، معتبرا أنه من غير المعقول أن ضحايا الزلزال لا يزالون يبيتون في العراء ويبحثون عن الدعم ومعرضون لعدة مخاطر، في حين لدينا نخبة سياسية جشعة تزحف لمراكمة الثروة المشبوهة، فهذا التناقض يجب ألا يستمر.
وتوقف الغلوسي، خلال كلمته في الندوة الصحفية التي نظمتها الجمعية التي يترأسها، من أجل إطلاق حملة من أجل تجريم الإثراء غير المشروع، عند عدة ملفات من بينها ملف شبكة الاتجار بالرضع في فاس، والشبهات في صفقات كورونا، وصفقات إنجاز الأنفاق في الرباط، وإنجاز محطة القطار بالرباط، وشراء عمدة العاصمة سيارات فخمة لمستشاريها، والفساد المرتبط ببرنامج أوراش، وما يشوب مقالع الرمال والصيد وغيرها..
وأوضح الناشط الحقوقي، أن البرلمان المغربي تحول إلى برلمان للفارين من العدالة، حيث بات يلجأ الكثير من المفسدين إلى البرلمان لتبييض ذممهم والتغطية بالمؤسسات على سلوكاتهم الإجرامية والمنحرفة.
وأكد ذات المتحدث، على أنه وإلى جانب البرلمانيين الثلاثين المتابعين، فإن شبهات الفساد تحوم حول جل النواب، مؤكدا أنه إذا جرى فتح تحقيقات مع أعضاء المؤسسة التشريعية فسيتبين أن الغالبية العظمى متورطة في الفساد، إما عبر رشاوى أو تهرب ضريبي أو غيرها.
واستغرب الغلوسي، من أن يكون البرلمان الذي يفترض فيه أن يراقب ويسائل الحكومة، ويدافع من خلال التشريع عن الطبقات الفقيرة والمتوسطة، تحول إلى منصة للفارين من العدالة. مشيرا في السياق إلى ملف “إسكوبار الصحراء” الذي كشف أن جزء من النخبة السياسية والبرلمانية التي تقدم نفسها على أنها البديل والمنقذ، متورطة في الاتجار بالمخدرات، وهو توجه خطير وغير مسبوق.
وقال الغلوسي في هذا الصدد، أن هذا الملف كان ينبغي أن يشكل صدمة لدى النخبة السياسية ولدى الأحزاب لفتح نقاش حول تخليق المشهد الحزبي ووضع شروط للانتماء، على اعتبار أن أغلب الاحزاب لا معايير لها للانتماء، لكن ذلك لم يحدث، والأحزاب اليوم لا تطرح سؤال الديمقراطية ولا تطالب بانفراج سياسي وحقوقي بإطلاق النشطاء والصحافيين ومعتقلي الرأي والسياسة، والبرلمان لم يعد منصة للترافع على قضايا المجتمع.
وأكد الغلوسي، على أن بعض قيادات البام الذين تورطوا في ملف “إسكوبار الصحراء” يوجد مثلهم في أحزاب أخرى بأشكال مختلفة، لكن بنتيجة واحدة وهي الفساد والثروة غير المشروعة. محذرا في الوقت ذاته، أن الشبكة المفككة في ملف “إسكوبار الصحراء” لها مصالح أخرى، ويجب مواصلة البحث في الملف، خاصة وأن هناك أسماء ذكرت منهم وزراء يجب الاستماع لهم، ولا يجب الوقوف عند بعيوي والناصيري، فهما لا يتحركان وحدهما، والمطلوب اليوم هو تعميق البحث والذهاب لأبعد مدى، والكشف عن كيف تكونت الشبكة وعناصرها وكيف ظلت بعيدة عن الرقابة وكشف كل الملابسات المرتبطة بها.
واستحضر الغلوسي وجود شبكات إجرامية أخرى، تحاول السطو على المؤسسات، ومن المتورطين فيها أشخاص من الصحة والقضاء والمحاماة والأمن وغيرها من المجالات، وهو ما يفرض اليوم استمرار الحملة ضد الفساد لتشمل مجالات متعددة ومدنا مختلفة، وتصل لكل لصوص العام والمفسدين وتحجز ممتلكاتهم، فسجن المفسدين لا نفع للمجتمع به بل ينبغي استرجاع الثروات وأن توظف في التنمية.