في ظل هجومات متتالية من جهات منظمة وأخرى ديدنها وصف كل شخص ناجح بالسارق المارق، يظل عزيز اخنوش صامدا مثابرا ، مما يحق معه التساؤل عن سر هذا الصمود وهذا الاصرار في الاستمرار ورفع التحدي.
جوابا عن هذا السؤال نطرح سؤالين آخرين، يعرف جل المغاربة جوابهما، هل الرجل يحتاج إلى المال ؟
ـ هل الرجل يحتاج إلى الجاه أو الوجاهة ؟
من المؤكد أن الرجل لا يسعى للمزيد من المال أو من الوجاهة لأنه بلغ أوجهما.
لذلك فالجواب في مكان آخر، غير مادي يؤكد المعدن الأصيل للرجل ، وهو حب الوطن والايمان الراسخ بأنه من خلال المشاركة السياسية يمكن رفع التحديات المتعلقة بتنمية الوطن .
اختار رفع التحدي من خلال قبوله ترؤس حزب التجمع الوطني الاحرار بهدوء ومثابرة، استطاع أن يعيد للحزب توهجه، وانتزع الصدارة أمام ذهول الجميع ، بالرغم مما يحاك ضد الرجل في الخفاء والعلن ، دائما بابتسامته المعتادة وهدوء قل نظيره يواجه منتقديه ، تابثا على المبدأ “تنمية الوطن”.
استطاع تشكيل أغلبية مريحة في وقت قياسي، انكبت مباشرةً بعد حصوله على ثقة الملك وثقة البرلمان على تنزيل برنامج ينتظر منه المغاربة الكثير، لتتوالى بعد ذلك الضربات في شخص الرجل أو الحكومة التي يرأسها ، ضربات تحت الحزام لا تراعي المصلحة العليا للوطن، والمتمثلة في الاستقرار والسلم الاجتماعي ، آخرها الحملة المسعورة.
إن سبب ارتفاع بعض المواد راجع للرجل “اخنوش” في حين أن العالم بأسره يعرف موجه غلاء وعدم استقرار للاسعار غير مسبوقة في ظل جائحة “كورورنا ” وتقلبات مناخية عالمية (جفاف وفياضانات )وظهور بوادر حرب باردة عالمية عنوانها الظاهر أزمة “كرواتيا “وتهديدات روسيا بحرب عالمية .
كل هذا يدفعنا إلى التساؤل من الجهات التي تحاول جاهدة خلق هذا الاحتقان بين أفراد الشعب المغربي ، وتوجيه سهامها المسمومة صوب الرجل “اخنوش ” ، وجاءت موجة الهاشتاغ تطالبه بالرحيل ، والتي انكشف أمرها. فكل عاقل سيؤكد أن المغرب في هذه الظروف العالمية الصعبة يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى استقرار سياسي من أجل تنزيل الأوراش الكبرى (الصحة ، التعليم ، التشغيل)، وقد انكشف المستور ، فدعوة التظاهر وعدم خروج سوى عشرات الأفراد في مدن مليونية مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش … يؤكد أن الهاشتاگات المخدومة ، وبعض محبي الظهور ، ودغدغة العواطف، لا تعدو أن تكون محاولات يائسة لن تمس بالمسار التنموي للبلاد ، ولا بسمعة الرجل ووطنيته الصادقة ، كما تؤكد مقولة الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني : (المغاربة ماشي دراري ).
* مناضل من شباب الأحرار