ألقى الأستاذ الدكتور حسن المودن، أول أمس الخميس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال، درسا افتتاحيا للموسم الجامعي 2022- 2023، بعنوان: مَنْ قال إن الناقد الأدبي قد مات؟، ضدّ بارت وماكدونالد ومانغينو، وذلك بدعوة من ماستر السرد والثقافة بالمغرب وتعاون مع مختبر السرد والأشكال الثقافية، وبتنسيق مع ماستر دراسات التراث المادي واللامادي.
ويفترض هذا الدرسُ الافتتاحيُّ، بحسب المحاضر الدكتور حسن المودن، أن الناقدَ الأدبيَّ لا يموت ولن يموت أبدًا، وإنْ كان لا بد من موته، فهو يموت من أجل أن يحيى من جديد، من أجل أن يبتكر ويبدع ويتجدد. وبذلك، فهو درسٌ ضدّ ما أَعْلَنَهُ رونان ماكدونالد، سنة 2007، في كتابه: موت الناقد.
وأبرز ذات المتحدث، أن الدرس هو ضدّ خطابات النهاية بكل أصنافها، ومن هنا العنوان الفرعي: هو ضدّ رولان بارت الذي أعلن سنة 1968 عن موت المؤلِّف، لكن هذا لا يعني أن نحتفظ بتلك الفكرة التقليدية عن المؤلِّف، وأن نمارس النقد البيوغرافي على الطريقة الكلاسيكية: أن نكون اليوم ضدّ موت المؤلِّف يعني أن نعيد المؤلِّف من خلال فكرة جديدة، من خلال نقد بيوغرافي بصورة مختلفة. وأن نكون اليوم ضد رونان ماكدونالد، الذي أصدر سنة 2007 كتابه: موت الناقد، معناه أن نقدّم ما يكفي من الحجج التي تكشف أن الناقد الأدبي لا يموت ولن يموت، لكنه يتجدد ويبتكر لنفسه في كل مرة أسباب الحياة.
وبالمثل، يتابع المودن، “أن نكون اليوم ضد دومينيك مانغينو، الذي أصدر سنة 2006 كتابه: ضدّ سان بروست أو نهاية الأدب (وكتابه هذا يستحضر كتاب مارسيل بروست: ضدّ سانت بوف، معلنًا أنه ضدّهما معًا)، معناه أننا نفترض أنْ لا نهاية للأدب، وإذا ما انتهى معنى الأدب كما تأسس مع سانت بوف أو مارسيل بروست أو دومينيك مانغينو، فإن الأدب لا يكفّ عن تجديد معناه، وليكشفْ هذا الدرسُ اليوم عن جوانب من هذا المعنى الجديد للأدب، للنقد، للناقد الأدبي، للمؤلِّف الأديب”.
هذا وعرف الدرس الافتتاحي، الذي حضره باحثون وأكاديميون وطلبة بالكلية المستضيفة، نقاشا مفتوحا، أعقبه حوار في القضايا والإشكاليات ذات الصلة.