السيد جياني إينفانتينو المحترم
لقد دأب الاتحاد الدولي لكرة القدم دائما على الدعوة إلى اعتبار التظاهرات الكروية أداة لتوحيد الشعوب وتآخيها ونشر المحبة والسلام ورأب سوء العلاقات وتكريس قيم الأخلاق الرياضية السامية ونبذ التعصب والتفرقة… لأنها لحظة فرجة واستمتاع بالتنافس الشريف والتقارب بين الشعوب وتعزيز روابط الصداقة والتآخي انتصارا للرسالة السامية للرياضة في أبهى معانيها.
السيد الرئيس
يؤسفني أن أثير انتباهكم إلى أن بعض الأنظمة السياسية تدوس على هذه القيم السامية وتستغل التظاهرات الكروية حتى تخلط ما بين السياسة والرياضة، مما يؤثر على السلوك الرياضي الشريف.
لقد دأب نظام دولة جنوب إفريقيا على التحرش العلني في كل التظاهرات الكروية التي تشارك فيها المملكة المغربية، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد، أهمها أنه أثناء افتتاح بطولة “الشان” بالجزائر، قد خصصت اللجنة المنظمة حيزا لكلمة شيف زوليفوليل، حفيد نيلسون مانديلا، حيث استغلها لمهاجمة المغرب عبر الجهر بدعم حركة البوليساريو الانفصالية، داعيا إلى القتال ضد المغرب، وهي عبارات عنصرية تحريضية وخروقات سافرة لكل القوانين المنظمة للتظاهرات الرياضية ونظمها التشريعية، ولكل مبادئ وأخلاق كرة القدم، والترويج لطرح سياسي مغلوط يحاول تضليل الرأي العام الدولي واستغلال تظاهرة رياضية من أجل نشر خطاب سياسوي مقيت.
السيد الرئيس
نخبركم بأن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل لقد استغل النظام الحاكم في جنوب إفريقيا التظاهرة الكروية الإفريقية التي تجري حاليا بدولة ساحل العاج من أجل مزيد من التحرش ببلادي المغرب، حيث تفاجأ العالم بتصريح مستفز من مسؤول جنوب إفريقي، إذ أثار الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني في جنوب إفريقيا، فيكيل مبالولا، الجدل بتصريحاته حول فوز منتخب بلاده على المنتخب المغربي في كأس الأمم الإفريقية بالقول: “إن الفوز هو على البلد المحتل للصحراء”، داعيا إلى” تحريرها” من المملكة!
هذا التصريح اللامسؤول الذي يخلط بين السياسة والرياضة، يقابله تصريح لسفير جنوب إفريقيا بالجزائر، سيلو باتريك رانكوميسي، قال فيه إنه يهدي فوز منتخب بلاده على المغرب في كأس إفريقيا للأمم إلى جبهة البوليساريو الانفصالية، وهذه ليست المرة الأولى التي يستغل فيها هذا الدبلوماسي الرياضة لإعلان “دعمه” لانفصاليي البوليساريو، لأنه في ماي 2023 قال: “إن جنوب إفريقيا ستبقى دائما إلى جانبكم (البوليساريو) لأنكم جزء من الدبلوماسية الرياضية”.
إن هذه التصريحات الخارجة عن السياق السيد الرئيس، التي تستغل تظاهرات كروية من أجل تمريرها نتيجة تواطؤ نظام جنوب إفريقيا اللامشروط مع الأجندة الجيو-سياسية للجزائر الحاضن الرسمي لهذه الحركة الانفصالية، تجعلنا نعرب لكم عن بالغ الأسف لهذا السلوك المشين الذي يضرب أعراف كرة القدم، ونطلب من أجهزتكم التحرك الصارم لوقف هذه الانتهاكات المخزية في حق المملكة المغربية، واتخاذ المتعين من أجل حماية نزاهة الرياضة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كل التجاوزات الصادرة عن النظام الحاكم بدولة جنوب إفريقيا.
السيد الرئيس
إن “إقحام” الرياضة في السياسة يتعارض مع كل الأنظمة الرياضية التي تقودها عدة منظمات في العالم، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الذي يشدد على أن الرياضة يجب أن تبقى بطبيعتها بعيدة عن كل الخلافات السياسية، علما أن قانون “فيفا” و”كاف” يقضي بمعاقبة كل من استغل تظاهرة كروية وخلطها بأمور سياسية.
السيد الرئيس
لنا كامل الثقة في شخصكم وفي مؤسسات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ودامت الرياضة رمزا لقيم الإخاء والمحبة والفرجة والسلام بين الشعوب.