مذهبنا في المغرب، مذهب متشبع بالفيض النبوي وطريقتنا في الاجتهاد صوفية تبتغي الحق وتنشده في كتاب الله وسنة رسوله ومسالك الصالحين، عملا بالعقل وبالروح معا، لا نبتغي مخرجات لا توافق عليها الشريعة الا ما سمح به الشرع وفرضته المصلحة العامة. وقديما أكد ابن رشد، فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال.
حكمنا العقل في ما شجر من خلاف، لا شيوخ لدينا يفتون من قريحتهم الفياضة، نتبع خطى النجباء من هذه الأمة وأهل الصلاح فيها وأكثرهم اعتزلوا صخب الحديث واستبدلوه بالتأمل والمصاحبة، مبتعدين عن الفتنة والصراع والتجاذب، سواء في القول أو في الفعل.
جهاد أهل القرب في المغرب الاقصى؛ جهاد في النفس أولا، واتباع خطى الصوفية الزاهدين العاملين على إصلاح شأن الأمة وحمايتها من قسوة الأيام والحكام، تفريج الكروب عن الناس واطعام الفقراء منهم على نهج أبي العباس السبتي وسيدي احمد بناصر والشرقاوي بوعبيد والشيخ أبو محمد صالح الماكري والغزواني وعبد العزيز التباع وعلى الحمدوشي وشيخ الصالحين الهادي بن عيسى، كانوا أقطاب الدعوة الاسلامية ومنابرها السنية، من حاد عن نهجهم واتبع الهوى، أفسد الطريقة، وحسابه عند ربه، ما كان من أهل الله وأحبته من خالف الحقيقة وحاد عن الطريقة.
لقد ورد في تاريخ الناصري ان محي الدين ابن عربي وهو شاب يافع جاء الى الشيخ ابي العباس السبتي في مراكش بعد أن كشف الله سر القطب وملء الدنيا وشغل الناس، جاء اليه يطلب الطريقة والارشاد، فما كان من الشيخ ابي العباس السبتي سوى ان قال له؛” إن طريقك واضخ فلا تطلبه من احد وامضي الى حال سبيلك فليس لدي ما اعطيك”، وقد كانت كلمة الشيخ ابي العباس اضاءة فارقة في منهج الشيخ محي الدين ابن عربي الذي لم يسلك من يومها مسلك أي من الأقطاب الصوفية المعروفين في زمنه حتى طريقة الشيخ الجيلالي كانت بالنسبة إليه تخص صاحبها ولا تخصه، فقد اتبع طريقه المستنير بالمعرفة ونور الحق والبحث عن القرب والحقيقة، بالعقل والفكر والروحانية.
أقول إننا في بلاد أقصى الغرب لا نحبد، لا اجتهاد في النصوص ولا جهاد في الدعوة، فالقاعدة الفقهية تقول أن لا جهاد بعد انتشار الدعوة في كل الأقطار ودانت الأرض للإسلام وانتهى زمن الفتح .
بالنسبة للإسلام المعاصر فإن جهاده يقف على قاعدة صلبة، حددها الفكر وعززها الحوار والانفتاح على الغير والاندماج في الحضارة، بحثا عن اسلام معاصر يساير مجريات الزمن ولا يمانع في التوافق والشمولية، كما كان في زمن النبي وفي زمن خلفائه من بعده. أن بعض خلفاء النبي قاموا بتجاوز النصوص عملا بمتطلبات الواقع ومتغيراته. لسنا أقل من عمر ابن الخطاب وغيره ممن نبدوا النصوص على وجاهتها القدسية، والأهم بالنسبة لنا مدرستنا المتميزة والاستثنائية في العالم الاسلامي، تلك المدرسة التي نشأت من بيت النبوة وزرع الأدارسة بذورها منذ 12 قرنا من الزمن فكان الإتباع لا الابتداع وسلوك منهجها القويم والسير على خطى العارفين. قراءة القرآن من مدخله الرمزي وحقيقته البيانية لا تاويل في نصوص الوحي ولا شرح بهوى الشيوخ، فالمعنى القرآني واضح وضوح الشمس ولا تعليل لإجازة التبرير والتسهيل في معانيه، فالتعليل والتأويل طريق سالك للتكفير.
سنبقى سائرين على خطى النبي وأتباعه و الصوفية الوسطيين، لا إفراط ولا تفريط، كما قال أحد كبار العلماء المغاربة ؛ “ديننا الاسلام ومذهبنا الامام مالك وطريقتنا صوفية على منهج الامام الجنيد، تبناها الشاذلي والمشيشي والناصري والتيجاني والسبتي و ابو محمد صالح الماكري العبدي واقطاب الصوفية في كل ربوع البلاد، من سار على دربهم وصل كما حققته كتب التاريخ ومصنفات الاثر الصالح في تاريخ الدعوة الإسلامية والاتباع.
لا شأن لنا بمن ذهبت بهم الرياح الموبوءة، التي هبت من الشرق وحملت معها الأتربة التاريخية المتشنجة والمشبعة بالعصبية القبلية والجاهلية العربية، التي نشأت أول مرة في الحجاز وعادت لتنشأ منه النشأة الأخرى، الوحل التاريخي نفذ إلى عقول الجهلة فقط وفعل فعله الشنيع فيهم واعتبر به بعضهم واتخذه نبراسا في الحياة الدنيا وخلاصا في الآخرة، متشبثين بأذيال الشيوخ الذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا يوم الحساب الأعظم، ولعل الكثيرن منهم يؤمنون بابن تيمية وابن عبد الوهاب أكثر من إيمانهم بمحمد ابن عبد الله وحفظهم متون شيوخ الوهابية عن ظهر قلب، والأحاديث التي أفرزتها اجتهاداتهم في تحقيق المنهج الصائب والطريقة المثلى في الاسلام، هي التي تبرر عقيدتهم السلفية الناشئة عن دين ابتدع لخدمة السلطة السياسية في القرن الأول الهجري في العصر الاموي، وتلك اعتبرها التاريخ والفقه والسيرة، منهجية حق أريد بها باطل وطريق ناشزة عن أصل الرسالة. فتاوى ابن تيمية إنجيلهم المقدس، ووصايا الشيوخ من بعده مذهبهم القويم ووضع اليمنى على اليسرى فريضة في الوهابية واطلاق اللحية وحلق الشارب علامة الايمان، من ينكرها فاسق عند ابن عبد الوهاب وكافر عند ابن تيمية وخارج عن الملة عند حسن البنا، كما يشهد بذلك الواقع الحي الذي جرعتنا إياه دولة الفسوق والمروق ومسيلمة الكذاب يوما بعد يوم، حتى إذن الله بزوالها فأي دولة هذه التي تجيز إحراق الحي وهو ينظر ، أخلافة في اسلام داعش تعمل عمل أصحاب الاخدود..؟
الدين يسر يا عباد الله وليس عسرا وإكراها. ولو تعسر لما انتشر في بضع سنين، فلا إكراه في الدين بشرط الإيمان لا الكفر وقد تبين أن بعضهم يخلط الآية على بعضها، فيكفر المؤمن ويكرهونه، فهؤلاء من نعتوا في نفس الآية بعبدة الطواغيت، يرفعون كلام الشيوخ فوق كلام النبي ويرقون بهم مراقي الأنبياء وهو قوله تعالى، “فمن يؤمن بالله ويكفر بالطاغوث فقد استمسك بالعروبة الوثقى لا انفصام لها”، وما العروة الوثقى الا محمد وقرانه، لا زيادة في ذلك، ومن يبتغي غير الإسلام دينا أي إسلام محمد فلن يقبل منه، فتبينوا أنكم لستم على اسلام محمد بل على اسلام الشيوخ الذين أفتوا في قتل تارك الصلاة وغيره ممن يجوز فيهم التكفير لخروجهم عن الملة، بفتوى الشيوخ لا بالنص القرأني ولا بسنة محمد الذي لم يكن يعلم ذلك في تعاليمه أبدا. وقس على هذا وانحو، فما كان من دين ابن عبد الله عليه السلام، سوى أن تحول إلى دين ابن تيمية وابن عبد الوهاب والسيد قطب، وما لبتت أيديولوجية الكراهية أن زرعت الفتنة وولدت الخلافة المارقة في العراق والشام، وما كان من الداعشي سوى أن أعلن دعوة الخروج على السلطان والإنسان وجواز العصيان، وإعلان ما سوى مذهبه ودينه دار حرب فأجاز قتل المسلمين من غير مذهبه أسوة بالكتابيين الذين قتلوا شر قتلة. وكان الرسول يرأف بهم ويكرمهم وخلفاؤه من بعده، لا يكرهونهم على الدخول في الدين. بل يصلون ويثلون القرآن في كنائسهم ويحترمون مقداساتهم.
لقد صار من وجهة نظر هؤلاء الفتوى بعدم جواز الرحمة على من ليس مسلما، والرسول الكريم يقول: “بعثت رحمة للعالمين”، ورب العزة يقول رحمتي وسعت غضبي، ما قصرها على أمة دون أخرى أن هي إلا فيض المحبة يسع العالم والكون.
أنكر الداعشيون، وأقصد بهم، من حمل الدين على وجهه المظهري وأنكر جوهر الاسلام وحقيقته، من تناسى أو تجاهل؛ ما جاء في نصوص الوحي وضرب مثلا في الجهل، فقدس ما قالته الشيوخ وأدار ظهره لما جاءت به ملائكة الرحمان من أعلى أقداس الملكوت، وأجاز وأباح وحلل وحرم وأصبحت الفتوى تأتي من كل صوب، ولو حملت منكرا من القول. أن كلامكم غارق في البعض ودعوتكم جعلت الدين عضين. فأمنتم ببعضه وأنكرتم البعض الآخر، وحدوتم في ذلك حدو بني إسرائيل في الكتاب ” يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض” له أقول أيها الداعشي، أن الدعوة مضى بها صاحبها إلى حدودها القصوى، وبلغت مداها وتساءل عنها في من حوله ؛ ألا هل بلغت؟ فقالوا نعم يا رسول الله، فقال اللهم فاشهد، وانتهى الأمر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فقد ترك الناس على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ولم ينتهي به المقام على الارض حتى حدركم من مصير ثلاثة وسبعين فرقة تكونون عليها كما كانت أمم من قبلكم وكلها في النار إلا فرقة واحدة، لا أظن أبدا أنكم إياها أو أنتم منها أبدا، أحيطكم قدر المستطاع، في أن ما تتشبهون به هو متشابه، وما جاءت بع الرسالة المحمدية يختصر الإيمان في قوله” هلا شققت عن صدره؟” وتلك أمة انتهت وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. و“تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”، وليس منكم من يضمن أن يكون في ثلة الآخرين وهم قلة، كما قال عز وجل ثلة من الاولين وقليل من الاخرين، فأين أنتم من “قليل”، فلا تغتروا فتدعوا أنكم “القليل”، وكل قولي لكم ما قاله القران من قبل؛ “لكم دينكم ولنا ديننا، والله يحكم بيننا وبينكم يوم القيامة في كنتم تدعون..
خلص الكلام..
هذا الدين القويم
مذهبنا في المغرب، مذهب متشبع بالفيض النبوي وطريقتنا في الاجتهاد صوفية تبتغي الحق وتنشده في كتاب الله وسنة رسوله ومسالك الصالحين، عملا بالعقل وبالروح معا، لا نبتغي مخرجات لا توافق عليها الشريعة الا ما سمح به الشرع وفرضته المصلحة العامة. وقديما أكد ابن رشد، فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال.
حكمنا العقل في ما شجر من خلاف، لا شيوخ لدينا يفتون من قريحتهم الفياضة، نتبع خطى النجباء من هذه الامة وأهل الصلاح فيها واكثرهم اعتزلوا صخب الحديث واستبدلوه بالتأمل والمصاحبة، مبتعدين عن الفتنة والصراع والتجاذب، سواء في القول أو في الفعل.
جهاد أهل القرب في المغرب الاقصى؛ جهاد في النفس أولا، واتباع خطى الصوفية الزاهدين العاملين على اصلاح شأن الأمة وحمايتها من قسوة الأيام والحكام، تفريج الكروب عن الناس واطعام الفقراء منهم على نهج ابي العباس السبتي وسيدي احمد بناصر والشرقاوي بوعبيد والشيخ ابو محمد صالح الماكري والغزواني وعبد العزيز التباع وعلى الحمدوشي وشيخ الصالحين الهادي بن عيسى، كانوا اقطاب الدعوة الاسلامية ومنابرها السنية من حاد عن نهجهم واتبع الهوى، افسد الطريقة، وحسابه عند ربه، ما كان من أهل الله وأحبته من خالف الحقيقة وحاد عن الطريقة.
لقد ورد في تاريخ الناصري ان محي الدين ابن عربي وهو شاب يافع جاء الى الشيخ ابي العباس السبتي في مراكش بعد ان كشف الله سر القطب وملء الدنيا وشغل الناس، جاء اليه يطلب الطريقة والارشاد، فما كان من الشيخ ابي العباس السبتي سوى ان قال له؛” ان طريقك واضخ فلا تطلبه من احد وامضي الى حال سبيلك فليس لدي ما اعطيك”، وقد كانت كلمة الشيخ ابي العباس اضاءة فارقة في منهج الشيخ محي الدين ابن عربي الذي لم يسلك من يومها مسلك اي من الاقطاب الصوفية المعروفين في زمنه حتى طريقة الشيخ الجيلالي كانت بالنسبة اليه تخص صاحبها ولا تخصه، فقد اتبع طريقه المستنير بالمعرفة ونور الحق والبحث عن القرب والحقيقة، بالعقل والفكر والروحانية.
اقول اننا في بلاد اقصى الغرب لا نحبد، لا اجتهاد في النصوص ولا جهاد في الدعوة، فالقاعدة الفقهية تقول أن لا جهاد بعد انتشار الدعوة في كل الأقطار ودانت الأرض للإسلام وانتهى زمن الفتح .
بالنسبة للإسلام المعاصر فإن جهاده يقف على قاعدة صلبة، حددها الفكر وعززها الحوار والانفتاح على الغير والاندماج في الحضارة، بحثا عن اسلام معاصر يساير مجريات الزمن ولا يمانع في التوافق والشمولية، كما كان في زمن النبي وفي زمن خلفائه من بعده. أن بعض خلفاء النبي قاموا بتجاوز النصوص عملا بمتطلبات الواقع ومتغيراته. لسنا أقل من عمر ابن الخطاب وغيره ممن نبدوا النصوص على وجاهتها القدسية، والأهم بالنسبة لنا مدرستنا المتميزة والاستثنائية في العالم الاسلامي، تلك المدرسة التي نشأت من بيت النبوة وزرع الأدارسة بذورها منذ 12 قرنا من الزمن فكان الإتباع لا الابتداع وسلوك منهجها القويم والسير على خطى العارفين. قراءة القرآن من مدخله الرمزي وحقيقته البيانية لا تاويل في نصوص الوحي ولا شرح بهوى الشيوخ، فالمعنى القرآني واضح وضوح الشمس ولا تعليل لإجازة التبرير والتسهيل في معانيه، فالتعليل والتأويل طريق سالك للتكفير.
سنبقى سائرين على خطى النبي وأتباعه و الصوفية الوسطيين، لا إفراط ولا تفريط، كما قال أحد كبار العلماء المغاربة ؛ “ديننا الاسلام ومذهبنا الامام مالك وطريقتنا صوفية على منهج الامام الجنيد، تبناها الشاذلي والمشيشي والناصري والتيجاني والسبتي و ابو محمد صالح الماكري العبدي واقطاب الصوفية في كل ربوع البلاد، من سار على دربهم وصل كما حققته كتب التاريخ ومصنفات الاثر الصالح في تاريخ الدعوة الإسلامية والاتباع.
لا شأن لنا بمن ذهبت بهم الرياح الموبوءة التي هبت من الشرق وحملت معها الأتربة التاريخية المتشنجة والمشبعة بالعصبية القبلية والجاهلية العربية التي نشأت أول مرة في الحجاز وعادت لتنشأ منه النشأة الأخرى، الوحل التاريخي نفذ إلى عقول الجهلة فقط وفعل فعله الشنيع فيهم واعتبر به بعضهم واتخذه نبراسا في الحياة الدنيا وخلاصا في الآخرة متشبثين باذيال الشيوخ الذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا يوم الحساب الاعظم، ولعل الكثيرن منهم يؤمنون بابن تيمية وابن عبد الوهاب اكثر من ايمانهم بمحمد ابن عبد الله وحفظهم متون شيوخ الوهابية عن ظهر قلب والاحاديث التي افرزتها اجتهاداتهم في تحقيق المنهج الصائب والطريقة المثلى في الاسلام، هي التي تبرر عقيدتهم السلفية الناشئة عن دين ابتدع لخدمة السلطة السياسية في القرن الأول الهجري في العصر الاموي، وتلك اعتبرها التاريخ والفقه والسيرة، منهجية حق اريد بها باطل وطريق ناشزة عن اصل الرسالة. فتاوى ابن تيمية انجيلهم المقدس، ووصايا الشيوخ من بعده مذهبهم القويم ووضع اليمنى على اليسرى فريضة في الوهابية واطلاق اللحية وحلق الشارب علامة الايمان، من ينكرها فاسق عند ابن عبد الوهاب وكافر عند ابن تيمية وخارج عن الملة عند حسن البنا، كما يشهد بذلك الواقع الحي الذي جرعتنا إياه دولة الفسوق والمروق ومسيلمة الكذاب يوما بعد يوم، حتى إذن الله بزوالها فأي دولة هذه التي تجيز إحراق الحي وهو ينظر ، أخلافة في اسلام داعش تعمل عمل أصحاب الاخدود..؟
الدين يسر يا عباد الله وليس عسرا واكراها ولو تعسر لما انتشر في بضع سنين ، فلا إكراه في الدين بشرط الإيمان لا الكفر وقد تبين أن بعضهم يخلط الآية على بعضها، فيكفر المؤمن ويكرهونه، فهؤلاء من نعتوا في نفس الآية بعبدة الطواغيت، يرفعون كلام الشيوخ فوق كلام النبي ويرقون بهم مراقي الأنبياء وهو قوله تعالى، “فمن يؤمن بالله ويكفر بالطاغوث فقد استمسك بالعروبة الوثقى لا انفصام لها”، وما العروة الوثقى الا محمد وقرانه، لا زيادة في ذلك، ومن يبتغي غير الإسلام دينا اي اسلام محمد فلن يقبل منه، فتبينوا انكم لستم على اسلام محمد بل على اسلام الشيوخ الذين أفتوا في قتل تارك الصلاة وغيره ممن يجوز فيهم التكفير لخروجهم عن الملة بفتوى الشيوخ لا بالنص القرأني ولا بسنة محمد الذي لم يكن يعلم ذلك في تعاليمه ابدا. وقس على هذا وانحو، فما كان من دين ابن عبد الله عليه السلام، سوى ان تحول الى دين ابن تيمية وابن عبد الوهاب والسيد قطب، وما لبتت أيديولوجية الكراهية أن زرعت الفتنة وولدت الخلافة المارقة في العراق والشام، وما كان من الداعشي سوى ان اعلن دعوة الخروج على السلطان والإنسان وجواز العصيان واعلان ما سوى مذهبه ودينه دار حرب فاجاز قتل المسلمين من غير مذهبه أسوة بالكتابيين الذين قتلوا شر قتلة وكان الرسول يرأف بهم ويكرمهم وخلفاؤه من بعده لا يكرهونهم على الدخول في الدين بل يصلون ويثلون القران في كنائسهم ويحترمون مقداساتهم. لقد صار من وجهة نظر هؤلاء الفتوى بعدم جواز الرحمة على من ليس مسلما، والرسول الكريم يقول بعثت رحمة للعالمين، ورب العزة يقول رحمتي وسعت غضبي، ما قصرها على أمة دون أخرى أن هي إلا فيض المحبة يسع العالم والكون.
انكر الداعشيون، واقصد بهم، من حمل الدين على وجهه المظهري وانكر جوهر الاسلام وحقيقته، من تناسى او تجاهل؛ ما جاء في نصوص الوحي وضرب مثلا في الجهل فقدس ما قالته الشيوخ وادار ظهره لما جاءت به ملائكة الرحمان من اعلى اقداس الملكوت واجاز واباح وحلل وحرم وأصبحت الفتوى تأتي من كل صوب، ولو حملت منكرا من القول. أن كلامكم غارق في البعض ودعوتكم جعلت الدين عضين فأمنتم ببعضه وانكرتم البعض الآخر، وحدوتم في ذلك حدو بني اسرائيل في الكتاب ” يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض” له أقول أيها الداعشي، ان الدعوة مضى بها صاحبها الى حدودها القصوى وبلغت مداها وتساءل عنها في من حوله ؛ ألا هل بلغت؟ فقالوا نعم يا رسول الله، فقال اللهم فاشهد، وانتهى الأمر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فقد ترك الناس على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها الا هالك ولم ينتهي به المقام على الارض حتى حدركم من مصير ثلاثة وسبعين فرقة تكونون عليها كما كانت أمم من قبلكم وكلها في النار الا فرقة واحدة، لا اظن ابدا انكم اياها او انتم منها ابدا، احيطكم قدر المستطاع، في أن ما تتشبهون به هو متشابه، وما جاءت بع الرسالة المحمدية يختصر الإيمان في قوله” هلا شققت عن صدره؟” وتلك أمة انتهت وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. و”تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”، وليس منكم من يضمن أن يكون في ثلة الآخرين وهم قلة، كما قال عز وجل ثلة من الاولين وقليل من الاخرين، فأين انتم من “قليل”، فلا تغتروا فتدعوا انكم “القليل”، وكل قولي لكم ما قاله القران من قبل؛ “لكم دينكم ولنا ديننا، والله يحكم بيننا وبينكم يوم القيامة في كنتم تدعون..
خلص الكلام..
هذا الدين القويم
مذهبنا في المغرب، مذهب متشبع بالفيض النبوي وطريقتنا في الاجتهاد صوفية تبتغي الحق وتنشده في كتاب الله وسنة رسوله ومسالك الصالحين، عملا بالعقل وبالروح معا، لا نبتغي مخرجات لا توافق عليها الشريعة الا ما سمح به الشرع وفرضته المصلحة العامة. وقديما أكد ابن رشد، فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال.
حكمنا العقل في ما شجر من خلاف، لا شيوخ لدينا يفتون من قريحتهم الفياضة، نتبع خطى النجباء من هذه الامة وأهل الصلاح فيها واكثرهم اعتزلوا صخب الحديث واستبدلوه بالتأمل والمصاحبة، مبتعدين عن الفتنة والصراع والتجاذب، سواء في القول أو في الفعل.
جهاد أهل القرب في المغرب الاقصى؛ جهاد في النفس أولا، واتباع خطى الصوفية الزاهدين العاملين على اصلاح شأن الأمة وحمايتها من قسوة الأيام والحكام، تفريج الكروب عن الناس واطعام الفقراء منهم على نهج ابي العباس السبتي وسيدي احمد بناصر والشرقاوي بوعبيد والشيخ ابو محمد صالح الماكري والغزواني وعبد العزيز التباع وعلى الحمدوشي وشيخ الصالحين الهادي بن عيسى، كانوا اقطاب الدعوة الاسلامية ومنابرها السنية من حاد عن نهجهم واتبع الهوى، افسد الطريقة، وحسابه عند ربه، ما كان من أهل الله وأحبته من خالف الحقيقة وحاد عن الطريقة.
لقد ورد في تاريخ الناصري ان محي الدين ابن عربي وهو شاب يافع جاء الى الشيخ ابي العباس السبتي في مراكش بعد ان كشف الله سر القطب وملء الدنيا وشغل الناس، جاء اليه يطلب الطريقة والارشاد، فما كان من الشيخ ابي العباس السبتي سوى ان قال له؛” ان طريقك واضخ فلا تطلبه من احد وامضي الى حال سبيلك فليس لدي ما اعطيك”، وقد كانت كلمة الشيخ ابي العباس اضاءة فارقة في منهج الشيخ محي الدين ابن عربي الذي لم يسلك من يومها مسلك اي من الاقطاب الصوفية المعروفين في زمنه حتى طريقة الشيخ الجيلالي كانت بالنسبة اليه تخص صاحبها ولا تخصه، فقد اتبع طريقه المستنير بالمعرفة ونور الحق والبحث عن القرب والحقيقة، بالعقل والفكر والروحانية.
اقول اننا في بلاد اقصى الغرب لا نحبد، لا اجتهاد في النصوص ولا جهاد في الدعوة، فالقاعدة الفقهية تقول أن لا جهاد بعد انتشار الدعوة في كل الأقطار ودانت الأرض للإسلام وانتهى زمن الفتح .
بالنسبة للإسلام المعاصر فإن جهاده يقف على قاعدة صلبة، حددها الفكر وعززها الحوار والانفتاح على الغير والاندماج في الحضارة، بحثا عن اسلام معاصر يساير مجريات الزمن ولا يمانع في التوافق والشمولية، كما كان في زمن النبي وفي زمن خلفائه من بعده. أن بعض خلفاء النبي قاموا بتجاوز النصوص عملا بمتطلبات الواقع ومتغيراته. لسنا أقل من عمر ابن الخطاب وغيره ممن نبدوا النصوص على وجاهتها القدسية، والأهم بالنسبة لنا مدرستنا المتميزة والاستثنائية في العالم الاسلامي، تلك المدرسة التي نشأت من بيت النبوة وزرع الأدارسة بذورها منذ 12 قرنا من الزمن فكان الإتباع لا الابتداع وسلوك منهجها القويم والسير على خطى العارفين. قراءة القرآن من مدخله الرمزي وحقيقته البيانية لا تاويل في نصوص الوحي ولا شرح بهوى الشيوخ، فالمعنى القرآني واضح وضوح الشمس ولا تعليل لإجازة التبرير والتسهيل في معانيه، فالتعليل والتأويل طريق سالك للتكفير.
سنبقى سائرين على خطى النبي وأتباعه و الصوفية الوسطيين، لا إفراط ولا تفريط، كما قال أحد كبار العلماء المغاربة ؛ “ديننا الاسلام ومذهبنا الامام مالك وطريقتنا صوفية على منهج الامام الجنيد، تبناها الشاذلي والمشيشي والناصري والتيجاني والسبتي و ابو محمد صالح الماكري العبدي واقطاب الصوفية في كل ربوع البلاد، من سار على دربهم وصل كما حققته كتب التاريخ ومصنفات الاثر الصالح في تاريخ الدعوة الإسلامية والاتباع.
لا شأن لنا بمن ذهبت بهم الرياح الموبوءة التي هبت من الشرق وحملت معها الأتربة التاريخية المتشنجة والمشبعة بالعصبية القبلية والجاهلية العربية التي نشأت أول مرة في الحجاز وعادت لتنشأ منه النشأة الأخرى، الوحل التاريخي نفذ إلى عقول الجهلة فقط وفعل فعله الشنيع فيهم واعتبر به بعضهم واتخذه نبراسا في الحياة الدنيا وخلاصا في الآخرة متشبثين باذيال الشيوخ الذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا يوم الحساب الاعظم، ولعل الكثيرن منهم يؤمنون بابن تيمية وابن عبد الوهاب اكثر من ايمانهم بمحمد ابن عبد الله وحفظهم متون شيوخ الوهابية عن ظهر قلب والاحاديث التي افرزتها اجتهاداتهم في تحقيق المنهج الصائب والطريقة المثلى في الاسلام، هي التي تبرر عقيدتهم السلفية الناشئة عن دين ابتدع لخدمة السلطة السياسية في القرن الأول الهجري في العصر الاموي، وتلك اعتبرها التاريخ والفقه والسيرة، منهجية حق اريد بها باطل وطريق ناشزة عن اصل الرسالة. فتاوى ابن تيمية انجيلهم المقدس، ووصايا الشيوخ من بعده مذهبهم القويم ووضع اليمنى على اليسرى فريضة في الوهابية واطلاق اللحية وحلق الشارب علامة الايمان، من ينكرها فاسق عند ابن عبد الوهاب وكافر عند ابن تيمية وخارج عن الملة عند حسن البنا، كما يشهد بذلك الواقع الحي الذي جرعتنا إياه دولة الفسوق والمروق ومسيلمة الكذاب يوما بعد يوم، حتى إذن الله بزوالها فأي دولة هذه التي تجيز إحراق الحي وهو ينظر ، أخلافة في اسلام داعش تعمل عمل أصحاب الاخدود..؟
الدين يسر يا عباد الله وليس عسرا واكراها ولو تعسر لما انتشر في بضع سنين ، فلا إكراه في الدين بشرط الإيمان لا الكفر وقد تبين أن بعضهم يخلط الآية على بعضها، فيكفر المؤمن ويكرهونه، فهؤلاء من نعتوا في نفس الآية بعبدة الطواغيت، يرفعون كلام الشيوخ فوق كلام النبي ويرقون بهم مراقي الأنبياء وهو قوله تعالى، “فمن يؤمن بالله ويكفر بالطاغوث فقد استمسك بالعروبة الوثقى لا انفصام لها”، وما العروة الوثقى الا محمد وقرانه، لا زيادة في ذلك، ومن يبتغي غير الإسلام دينا اي اسلام محمد فلن يقبل منه، فتبينوا انكم لستم على اسلام محمد بل على اسلام الشيوخ الذين أفتوا في قتل تارك الصلاة وغيره ممن يجوز فيهم التكفير لخروجهم عن الملة بفتوى الشيوخ لا بالنص القرأني ولا بسنة محمد الذي لم يكن يعلم ذلك في تعاليمه ابدا. وقس على هذا وانحو، فما كان من دين ابن عبد الله عليه السلام، سوى ان تحول الى دين ابن تيمية وابن عبد الوهاب والسيد قطب، وما لبتت أيديولوجية الكراهية أن زرعت الفتنة وولدت الخلافة المارقة في العراق والشام، وما كان من الداعشي سوى ان اعلن دعوة الخروج على السلطان والإنسان وجواز العصيان واعلان ما سوى مذهبه ودينه دار حرب فاجاز قتل المسلمين من غير مذهبه أسوة بالكتابيين الذين قتلوا شر قتلة وكان الرسول يرأف بهم ويكرمهم وخلفاؤه من بعده لا يكرهونهم على الدخول في الدين بل يصلون ويثلون القران في كنائسهم ويحترمون مقداساتهم. لقد صار من وجهة نظر هؤلاء الفتوى بعدم جواز الرحمة على من ليس مسلما، والرسول الكريم يقول بعثت رحمة للعالمين، ورب العزة يقول رحمتي وسعت غضبي، ما قصرها على أمة دون أخرى أن هي إلا فيض المحبة يسع العالم والكون.
انكر الداعشيون، واقصد بهم، من حمل الدين على وجهه المظهري وانكر جوهر الاسلام وحقيقته، من تناسى او تجاهل؛ ما جاء في نصوص الوحي وضرب مثلا في الجهل فقدس ما قالته الشيوخ وادار ظهره لما جاءت به ملائكة الرحمان من اعلى اقداس الملكوت واجاز واباح وحلل وحرم وأصبحت الفتوى تأتي من كل صوب، ولو حملت منكرا من القول. أن كلامكم غارق في البعض ودعوتكم جعلت الدين عضين فأمنتم ببعضه وانكرتم البعض الآخر، وحدوتم في ذلك حدو بني اسرائيل في الكتاب ” يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض” له أقول أيها الداعشي، ان الدعوة مضى بها صاحبها الى حدودها القصوى وبلغت مداها وتساءل عنها في من حوله ؛ ألا هل بلغت؟ فقالوا نعم يا رسول الله، فقال اللهم فاشهد، وانتهى الأمر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فقد ترك الناس على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها الا هالك ولم ينتهي به المقام على الارض حتى حدركم من مصير ثلاثة وسبعين فرقة تكونون عليها كما كانت أمم من قبلكم وكلها في النار الا فرقة واحدة، لا اظن ابدا انكم اياها او انتم منها ابدا، احيطكم قدر المستطاع، في أن ما تتشبهون به هو متشابه، وما جاءت بع الرسالة المحمدية يختصر الإيمان في قوله” هلا شققت عن صدره؟” وتلك أمة انتهت وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. و”تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”، وليس منكم من يضمن أن يكون في ثلة الآخرين وهم قلة، كما قال عز وجل ثلة من الاولين وقليل من الاخرين، فأين انتم من “قليل”، فلا تغتروا فتدعوا انكم “القليل”، وكل قولي لكم ما قاله القران من قبل؛ “لكم دينكم ولنا ديننا، والله يحكم بيننا وبينكم يوم القيامة في كنتم تدعون..
خلص الكلام..