(كتب علال بنور/الدار البيضاء): أصدرت ترانسبرانسي المغرب بشراكة، مع الجمعية الدولية للقاضيات ومنظمة الشفافية الدولية، كتابا له أهميته الراهنية، في ارتباطه بمستجدات الاحداث التي أفرزت قضايا إنسانية، بوصفات جديدة، التجارة في البشر والتجارة الجنسية والرشوة الجنسية.
إن إصدار دليل لمكافحة الرشوة الجنسية في الظرف الحالي، يطرح تساؤلات على منظومة المؤسسة القضائية والأمنية والسياسية والتعليمية. كل مؤسسات المراقبة والردع العمومية، تتحمل من موقعها المسؤولية الحمائية، وتبقى مسؤولية الفضح على عاتق المجتمع المدني ومهن الصحافة والاعلام، خصوصا الاعلام الرقمي.
وتصدرت هذه الدراسة، مقدمة قاست الموضوع في عمقه، بطرح سؤال. لماذا هذا الدليل؟ فكانت الإجابة شافية بتحديد مجموعة من المفاهيم، التي لها علاقة بمفهوم الفساد، والذي هو ممارسة ناجمة عن استعمال الشطط في السلطة على مستوى جميع القطاعات، وتحويلها لقضاء مصالح خاصة، وبالتالي يؤدي الفساد الى تقويض أسس سيادة القانون.
وأكد الدليل، على أن للفساد تأثير على النساء أكثر من الرجال، مشددا على أن الرشوة تسبب في هدر الموارد العمومية، وبالتالي تعطيل التنمية. فاليوم طفى على السطح شكل جديد من الرشوة، التي عرفت ب”الرشوة الجنسية”، وهي لا زالت من السلوكيات المسكوت عنها، نادرا ما تكون موضوعا للشكايات. فحسب منظمة الشفافية الدولية تنتشر الرشوة الجنسية في القطاعين العام والخاص، تكون النساء ضحاياها، عند طلب التوظيف والترقية والحصول على نقطة للنجاح …
وطرح في المقدمة سؤال، لماذا هذا الدليل؟ فهو أداة لتقديم معلومات والارتقاء بالوعي، وإجابة عن أسباب الصمت عن فضح محيط الرشوة الجنسية، كالخوف والتواطؤ والجهل بالحقوق في كيفية وأين تقديم شكاية. فجاء الدليل بإجابات عن العديد من التساؤلات.
ومن محتويات الدليل، ثلاثة محاور تجيب عن أسئلة في موضوع الرشوة الجنسية:
– محور، الاعتراف بوجود الرشوة الجنسية، اهتم بالإجابة عن أسئلة ما المقصود بالرشوة الجنسية؟ كيف يمكن تحديد حالات الرشوة الجنسية؟
– محور، التصدي للرشوة الجنسية والحديث عنها والابلاغ بشأنها. يطرح في هذا الصدد سؤالين ما الذي ينص عليه القانون؟ وكيفية الوقاية والمكافحة؟
– محور، الحصول على الارشاد والدعم والمساعدة، حدد هذا المحور عناوين المصالح الإدارية العمومية، ومؤسسات لتقديم الشكايات، ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان. ذيل الدليل بملاحق لها أهمية، عبارة عن نماذج للشكايات والتبليغ. تكمن قيمة اصدار دليل لمكافحة الرشوة الجنسية، لجدية موضوعه المتزامن مع فضيحة مساومة نقط النجاح بالمتعة الجنسية، بكلية سطات، التي كانت بدية الكشف عن الرشوة الجنسية، والتي هي في حقيقة الامر موضوع قديم، كان مسكوتا عنه في القطاعات العمومية والخاصة، فكان لترنسبرانسي المغرب السبق، في الكشف عن الرشوة الجنسية كمفهوم نفض الغبار عنه، دراسة ومعالجة وارشادا ودعما ومساندة.