(كش بريس/ محمد مروان)
عكس ما تم تدوينه في إطار الاتفاقية المبرمة بين الأطراف الثلاثة : المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بجهة مراكش آسفي، وجماعة حربيل، والشركة المقاولة فيما يتعلق بموضوع بناء مسبح أولمبي بمعايير دولية وقاعة مغطاة بغلاف مالي قدره خمسة عشر مليون درهم على مساحة خمسة عشر ( 15 ) هكتارا بالشطر ثمانية بمدينة تامنصورت، حيث حددت مدة إنجاز هذا المشروع في إثنى عشر ( 12 ) شهرا، وقد كانت بداية انطلاق أشغال بنائه يوم السبت 10 أبريل من السنة الماضية 2021، على أساس أن هذا المسبح والقاعة المغطاة سيفتحان أبوابهما في وجه العموم صيف السنة الجارية، لكن للأسف الشديد تجري الأمور كعادتها دائما كما لايشتهيه سكان مدينة تامنصورت، إذ ما إن قطعت أشغال بناء هذا الصرح السوسيو رياضي جزء يسيرا من أشواط مراحلها حتى توقفت فجأة، وغادر جميع العمال هذا الورش الكبير منذ شهور، تجاوزت هجرته من طرفهم نصف السنة، حيث اتخذت منه أسراب من طيور الحمام أوكارا لبناء أعشاشها، في الوقت الذي بقي فيه كل مسؤولي الأطراف المعنية بإنجاز هذا المشروع خارج التغطية.
وقد تزامنت هذه الفترة مع أيام حر موسم الصيف الحالي، وهي لا تزيد يوما بعد يوم إلا حرارة، حيث حكم على من ليست لهم استطاعة للسفر من أجل الاصطياف والاستمتاع برطوبة جو الشواطئ بالمدن الساحلية المغربية، بأن تكوى جلود أجسامهم بلهيب نار الحرارة المفرطة، التي عمت منذ بداية موسم صيف هذه السنة سائر أرجاء التراب التابع إلى نفوذ جماعة حربيل المحتضنة لمدينة تامنصورت، الشيء الذي جعل أغلب السكان يتوافدون كل مساء رفقة أطفالهم بالمئات على ما يسمى بمنتزه الياسمين، المتنفس الوحيد ، قصد الهروب من شقق سكنية يضيق التنفس داخلها بفعل شدة الحرارة شبيهة إلى حد ما لصغر حجم مساحاتها بعلب سردين، شقق بعمارات أحياء المدينة.
هذا المنتزه الذي يشكو هو الآخر من الإهمال والتهميش من الرأس إلى أخمص القدم، حيث أنه ولا وردة أو زهرة ياسمين واحدة تنعم بالحياة بحدائقه، ومن أغرب الأمور أن مؤسسة العمران المحدثة لهذا المنتزه أعطت له اسم “الياسمين”، و ما هو في الواقع إلا عبارة عن فضاء غابوي، نظرا لتصميم تهيئته وما يتوفر عليه من نباتات وأشجار غابوية، حيث تنقص مكوناته الكثير من الأشياء التي يمكنها أن تضفي عليه الصبغة الخاصة واللائقة بالمنتزهات، إذ يلاحظ عدم وجود نافورات قد تساعد بمياهها على تلطيف جو الحرارة بهذا المكان، ناهيك عن مداومة من يعنى ببستنة نباتات المنتزه، وبصيانة كل ما يتعلق بتجهيزاته، من جملتها إصلاح أعطاب الإنارة العمومية، هذه الأخيرة التي ظلت تؤرق بمشاكلها رواد المنتزه نتيجة الأعطاب التي لحقت جل مصابيح أعمدتها، بسبب تخريب بعض الطائشين لها بتكسيرها وبتكسير فوانيسها، حيث يبيت الظلام يخيم على سائر أركان المنتزه، في وقت أدار فيه كل من مجلس جماعة حربيل وإدارة شركة العمران ظهريهما على ما آل إليه هذا المكان الذي أسموه هؤلاء المسؤولين ذات يوم بمنتزه تامنصورت، بينما هم الذين أوكلت لهم بالدرجة الأولى مهمة السهر على راحة مواطني هذه المدينة، فقد اختفت آثارهم ولم يعد يسمع حس أغلبهم، حيث اختفوا عن الأنظار وموسم الصيف قد بلغ ذروة الحرارة، بعدما فضلوا أن ينجوا بجلودهم وأفراد أسرهم من وقع أيام الحر، حيث طاب لهم المقام بإحدى المدن الشاطئية المغربية أو ربما خارج أرض الوطن، تسري في دماء أجسامهم دماء أنانية القائل : ” أنا ومن بعدي الطوفان “.