(كش بريس/ محمد مروان) ـ بعدما جفت حناجرهم طيلة ما يقارب عقدين من الزمن مطالبين بالعمل على إحداث محطة لمعالجة المياه العادمة بتامنصورت، فوجئ سكان هذه المدينة بإقدام المجلس الإداري لجماعة حربيل، على شراء شاحنة صهريجية خاصة بتطهير بالوعات المياه العادمة، وقد حطت الرحال بمقر الجماعة صباح يوم الثلاثاء الماضي، عملية لقيت سخطا واستنكارا كبيرين لدى عامة الناس، بدعوى أن مدبري الشأن المحلي بهذا المرفق الجماعي لايزيدون إلا تماديا في هدر المال العام، فيما لا يسمن ولا يغني من جوع، في عملية النهوض والإقلاع التنموي بمدينة تامنصورت، إذ وحسب ما تتوفر عليه “كش بريس” من معلومات، أن ثمن شراء هذه الشاحنة قد بلغ ما يزيد عن مائة وخمسين ( 150 ) مليون سنتيما، قد ذهبت ملايينها أدراج الرياح، على غرار ما تم صرفه في زمن قياسي، لم يتجاوز السنتين إبان المجلس الحالي من ملايير السنتيمات في الكثير من العمليات المستنزفة أيضا لمالية الجماعة التي جل مداخيلها مصدرها من مبالغ واجبات الضرائب والجبايات والرسوم المفروضة على المواطنين، طبقا للقانون الجاري به العمل ببلادنا، ضاربين ـ مدبري شأنه المحلي ـ عرض الحائط، بما يستجيب لحاجيات مدينة تامنصورت، غير فاطنين بأن محطة معالجة المياه العادمة والصرف الصحي لها من المزايا ما يعود بالنفع الكبير على المدينة في شتى المناحي، التي نذكر منها الجانب البيئي على سبيل المثال لا الحصر، حيث ستساعد المياه المعالجة لا محالة في الحفاظ وإنقاذ ما تبقى من عشرات الحدائق التي يبست جميع نباتاتها، بسبب عدم مداومة الجماعة على سقيها بالمدينة، في الوقت تقوقع المسؤولون وأغلقوا أبواب مكاتبهم على أنفسهم دون السعي إلى الاستفادة من تجارب الجماعات المحلية في هذا الشأن بشمال مغربنا الحبيب، على سبيل المثال بكل من مدينة مارتيل ولفنيدق والمضيق.. ( نموذجا )، وقد قال تعالى : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ».
مقالات ذات صلة
شاهد أيضا
Close