(محمد صقلي اعلامي خارج السرب او خارج الصنف)
لا اعتراف و لا حقوق و لا أحقية. إعلامي عابرا لخارطة الوطن صوتا اذاعيا وفي هذه المرحلة لا يتوفر على تقاعد و لا عنوان له. بعد ثلاثة عقود بالمهجر فقد خلالها مورد الرزق.
خمسون عاما رفقة الميكرفون في مسار تعس مضطرب عبر محطات متنائية مترامية. من هنا الرباط بينما المبيت في سطح عمارة مطلة على بلاص بيتري. الى الترحيل لاستوديو أكادير المحدث حيث لم تتكفل الإذاعة بالسكن اخلالا بتعهد من قبل الإدارة و المفارقة ان الواصف الرياضي المهندم رغم تعاسة الراتب في ظهوره امام جمهور الملعب يجد نفسه رهن الإقامة مثل شمكار في احد دكاكين حي تالبرجت. و بالمناسبة اذكر لاهل سوس حفاوتهم التي تنسى.
الراديو بالنسبة الي سيء الذكر و ما فيهم خير. 13 عاما و كأنما الارض تهتز من تحت اقدامي. جاء قرار الترحيل الى مراكش و الوضعية الإدارية لا تتعدى كاشي صالير ب 400 درهما.
بعد المسيرة الخضراء بشهرين وجدتني بطرفاية لمدة ستة أشهر مرتهنا بين الخوف و الرعب و الاختطافات لاسر باكملها على مقربة من استوديو الإذاعة و مقر التلفزيون الذي كان يبث من داخل Hangar. بعدها تم التنقيل لاذاعة العيون لما يقارب سنتين. في ظرفية احتقان. لتقرر الإدارة المركزية ارجاعي مخذولا محبطا الى مراكش. بخديعة و مكر و كيد
من بنددوش الذي ربما كانت نيته الدفع بي الى خيانة الوطن. بينما كان محط التكريم و التنويه مقابل الجحود و النكران و الاقصاء لكاتب هذه السطور. و اتحمل كامل مسؤوليتي.
محطة مراكش رغم ما اسديت و التي اعتبر نفسي صانع فترتها الذهبية لم اجد بها اي اعتراف على امتداد عشر سنوات
إذ غادرتها بوضعية السلم السابع.
اغلب المسؤولين في الراديو سيء الذكر
ممن اشتغلت تحت إمرتهم اقل ما يقال في حقهم انهم اولاد الحرام و قلالين الخير لا يهمهم الوطن و الكفاءات و المواهب غير جيوبهم و تلميع صورتهم.
حتى لا اطيل هذا غيض من فيض.
محطة ميدي1 و بعد 11 عاما من العمل
انقطع الرزق بوشاية مغرضة ظالمة من احدهم ادعى للمدير العام بان التقارير الصحفية من توقيع محمد الصقلي تنضح بميل لصدام حسين. طبعا القرار استنكره الزملاء في قسم التحرير لكنهم لم بوسعهم الوقوف ضد إرادة المدير العام.
الحقبة المنطعف في مساري المتعثر اقترنت بوفاة الوالد دون حضوري و فقدان طفلين رضيعين مباشرة عقب الولادة.
مرحلة شبكة اوربت التلفزيونية بروما من 1994 الى 2007. كانت الحلم الذهبي الذي انتهى بإعلان الإفلاس من قبل الشركة المملوكة لاميرين سعوديين دون اي تعويض يذكر.
فقدت مورد الرزق في نفس السنة التي وجدتني مطالبا فيها بدفع تكاليف الدراسة الجامعية لابني أسامة. حاصرتني الديون مخلفات ايجار الشقة و الحكم بالافراغ مرتين و ضياع اثاث البيت و خزانة كتب في مستودع بلدي لم يتبق منه غير حطام في حطام
بنفس الظرفية ياتيني نعي الوالدة من مراكش بيوم ماطر عاصف و انا اقيم بمركز ايواء مخصص للأطفال المرضى بالسرطان من أبناء الاقطار الفقيرة. و ذلك رفقة شريكة العمر التي واريتها التراب بروما في صيف 2018.
متاعب شتى و مواجع تعقبها فواجع.
واش انا مسخوط الوالدين؟ معاذ الله.و للقارئ ان يستنتج ما يحلو له.
يصادرون الوطن فيك حتى في مسقط الرأس و يصادرون هويتك. يحاولون نسف تجربتك بل هم بالاحرى يتهيبون حضورك لانه سيفضح شحوبهم.
لكن لا بأس ربع قرن في المهجر تهناو منك و تهناو عليك. . وحين تعود زعما زعما لارض الوطن اللدود و الود المفقود و الزميل الحقود الكنود. و الكيد و المكر و ما ادراك. فلن تجد أمامك سوى الابواب الموصدة.
وزير لا يعرفك. و مسؤول لا شأن له بك. و حرفيو الاعلام من عشيت عيناه تحت الاضواء حتى لا يكاد يستبين ما و من حوله. و من هو من الفرحين المغتبطين بشهرة من غير مجد.
و يهرولون صوب الواجهة كي يتصدروا المشهد.
المهم واش انا بعدا مغربي ولا اباتريد Apatride . و ما اقسى وقع هذه الكلمة بالافرنجي.
اي نعم و ايم الله انه لكذلك انت. ومن يشكك فليحدق او يحقق ليكشف الحقيقة الصادمة.
انا مصادر في وطني.. اذن انا موجود. و شكرا للدولة الايطالية التي مكنتني من حد ادنى من معاش ليس لي في ارض او دولة ازعم انها وطن.
*كلمة الإعلامي محمدالصقلي خلال تكريمه بمراكش 18 فبراير 2023
(فوتوغرافيا: أحمد بنسماعيل)