‏آخر المستجداتلحظة تفكير

عبد الكريم برشيد: احتفالية المتمردة بين الممثلة الجنية والمخرج الجني ـ فاتحة الكلام ـ

ـ ما لهذه الاحتفالية لا تغادرنا أبدا، حتى لكانها هي نحن، ونحن هي؟ ـ

وما لنا نحن أيضا لا نغادرها، إلا لنعود إليها، أو لتعود هي الينا، وهي في أبهى حلة وفي أصدق حال. ونحن في كل يوم نودعها، ونتركها خلفنا، لنلقاها أمامنا، أكثر جمالا وبهاء مما كانت عليه من قبل، ونحن لا نبتعد عنها إلا لنقترب منها أكثر؟

وأي سر خفي، وأي سحر عجيب، يسكن هذه الاحتفالية، ويسكن أهلها وعشاقها ومحبيها في هذا الوجود؟

هكذا تساءل الاحتفالي قديما، وهكذا يتساءل اليوم، وهكذا سوف يتساءل في كل يوم، والأصل في الكائن الاحتفالي، في الوجود الاحتفالي، وفي المناخ الاحتفالي، انه لا يمكن ان يكون إلا احتفاليا، لقد ولد احتفاليا، تماما كما هي هذه الحياة، والتي ولدت احتفالية، والتي تعرضت للقرصنة، في غفلة من التاربخ، والتي لحقتها كثير من الأعطاب ومن الأمراض المختلفة

ومن اغرب الغرائب، ان نجد من يمتهن هذا المسرح، تماما كما يمتهن اية مهنة من المهن، مع ان المسرح ليس حرفة، ولكنه الحياة بصيغة اخرى، وعليه، فإنه لا يمكن إلا لأن نستغرب، أمام من يريد ان يقدم مسرحا بلا حياة ولا حيوية، ولمن يريد ان يحيا العبد المسرحي والوجودي، بلا احتفال ولا احتفالية، وبلا عيد ولا عيدية، ولمن يقيم ملتقيات ومهرجانات فكرية وفنية وادبية خارج الروح الاحتفالية

وماذا يمكن ان نقول عن هذه الاحتفالية اليوم، وذلك في عمرها الجديد والمتجدد؟

هي بالتأكيد نفس الاحتفالية القديمة التي كانت، ولكنها اليوم موجودة في الأرواح الأخرى الجديدة، وموجودة في النفوس الأخرى الجديدة، وموجودة في العقول الأخرى الجديدة، وموجودة في العيون الأخرى الجديدة، وموجودة في السباقات الأخرى الجديدة، وهنا يكمن الفرق بين احتفالية الأمس واحتفالية اليوم واحتفالية ما بعد اليوم وما بعد الغد

وعندما تشرق الشمس، صباح كل يوم، يكون الاحتفالي قد تغير فيه شيء، او تغيرت فيه اشياء كثيرة، ويكون هو وغير هو في نفس الوقت، وبفعل قوة الواقع والوقائع فإن هذا الاحتفالي لا يملك سوى ان يحيا اللحظة الجديدة بوعي جديد، وبغير هذا لا يمكن ان بحسب على الأحياء

وهذه الاحتفالية الأم، مثلها مثل امها الحياة، ومثل اختها الطبيعة، مازالت قادرة على العطاء وعلى الولادة وعلى التغير وعلى التحول وعلى التجدد، وعلى ان تبين في البيانات ما يحتاج إلى تبيين، وان وان توضح في المسرحيات ما يحتاج الى توضيح

وهذه الاحتفالية اليوم، تماما كما كانت بالأمس وقبل الامس، مازالت وفية لثوابتها الفكرية والجمالية والأخلاقية، وما زالت عند نفس درجة التاسيس، تحيا وتعيش، نفس عمرها التاسيسي الجديد والمتجدد، وعليه، فقد كان كل ما في هذه الاحتفالية جديد ومتجدد بشكل متواصل، فهي تفكير في الحياة، وهي حياة في التفكير، وهي وجود في السفر، وهي سفر في الوجود، وهي حضور في الغياب، وهي غياب في الحضور، وهي احتفال وتعييد في حياة المسرح وفي مسرح الحياة

وهي حلم في اليقظة، وهي يقظة في الحلم

الاحتفالي والبحث عن المدينة الاحتفالية

وهذا الاحتفالي، في سفره السندبادي هذا، وفي رحلته الحلاجية هاته، وفي مخاطرته السيزيفية المتجددة على الامكنةوالأزمنة المحدودة والمحددة، عن اي شيء يبحث؟

هكذا تساءلت قديما، وهكذا اتساءل اليوم وغدا ايضا، وفي الجواب يمكن ان اقول ما يلي:

هو بالتاكيد إنسان يبحث عن نفسه في الوجود، ويبحث عن حقيقة هذا الوجود في نفسه، ويبحث ايضا عن وجهه الضائع بين الوجوه والأقنعة، ويبحث عن لغته وعن معجمه، ويبحث عمن يمكن ان يسلمهم (رسالته) الفكرية والجمالية والأخلاقية، والتي هي رسالة الحياة وهي رسالة التاريخ، نعم, هي رسالة انكتبت بيده .. ولكن الكاتب الحقيقي ليس هو .. وهذا الاحتفالي الكاتب الباحث، عن وجهه وعن حياته وعن لحظته العبدية الخقيقية، هو الذي قال في ( الرحلة البرشيدية) ما يلي:

(واقول لنفسي انني ابحث عن مدينة بحجم مسرح، وابحث عن مسرح بحجم مدينة، وأبحث عن مدينة بحجم الدنيا، وأبحث عن دنيا أخرى، غير هذه، تكون أرحب وأوسع، وتكون أنبل وأجمل، وتكون أروع وأبدع، وأن تكون أيضا ـ بجمالها وكمالها ـ أهلا لهذا الحب الذي نهديه لها، وأن تكون في مستوى عشقنا المجنون بها..)

وما معنى ان تعيش في مدينة ليست مدينتك؟

وما معنى ان تعيش الغربة والمنفى من حيث لا تدري ولا تريد، وان تجد نفسك في بيت ليس بيتك، وفي وطن ليس وطنك، وفي عالم ليس عالمك، وان تحلم حلما ليس حلمك، وان تكون ملزما بان تخاطب الناس بلغة لا يفهمونها، ولا حتى انت تفهمها، وان يضيق مسكنك حتى يصبح بحجم زنزانة ضيقة في سجن كبير جدا؟

وانطلاقا من هذه القناعة الفكرية يقول الاحتفالي ما يلي:

كل فن من الفنون لا يزيدك جمالا ليس فنا

وكل علم لا يعلمك علوم العيش الجميل والنبيل ليس علما

وكل فكر لا تعززه التجربة والتجريب، ولا تعززه الخبرة والاختبار الميدانيبن لا يمكن ان يكون فكرا حقيقيا

وعن رحلته التي تدور داخل حلقة غير مغلقة، والتي تسير داخل خط حلزوني، يجعل الدائرة فيه تتسع مع كل دورة وجودية اخرى جديدة، يقول هذا الاحتفالي، ودائما في نفس كتاب ( الرحلة البرشيدبة) ما يلي:

(في هذه الرحلة كثير من الفراغات ومن البياضات، وفيها كثير من لحظات الصمت الغني، والممتلئ، ولقد ( اقترفت) هذا الصمت عن قصد وتعمد، لأنني أثق في ذكاء إخوتي ورفاقي القراء والمستمعين والمشاهدين، ولأنني أعرف أن بعض الصمت خير من بعض الكلام، ولأنني أومن بأن خير الصمت ما كان صمتا ناطقا، وأن خير الكلام ما كان كلاما صامتا..

ولأنني أعرف ـ تماما كما تعرفون ـ أن الأحمال الثقيلة تبطئ المشي عادة، وأنها تعطل السير أيضا، فقد سافرت بلا حقائب.. أنظروا .. أو تصوروا، إنه لا شيء معي الآن، لا شيء ولا أحد إلا ظلي المشاكس، والذي هو امتدادي الوهمي على الأرض، والذي اختار أن يكون معي، ولم أختر أن أكون معه، والذي فرض علي فرضا، لحكمة لا أعرفها..، ولا أحد يمكن أن يعرفها.. )

لقد دخلت هذه المدينة يوما، ولم يكن لذلك اليوم اسما، فلا هو الأحد ولا هو الاثنين ولا هو الثلاثاء ولا هو الأربعاء ولا هو الخميس ولا هو الجمعة ولا هو السبت، وأكون شاكرا لكم لو تعطوه اسما أو أسماء من عندكم، فهل تفعلون؟)

هكذا نطق الاحتفالي في رحلته التي اعاد فيها اكتشاف نفسه، وإعاد فيها اكتشاف الوجود، وإعاد فيها اكتشاف الحياة، واعاد فيها اكتشاف علوم وفنون وصناعات مسرح الحياة وحياة المسرح

الإبداع الاحتفالي في المرايا السحرية

وللاحتفاليين اهل وأصدقاء ولهم رفاق طريق ايضا، رفاق اوفياء للعلم والفكر قبل وفائهم للأشخاص، واهمهم د مصطفى رمضاني، الكاتب المسرحي والباحث والمؤرخ المسرحي،. والى هذا الباحث الذي كان اول من انتبه إلى خطورة الاحتفالية، فقد توج الاحتفالي كتابه ( الرحلة البرشيدبة) بالإهداء التالي:

(إلى الصديق والرفيق والأخ الشقيق د. مصطفى رمضاني باعتباره مسرحيا شاملا شمولية الحياة والمسرح، وباعتباره الروح المتمدد دائما، وباعتباره الواحد المتعدد بذاته وبعلمه وفنه، وباعتباره الإنسان القديم المتجدد، وباعتباره المبدع والصانع معا، وباعتباره الفنان والمفكر، وباعتباره العالم والساحر، وباعتباره الشعر والشاعر، والعلم والعالم..

إليه أهدي هذه الرحلة الافتراضية، ومن خلاله أهديها إلى كل النقاد والباحثين الجادين، وإلى كل العلماء الحقيقيين في كل

العالم العربي)

وهذه الاحتفالية التي هي نحن ونحن هي، ماذا يمكن ان تكون سوى انها كتابة قبل كل شيء .. كتابة حية بالأجساد الحية، وهي كتابة عاقلة بالأرواح وبالنفوس والعقول الحية

وتقول الممثلة الجنية نجوى الفيدي، تعقيبا على ما كتبه الاحتفالي الكاتب عن تجربتها المتفردة في مسرحية ( المتمردة) تقول:

(الكلام الكبير يأتي دائما بقلم الكبار وعلى لسناهم…

استاذنا الفاضل عبد الكريم برشيد اعتز بك وبمنجزاتك المسرحية تشخيص عمل كبير من الرحلة البرشيدية هو تشريف لمسيرتي الفنية المتواضعة ووقوفي بجانبك وسام فخر وإعتزاز، كما أن تجربة المتمردة ولقب الممثلة الجنية كما أطلقت علي أستاذي سيعيش معي وفي ذاكرتي ما حيبت، تحية حب وتقدير لك أيها الرائد الكبير، دام عزك ليدوم عزنا بك استاذنا الكبير د عبد الكريم برشيد)

وهناك من كتب، بعد الأداء المسرحي المقنع والممتع للممثلة نجوى الفيدي ما يلي:

(بعد ادائها المميز لمسرحية ” المتمردة” عميد المسرح الاحتفالي الدكتور عبد الكريم برشيد يطلق لقب ” الممثلة الجنية” على بطلة مسرحيته الفنانة ” نجوى الفيدي” يشبهها بالأيقونة الراحلة ” ثريا جبران” المسرحية من إخراج المبدع ” رضوان الإبراهيمي”)

وتعقيبا على كل ما قبل في حق المسرحية والممثلة، يقول المخرج المخرج المسرحي المصري، صلاح الدمرداش، والذي عاش هذه الاحتفالية بكل جوارحه، لقد قال:

(ياسيدى القدير .. المتمردة عرض مسرحي ليس ككل العروض لأنه لكاتب عملاق ليس ككل الكتاب .. دمتم ودام إبداعكم وعطاؤكم وتألقكم .

وأى شرف هذا أن يذيل مقالكم بصورة لنا معكم يوم أن كرمنا بوجودنا إلى جانبكم )

وهو نفسه الذي قال ايضا:

(الفنانة نجوى احمد الفايدي محظوظة بهذا اللقب لكونه هدية كما الأوسكار من أيقونة المسرح العربى دكتور عبد الكريم برشيد .. وهى حقٱ تستحق .. فلها منا صادق التهنئة .

أما من يستحق أيضٱ أن يلقب بالمخرج الجنى” فهو المبدع القدير رضوان الإبراهيمي.

تحياتى ومزيد تقديرى واعتزازى بكم أيها المبدعون الكبار )

اما د، نور الدين الخديري، المتابع الأمين لكل ما اكتب، فقد قال:

(عبد الكريم برشيد، الحاضر في احتفالياته نصوصا، حاضر بالتأكيد في مسرح الحياة إلى جانب احتفاليين آخرين يتقاسمون معه لذة الفرح، وبلاغة العيد، وفي كل هذه المواقيت، كأنما تتوقف عقارب الساعة، ويستديم الزمن المعنوي، السيكولوجي، طافحا بحب الحياة، ضدا على كل زمن مأتمي تأفل فيه شمس الحرية)

وهو الحياة إلا حضور متجدد عبر الأيام والليالي؟

وهل هذه الاحتفالية إلا حياة في المسرح ومسرح في الحياة؟

وفي تعقيبه يقول عبد الحق وادن، والذي هو أحد اصدقاء ورفاق الاحتفالية والتحتفاليبن، يقول:

(كل التقدير والاعتزاز أستاذنا الفاضل عبدالكريم برشيد ، رغم أن النشاط المسرحي عرف فتورا في فترة من الزمن إلا أن أستاذنا الفاضل ظل فكره يقظا، وعطاءه دفاقا، ولم يجف قلمه عن كتابات مسرحياته الرائعة، دمتم للمسرح عملاق هذا الزمان ومبدعه)

اذا كان نهر الأيام والليالي دائم التدفق، فإنه لا معنى لنهر الأفكار الا يكون متدفقا ايضا؟

اما الفنان الصديق محمد بهلول عزام، فقد كتب يقول:

(لا طعم للمسرح من دون وجود احتفالية المبدع الكبير واستاذنا الفاضل عبد الكريم برشيد وأينما حللت او ارتحلت نسيم حضورك يزكي المكان مسرحا ورقيا)

والاحتفالية الحقيقية موجودة في الحياة الحقيقية، والمبدع الصادق هو الذي يحبها ويعيها، ويترجمها في فنه وفكره وعلومه

رسالة الجني والجنية الى عالم الإنس

ويبقى السؤال : هذه الممثلة (الجنية) من اكتشف جنيتها؟

ومن اخرجها من حياتها اليومية العادية. إلى حياة المسرح السحرية؟

هو المخرج الجني بكل تاكيد، والذي شاركها التعييد المسرحي، واقتسم معها مخاطرة الدخول الى عالم الجن والملائكة

والمسرح اساسا هو شبكة من العلاقات المتعددة والمتنوعة، وتحديدا، العلاقات الجدلية بين عناصر ومكونات وطاقات مادية ومعنوية كثيرة جدا، ولهذا يكون من الضروري ان نتساءل، مرة اخرى:

من هو اول من قرا هذا النص المسرحي قراءة اخراجية؟

ومن اعاد كتابته، ومن حلله، ومن فككه، ومن ركبه تركيبا ركحيا جديدا؟

ومن كشف عن جوانبه السرية والخفية فيه؟

هو المخرج الجني دائما.. ذلك الذي اعطته حياته اسم رضوان الإبراهيمي

وقد يعتقد البعض ان الإخراج هو عمل تقني، سهل وبسيط، وانه فعل خارجي يمكن ان يضاف الى النص من خارج النص، وهذا اعتقاد خاطئ وواهم، وما قد يقوم به هو فعل بعيد كل البعد عن الإخراج المسرحي الحقيقي

إن فعل الإخراج هو اساسا ابداع، وكل ابداع لا يمكن ان يبدا من فراغ، ولكن مما هو كائن وموجود، والذي هو النص، او هو روح النص، وهذا الذي نسميه الإخراج هو في حقيقته كتابة اخرى، وذلك بلغات اخرى، وبابجديات اخرى، وبمفردات اخرى، وعليه، فإن كل كتابة إخراجبة خارجية، لا تلتزم بروح النص، فهي مجرد كولاج او هي مجرد بريكولاج او هي مجرد ميكساج، لا علاقة له بالفعل الإبداعي المسرحي الحقيقي

وبالنسبة للاحتفالي، فإن أسوا كل المخرجين هو المخرج الخياط، والذي يشتغل بالمقص، ويشتغل بالإبرة، ويشتغل بالخيط، والذي يكون في ما يفعله بالنص المسرحي مشابها ومعادلا لما يفعله الخياط بالثوب الذي يشتغل عليه، فيضيف اليه رقع من عنده، لتكون النتيجة وجود بدلة مرقعة، شبيهة بجبة الدروايش او بمرقعات المهرجين في السيرك

ولعل اسوا شيء في فعل الإخراج هو الحشو، وهو الإطناب، وهو الثرثرة في الكلام والمشاهدة معا، وهو الزيادات التي لا تزيد شيئا، وقديما قالت العرب ( الزيادة في الشيء نقصان) واعترف بأن كل اجتهادات المخرج رضوان الإبراهيمي كانت اجتهادات اخراجية معقولة ومنطقية، وانها قد ظلت في حدود النص، وفي إطار روح النص، وفي حدود رسالته الإنسانية والكونية

وفي النفس التاسع عشر من هذه الكتابة الاحتفالية، يصادفنا العنوان التالي (المخرج الاحتفالي صانع أحلام وفقيه احلام) وفيه يقول الاحتفالي بخصوص المخرج الاحتفالي (الجني) ما يلي:

(وهذا الفنان، الصادق في قوله و فعله، وفي فنه وفكره، وفي حلمه، هو الذي يبحث عنه الاحتفالي دائما، سواء في مسرحه الوجودي أو في مسرحه الإبداعي ايضا، وهو الفنان الذي يعيش قلق السؤال، ويحيا سؤال القلق بشكل دائم ومتجدد

ونعرف ان جدلية الداخل والخارج، تقابلها وتتقاطع معها جدليات أخرى كثيرة جدا، من بينها جدلية الكائن والممكن، وجدلية المحتمل والمحال، وجدلية الآني اليومي والآتي المستقبلي، وجدلية المحسوس والمتخيل، وجدلية الحلمي والوهمي، وانطلاقا من درجة التفسير الأسطوري وصلنا إلى التفسير العلمي)

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button