ناذرا الذي اطلع منا على الشعر العربي الحديث ولم يسمع بمظفر النواب، خاصة قصيدته الشهيرة التي تتغنى بشجن بعروس العروبة: فلسطين، وكثيرا ما أثارني هذا الاسم: مظفر النواب فله رنين فريد، فمظفر في لغة الأردو/الهندوستانية هو المنتصر أو الظافر، وكان آخر ملوك سلطنة دلهي مظفر شاه أي الملك المظفر، والذي كان قد ثار ضد الاستعمار الإنجليزي وطرد من الهند بعد فشل هذه الثورة في 1857/1858، ونفي إلى بورما حيث توفي. أما لقب نواب فله نفس المعنى العربي والمقصود في الأردو بنواب: نائب السلطان أو خليفة السلطان في منطقة ما.
وبالعودة إلى أسرة الشاعر الراحل فهي هندية هاجرت إلى العراق، وهناك من يؤكد أن الشاعر من أسرة عربية في الأصل هاجرت إلى الهند ثم طردت إلى العراق مرة أخرى، وأن أحد أجداده صار خليفة السلطان الهندي في منطقة هندية، ومن هنا اكتسب اللقبين، فهو الخليفة المنتصر، إلا أن الراجح أن الانجليز طردوا عائلته في القرن 19 والتجؤوا إلى العراق، ورغم ولادته في العراق وممارسته التعليم به، فقد واجه مشكل جواز السفر بل ومشكل التجنس، لذلك انتقل إلى عدة عواصم عربية وغربية بدون هوية سوى اللجوء وأحيانا بجواز سفر ليبي. وقد صدرت عدة أحكام ضده بالإعدام والسجن المؤبد، وتوفي في مدينة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة التي أقام فيها بعطف خاص من شيخها الدكتور القاسمي.
وقد صدرت له دواوين عديدة ، كما تم جمع أعماله الكاملة في مجلد خاص ، ومن أهم قصائده التي صارت بذكرها الركبان كما يقال وتختصر شعريا المرحلة الحالية وبنفس قرآني لا يخفى قصيدته عن العروس الفلسطينية أي فلسطين:
…وفلسطين عروس عروبتكم
أدخلتم كل زناة الليل
إلى غرفتها
ووقفتم تسترقون السمع
وراء الأبواب
تشحدون سيوفكم
………..
إن ذيل خنزير
لأطهر من أطهر أطهاركم
وكما جاء في القرآن الكريم: “يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله” صدق الله العظيم. سورة المائدة الآية 54.
*باحث