‏آخر المستجداتلحظة تفكير

عبدالحق عندليب: حذاري..

ـ تداعيات جرائم الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ـ

قبل كل شيء، ورفعا لأي لبس، وتجنبا لكل تأويل خاطئ، تعاطفنا القوي مع الشعب الفلسطيني لا تحده حدود. موقفنا الثابت لتسوية القضية الفلسطينية تسوية عادلة ومنصفة لا غبار عليه. نحن مع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومع حق عودة اللاجئين إلى وطنهم فلسطين. نحن نرفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. نحن مع إدانة المجازر الإرهابية التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وضد الشعب اللبناني في جنوب لبنان، والتي نعتبرها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لابد أن تتوقف فورا.

نحن نستنكر الدعم اللامشروط الذي تقدمه أغلب دول الغرب للعدوان الإسرائيلي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني. نحن ضد الصمت اللأخلاقي الذي تلوذ به أغلبية دول العالم. وهي بذلك تنقض التزاماتها الدولية القانونية والسياسية والحقوقية. وفي المقابل نحن مع حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.
بعد هذا التقديم الذي لابد منه، أريد أن أحذر من مغبة وأخطار التأثير السلبي لتداعيات جرائم الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، إذا لم نحسن نحن غير الفلسطينيين التعامل معها بالوعي الكامل وبالجدية المطلوبة وبالمسؤولية السياسية والأخلاقية اللازمة، حيث أن أي خطأ في التعامل بشكل متهور قد تترتب عنه لا قدر الله أخطار إشعال فتيل الفتنة داخل البلدان العربية وغير العربية من خلال إذكاء الطائفية الدينية والمذهبية والتعصب القومي والإرهاب الأعمى والكراهية والعنف والعدمية والشعبوية النزعة الانفصالية والنزعة اللاوطنية…
إن الدعم الحقيقي للقضية الفلسطينية ولكل القضايا العادلة للشعوب، لن يكون له أثر فعلي وإيجابي ومنتج دون الحفاظ أولا على الوحدة الوطنية لشعوبنا وترسيخ قيم الديمقراطية والتعايش في ما بين مكوناتها ونشر قيم الحوار الحضاري المسؤول والواعي بين نخبها بعيدا عن أية نزعة عدوانية أو استئصالية أو أي شكل من أشكال الإقصاء والازدراء والتخوين…
دون ذلك فإننا سنكون لا قدر الله مجرد حطب لمعارك وحروب تدور رحاها باستمرار وبهمجية دون أن تأتي بتحرير أرض ولا بإحقاق حق ولا بانتصار عدل ولا بإنصاف مظلوم…

‏مقالات ذات صلة

Back to top button