أسس المواطن الفرنسي من أصول جزائرية “رفيق شكات” منصة إلكترونية لمواجهة الاسلاموفوبيا ، ومكافحة مظاهرها بشكل أكثر تأثيراً وطرحها للمناقشة.
وتحدث شكات، وهو خريج قسم السياسة والقانون والفلسفة، عن المنصة التي سمّاها “إسلاموفوبيا” وعن أهدافها.
وقال شكات إن النقاش مستمر منذ سنوات طويلة في فرنسا حول استخدام مصطلح “إسلاموفوبيا” دون أن يتم حتى وضع تعريف له.
وأوضح أنه بينما يتعرض المسلمون في البلاد للإهانات والتصرفات المسيئة، لا يزال مصطلح “إسلاموفوبيا” مرفوضا من قبل العديد من الأشخاص في المؤسسات الرسمية، والإعلام والسياسة، وأن هذا الوضع يعيق النقاش والحديث عن تعريف الإسلاموفوبيا والتصرفات التي تشملها.
تدشين منصة ” إسلاموفوبيا “
وذكر أنهم يهدفون من خلال المنصة، لتسهيل طرق مكافحة الإسلاموفوبيا.
وحول فكرة إطلاق المنصة، قال شكات إنها نتاج سؤال حول ” ما الذي يمكننا فعله من أجل مكافحة الإسلاموفوبيا؟”
وأشار إلى أنه في عام 2019، وعقب الاعتداء على مسجد في “بايون” جنوب غربي فرنسا وإصابة شخصين جراء الهجوم، والاعتداء اللفظي الذي تعرضت له سيدة محجبة من قبل سياسي يميني متطرف من حزب التجمع الوطني أثناء اجتماع للمجلس الإقليمي لمنطقة “بورغون-فرانش-كونتي”، سأله أحد الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الخطوات الملموسة التي يمكنهم القيام بها فيما يخص مكافحة الإسلاموفوبيا.
ولفت إلى أن قانون “الانفصالية الإسلامية”، الذي تغير اسمه بعد ذلك بسبب ردود الفعل الغاضبة إلى “مبادئ تعزيز قيم الجمهورية”، هو قانون يستهدف المسلمين في المقام الأول، وأنهم سعوا كثيراً لمكافحته، ولهذا السبب قاموا بتدشين منصة الإسلاموفوبيا في الثالث من فبراير الجاري.
ونوه الى أن المنصة ستمارس أنشطتها من خلال الإنترنت وأنهم سيقدمون محتوى متنوعاً مثل الفيديو والبودكاست والأفلام الوثائقية للوصول إلى شرائح مختلفة من المتابعين، بالإضافة إلى إصدار مجلة باسم “الشروط” (Conditions) ثلاث مرات سنوياً.
ضغط سياسي على المسلمين في فرنسا
وأضاف شكات أن المنصة ستتناول تأثير الإسلاموفوبيا على المسلمين وحياتهم اليومية، بالإضافة إلى جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً على أن المنصة ستلعب دوراً مهماً في فهم ما يعانيه المسلمون في فرنسا.
وأفاد بأن المحتوى الموجود على الإنترنت بخصوص الإسلاموفوبيا مشتت وغير منظم، وأنهم يهدفون من خلال المنصة لجمع كل المعلومات والبيانات اللازمة لمكافحة الإسلاموفوبيا في مكان واحد.
وأوضح أنهم يأملون أن تتمكن المنصة من تناول الإسلاموفوبيا بكل جوانبها، بغية تسهيل طرق حل هذه المشكلة، مشيراً إلى أن مكافحة هذه الظاهرة مثل “سباقات المسافات الطويلة” تحتاج عزماً ومثابرة.
وقال إن محتوى المنصة بالكامل سيكون مجانياً والوصول إليه متاح للجميع – باستثناء المجلة- بهدف إزالة العوائق أمام كل من يرغب في الاهتمام بموضوع مكافحة الإسلاموفوبيا.
وتابع: المنصة ستركز أكثر على الإسلاموفوبيا في فرنسا، بينما ستتناول المجلة ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا وأماكن مختلفة حول العالم.
وشدد شكات على ضرورة عدم إغفال البعد الدولي للإسلاموفوبيا، مشيراً إلى أن أي شخص معاد للإسلام والمسلمين دائماً ما يكون لديه رسالة للمجتمع الدولي.
ولفت إلى وجود ضغط سياسي تجاه المسلمين في أوروبا وخاصة فرنسا، مشيراً إلى أهمية مبادرة كل المسلمين لتخفيف هذا الضغط.
وزاد “هناك ضغط متزايد على المسلمين في فرنسا، وخاصة من قبل المسؤولين. وهناك رغبة في إسكات أصواتهم. والمبادرات الشخصية التي على شاكلة هذه المنصة، ستسهل مكافحة الوضع. والمهم بالنسبة لنا إثبات أن المسلمين في فرنسا لم ييأسوا أو يستسلموا.”
(الأناضول)