‏آخر المستجداتفنون وثقافة

في رحاب قصيدة الملحون المعاصرة : تجربة أحمد بدناوي وآفاق التطوير الممكنة (8 الأخيرة)

كتب: د . مولاي علي الخاميري

مدخل عام :

لما كنت أتحدث عن شعر الملحون المعاصر ، وأصرح بأن معظم شعرائه هم أدعياء في المجال ، وثقافتهم محدودة ، وإبداعهم عام ومكرر ، وجلهم ( شعراء ) بالتقليد الممل ، والمُقلِّد يُفتضَح أمره عند المقارنة ، وتظهر درجة أقدامه في أسفل السلم…..قلتُ كان بعض الإخوة والأصدقاء الذين لا يحبون سماع مثل كلامي يطالبونني بالدليل ، وهم في ذلك يفصحون عن غايتين متناقضتين : غاية حسنة تريد الوقوف على الأمثلة المُبَيِّنة للخلَل من أجل المعرفة وتدارك ما يمكن تداركه ، ويمثلون القلة ، ثم غاية ثانية وأصحابها من ذوي النيات الفاسدة ، ممن يرون أنهم فرسان الميدان الوحيدون ، وكل وصف بنقص أو همز ولمز يتوجسون منه ، ويعتبرون أنفسهم هم المقصودون ، وأن جماعتهم وأحلافهم يجب أن تتصدى للخطر المُحذِق بهم ، وبالمقابل أشهد الله على أنني لم أقل كلمة ، ولم أكتب سطرا إلا بوحي من نموذج اطلعت عليه ، بل من نماذج متعددة ومتنوعة وشاملة لكل المناحي التي خُضتُ فيها لحد الآن ، ومع ذلك كنت أترفع عن التمثيل ، لأن الهدم ، وكشف الهَنَّات ليس هو المقصود ، فالأمل لا زال معقودا ، والتجارب ينبغي أن يُفسح لها أكثر ما دام الزمن مُسعفا حتى تتجاوز بعضُ الأسماء الواعدة العثرات المحسوبة عليهم بعد أن تنضج تجاربهم ، ويُصقَل وعيهم ، وتكبر مساهماتهم ، فاكتفيت بالتذكير دون التصريح ، أو التجريح ، وهذا مبدأ يحسب لي ، ويُظهِر سلامة طويتي اتجاه الأدعياء والأصدقاء .

ومن باب الإنصاف والإجابة عن سؤال النموذج المطروح بإلحاح قررت أن أخوض في تجربة شعرية معاصرة لشاعر معاصر ، استطاع أن يربط ما بين أجيال الملحون بثقافته الواسعة ، وقوة إبداعه ، وسلامة تصوراته ، وتسخيره لشعر الملحون تسخيرا تاما ومتوافقا مع روح عصرنا ، دون أن يَشِذَّ عن مسيرة الأجداد ، أو ينفصل عنها ، أو يشوه معطياتها الفكرية والفنية تحت دوافع ذاتية سلبية ومنغمسة في متعاليات الأنا والجماعات العليلة .

شيء آخر أود أن أصل إليه عن طريق قراءة تجربة الشاعر أحمد بدناوي ، ومن باب أن المقال يتضح بالمثال لأُوقِفَ أولئك الباحثين عن الأمثلة على تجربة الشاعر المذكور ، وأرسم أمامهم معادلة إيجابية معطاءة ، وبعيدة عن التحدي والتحديد بالإسم أو الوصف ، وتقمص أدوار الخصم اللذوذ اتجاه تجربة لا زالت لم تكتمل ، ولا زال أصحابها لم يقفوا فيها على أرجلهم بثبات ، وهذا هو ما أسميته بالأمل المعقود على بعض الأسماء السائرة على نهج البناء والتجريب والاجتهاد…..أقول للجميع ها هو المثال المطلوب ، وليَقِس كل منكم ما يكتبه بنفسه ، ولتكن له جرأة الاطلاع الواعي ، والاعتراف النهائي عند المقارنة بالقصور الملاحظ ، وأتمنى أن يتسلح كل مطلع بشجاعة النقد الذاتي الإيجابي ، ويحاول أن يصلح ما يمكن إصلاحه ، ويتعرف على مكانته ومرتبته الحقيقية ضمن مملكة شعراء الملحون الأماجد ، ولن أضيف شيئا سوى تجديد دعوة التتبع والمطالعة ، والانكباب على ما يساعد كل خائض في شعر الملحون على تَمَلُّكِ الرؤية الصافية ، والمعرفة الضرورية حتى نُبقِي جميعا على نبض الحياة والتطور والتجديد داخل قصيدة الملحون ، فبدون ذلك لن نعثر على شعر ، ولن نحتفي بشاعر .

الحلقة الثامنة والأخيرة : تذكير وخلاصات

أريد أن أنهي هذا الموضوع بالتذكير والتأكيد على ما قلته في حق الكثرة من شعراء الملحون المعاصرين ، فالمناسبة شرط كما يقول علماء الأصول ، ونحن قد تحدثنا بإسهاب يشفي شيئا من غليلنا وتطلعاتنا لمعنى الشعر والشعراء كما أراه وجوبا وقصرا على حضيرة فن الملحون ذات الأمجاد التليدة ، والمستويات السَّنِيَة الملاحظة فيما مضى من العصور ، وبواسطة أعلام سموا بالشعر المذكور إلى قمم المجد والتجويد ، فلا غرابة ممن اطلع على شعر الفحول ، واختلطت هويته الإبداعية به ، بل تتلمذ على نبراس شيوخه الأجلاء زمنا طويلا
أن يخون أمانته العلمية ، ويستحي من الجهر بالحقيقة المُرَّة والمتصلة في أغلبها بما يدور في ساحتنا المعاصرة .

لم أكن مفتخرا بنفسي يوما ولكن سأقول للمناوشين كالذباب على حِجر حصان أصيل تفضلوا بأشعاركم ، وتفضلوا بقراءاتكم وتحليلاتكم ونَقَدَاتِكُم ، وحَلِّقُوا فيها كما حَلَّقتُ وتساميت أثناء قراءتي لتجربة الشاعر بدوناوي الفريدة التي يشيد بها الجميع ، وتستحق الاحترام والتقدير ، وتنعش فينا الأمل بدل الخوف على قصيدة الملحون ، فالساحة غير محروسة ، ولم تَتَمَلَّك لأحد ، ولن يدوم فيها إلا الجيد المتلألئ والمحافظ بجد واجتهاد وتطوير لأئق بشعر الملحون ، أما غير هذا من فعل التكالب وعصاباته المتناثرة هنا أو هناك فلن يكتب له النجاح ولو تعاظمت أحجام الادعاء والنفخ المفضي بالتأكيد إلى سراب مخادع وكذاب .

لن أزيد شيئا عما ذكر ، وسأصمت لأنني أريد أن يكون الختم مناسبا لقدر التجربة إبداعا وقراءة ، ونلوذ جميعا بالروح العلمية المطلوبة والحاسمة ، ولنعمل على ما يفيد جمهور القراء الذين يظهرون ويعترفون ويستفيدون ، وكذلك الذين يتوارون ويختفون ويجحدون ، ويتوهمون أنهم وحدهم سَدَنَة قصيدة الملحون ، والمالكون بصيغة الحصر لحقوق الحديث عنها ، فالرأي الدائم لهم ، وكله حسب زعمهم صواب وإيجابية وإن بُنِي على إعجاب ذاتي متوحش وفارغ ، وعلى فرضيات وخلاصات جافة وخاطئة ، وناقصة ، وليست لها أية صلة بقواعد العلم ، وضوابط المعرفة ، لا في الملحون ، ولا في غيره من صنوف الإبداع الأخرى .

انطلاقا مما قلت سأعيد بتوسع طرح أسئلة جديدة وقديمة ، جامعا فيها جل المواقف بخلاصات وإضافات :

أ – هل ما يكتب من شعر الملحون المعاصر في الأغلب يكون حائزا على المواصفات القرائية الفائتة ، ويُؤسس على منحى ذاتي واضح ، ويُنسَج على مفهوم ثقافي شامخ وعارف بأشكال القول ، له انطلاقاته المتعددة ، وتصوراته الضابطة لمجرى المعنى والمبنى ، ويملك رغبة مثلى صادرة عن رؤية قاصدة للبناء المتطور ، وفاتحة لباب الاجتهاد الإيجابي المطلوب؟.

ب – هل وجدنا في تجربة الشاعر بدناوي تكرارا وتقليدا أعمى للأجداد والآباء كما نجد ذلك في أمثلة عديدة مشوهة ، ومستندة على صور فظيعة ومتهلهلة في معظم ما ينشره من يصفون أنفسهم ب ( الشعراء ) المعاصرين ؟ .

سبق لي في مقال آخر أن قسمت شعراء الملحون المعاصرين إلى ثلاثة أصناف هم :

الصنفُ المُقَلِّد وهو الأدنى في السلَّم ، والأكثر في الواقع ، والصنف المُكتفِي بالفِطرة الجامدة التي تقود إلى التقليد الفاسد في النهاية ، ثم الصنف المُدَرَّبُ والخبيرُ بمسالك شعر الملحون ، وله تجربته الرائدة التي تدل عليه .

وخير مثال لمن يطلبه ، ويلح في طلبه هو ما تضمنته تجربة الشاعر بدناوي من أسس الإبداع الواضحة والمتطورة مقارنة بمعطيات شعر الملحون ، وبمسيرته الزمنية الطويلة ، فقد استطاعت تلك التجربة أن تلخص لنا ما معنى شعر الملحون ، وتحافظ على معالمه وقواعده الفنية والفكرية ، وأن تجتهد بما يتلاءم مع روح العصر .

وعلى رأسها تلك الضوابط الأولية والضروية في كل تجربة إيجابية معاصرة كما أشرت لها في مقال سابق ، وأعيد نشر ما يتعلق منها بالصنف الثالث المتعلق بأصحاب الخبرة والدربة والعلم ، وأصحاب النظرات المتفردة ، وهذا الصنف قليل جدا وجودا وممارسة فيما يروج من أسماء في ساحة الملحون المعاصرة ، وله شروطه المتعددة والمستفادة من معاني الإبداع ، ومما وصلت إليه قصيدة الملحون على مستوى الأفكار والبناء ، ويمكن اختصارها في العناوين الأربعة التالية :

الشرط الأول هو شرط الإضافة المتميزة ، ومعناه أن تكون للشاعر قدرة على تحويل المشترك العام ، المتاح للجميع إلى شيء ذاتي متفرد ، قد ولد في سياقه الزمني والمكاني ، فلا ينبغي تكرار ما كتبه الأجداد وبمستوى رديء جدا ، يسيء للكاتب ، ويسيء لقصيدة الملحون ، ثم يتشدق صاحبه ويزعم أنه شاعر ، كان الشعراء القدامى واعين بهذا المعطى ، وكان تميزهم وتكوينهم القوي يشفع لهم في التزاحم والتسابق على مضمار واحد وبإضافات واسعة ، تُستمد من الذات الشاعرة والمُلهمَة في دواخلها ، وهي غير مُقلِّدة في مشروعها الإبداعي .

الشرط الثاني هو إبراز التطور الحاصل ما بين كل تجربة وتجربة ، وما بين كل شاعر وآخر ، وما بين كل قصيدة وقصيدة ، فالمواضيع المتشابهة أو الموحدة عائق أمام المبتدئ الفارغ ، ولكنها لن تكون عائقا إذا جرت على أياد متمرسة ، وقد خَبِرت دروب شعر الملحون المختلفة ، وقد حصل هذا فعلا ، فكم من شاعر كتب في موضوع الحراز ، وكم من شاعر كتب في موضوع الحجام ، وكم منهم كتب في موضوع التصليات ، والموضوع الأبرز هو موضوع العشاقي الواسع ، فالشعراء فيه لم يكتفوا بالتوافق على الأسماء فقط ، وإنما تباروا حتى على صعيد التجويد والتميز في أدائهم الإبداعي ، ولا فرق هنا بين شعراء كبار ، أصحاب الصفوف الأولى ، ولا بين الصفوف المتوالية ، فالكل قد أبدع وأجاد ، وَبَزَّ الأقران والشيوخ ، وكل مرحلة تنتهي بلمسات متجددة على مستوى القول الشعري القوي فكرا وفنا .

الشرط الثالث شرط المتعة : هو شرط أساسي في كل إبداع شعري ، صيغ بوضوح وتفنن ، فالإبداع الملحوظ في تجاربهم لم يقف عند الشكل أو المضمون ، أو عند الصورة المرئية ، أو رصف الألفاظ بلا أهداف ، وإنما كانت شاعريتهم تتحقق وتحرص على تضمين المتعة المتنوعة في البناء والرؤى ، وهذا الجانب أضحى ضعيفا ، أو منعدما في شعر المعاصرين ، والسبب في نظري هو تواضع معرفتهم بشعر الملحون ، وعدم نضج واستقلال ذواتهم وتجاربهم استقلالا إبداعيا ، ووالأفظع هو جهلهم بوظيفة الإبداع ورسائله المتنوعة ، وافتقارهم للشيخ الدال على الطريق المختارة من طرق الإبداع المتعددة .

وعلينا أن نحتكم ونقارن بين الشواهد الناطقة بالإبداع الجلي المتفرد في سماته ورؤاه ، وبين تلك التي تغرق في ظلام التقليد والاجترار ، فشتان ما بين المنحيين من فروق فارقة كالفرق الفاصل ما بين السماء والأرض .

ملاحظة أخرى يجدها القارئ في إبداع  مجموعة من الشعراء المعاصرين إذا تكرر في موضوع واحد ، وعبر قصائد متتالية فبسرعة تستطيع أن تكتشف الهنات ، وتقف على مقدار الانحدار في مسارهم للأسباب المذكورة آنفا على عكس القدامى ، فكلما عادوا إلى الموضوع إلا وأتوا فيه بما لم يأتوا به في القول السابق ، ولهذا برعوا في الإبداع الجميل المتواصل رغم ضيق تلك المواضيع .

الشرط الرابع هو تحقيق التراكم المتنوع ، الدال على مواصلة المسير ، والحامل لمعالم التجربة الإبداعية علة مستوى النفس والمكان والزمان ، وغيرها ، فلا يمكن أن يدعي الشعر مَن كتب بضع ورقات ساقطة ، وجافة ، وذات امتداد متذبذب ، ومفكك من جهة المعنى والمبنى ، ومكرر المحتوى ، والحال أن بعض المعاصرين تدور حول أشعارهم شكوك ، ومنهم من يتهم بالسرقة والنحل وإغراء ضعاف النفوس من المتمكنين الراحلين والأحياء ، وهذا مفهوم جديد وإضافي لمعنى التراكم خاص بشعر الملحون ، فقد كان شعراؤه وعبر العصور يتزاحمون في مواضيع محددة في العدد ، وضيقة في مداها الفكري والفني ، ومع ذلك يبدعون بوتيرة متواصلة تضمن حصول التراكم المنشود ، وبنفَس فكري وفني متغير ما بين شاعر وآخر ، وأنا هنا سأستشهد بعدد الشعراء الذين كتبوا في موضوع الحراز مثلا ، وجلهم أبدع وتبارى فيما بينه ، وبعدد مَن كتب في موضوع العشاقي ، وفي اسم واحد كفاطنة وزهرة وخدوج على سبيل المثال ، وستجد التمايز فيما بينهم واقعا وواضحا ، وهو الوضع الذي بُهِت في شعر المعاصرين ، وطُمِس بسبب التقليد الأعمى ، وضعف الزاد الثقافي المتعلق بالملحون على مستوى الفطرة التي تَكَلَّسَت أدوارها أمام قيود التقليد المُكَبِّلة ، أو أمام ضعف المعرفة الملحونية المكتسبة بطرق تُعلِي من قَدر التقليد ، وتميل إليه بشهوة كبيرة على حساب الإبداع والابتكار والتطور ، فالشاعر المعاصر في عموم الأسماء الرائجة على الساحة لا يستطيع أن يتخطى العوائق المذكورة ، ومن باب اللياقة أتسامح مع بعض الأسماء ، وأعتبرهم شعراء ولكن على نمط التقليد فقط ، وللأسف فنسبة كبيرة منهم لا ينتبهون إلى معطى إمكانية المقارنات الواسعة المتاحة لعموم القراء والنقاد والباحثين بسهولة يقينية ، تزيد المتفحص منهم ، الخبيرَ المتشبعَ بمنجزات الآباء والأجداد إيمانا بأقواله وأحكامه ، وتشعره باطمئنان ، يقيه من الخطأ والزلل ، أو الظلم ما دام التقليد موجودا ، وبالمقدار الضخم الملاحظ فيما يكتب وينشر .

ولن أقول إنني بما أنجزته وكتبته على تجربة الشاعر أحمد بدناوي في هذه الدراسة قد أحطت بها ، أو اسوفيت النظر إلى جميع محتوياتها ، فهذا القول لا يستقيم مع رحابة أفقها ، واتساع مضامينها ، وتنوع روافدها ، وأستطيع أن أُذَكِّرَ بنماذج من عناوين ، لا زالت تثيرني ، وتستهويني ، وتدفعني إلى القراءة والتحليل مرات ومرات ، وأستطيع أن أذكر منها ما يلي :

  • موضوع الغزل فله نكهة خاصة ، متصلة بالذات وبثنائيات الرجل والمرأة ، وبالفضاء الواسع في شعر الملحون ، وشعر شاعرنا أحمد بدناوي .
  • موضوع الاحتفال بالأمكنة وما تضمنته من إشارات كثيرة ومتنوعة ، دالة على حب الوطن والتعلق بمسقط رأس الشاعر مدينة مراكش .
  • موضوع الوصف وتجلياته النفسية والواقعية .
  • الموضوع الاجتماعي وشيوع نبرة الهزل
    والرفض والهجاء فيه بلمسة عصرية وساخرة .
  • المواضيع الفنية التي تهم قصيدة الملحون كموضوع السراريب ، وصلة شعر شاعرنا ببعض شعراء الملحون المتقدمين ، ولاسيما الكشف عن الروابط الممكنة بين شعر بدناوي وشعر بعض الشعراء الكبار أمثال : المصمودي والعلمي ومحمد بن سليمان رحمهم الله ، فلهم تأثير ملاحظ على قريحة في شاعرنا ، ومسيرته الإبداعية .

أتمنى أن يمن الله علينا بوقت قادم وفسيح ، يسعفنا بالصحة والعزم للعودة إلى تجربة تجربة شاعرنا ، والاستزادة منها ، وتتبع ما تبقى من محاورها ومحاصيلها ، فهي أهل بمكرمة القراءات المتكررة ، والاحتفال المتواصل ، وتستحق العناية الدائمة ، والعَوْدَ المتكرر ، والإنجاز الكاشف لملامح الفكر ، ومعالم الفن ، وعمق الإبداع .

‏مقالات ذات صلة

Back to top button