كتب: محمد بوخزار ــــــــــــــــــــ
برز انطباع في اسبانيا، مفاده أن زعيم الحزب الشعبي، المرشح لرئاسة الحكومة ؛ يضيع الوقت السياسي، دون أمل في وصوله إلى هدف يسعىاليه؛ مكرها من طرف حزبه، أوتحقيقا لرغبة ذاتية مشروعة ودفينة؛ في مواجهة تيار يسعى إلى إبعاده من زعامته؛ لدرجة أن التيار الذي لم يعلن عن نفسه صراحة؛ يعمل على تأجيج نار الخلاف بين المتنافسين على رئاسة الحكومة : نونييث فييخو وبيدرو سانشيث.
منتقدو” فييخو” داخل حزبه، يحملونه مسؤولية إخفاق سياسةالتقارب مع ” فوكس” التي انتقلت من التحالف القوي في الانتخابات المحلية، إلى التنصل منه والابتعاد عنه، أثناء الاقتراع على رئاسة مجلس النواب؛ يعود بعدها ” فييخو” طالبا مساندة الحزب اليميني المتطرف بزعامة ” أباسكال” لتأييده في معركة رئاسة الحكومة، وذاك ما ظفر به بسهولة، دون الانتباه إلى أنه، يبيض صورة “فوكس” وإبرازه للرأي العام الاسباني ؛ كحزب يؤمن بالمؤسسات الدستورية والتداول على السلطة.
ولا يعرف، كيف يوفق “فييخو” بين طلب التصويت المؤيد، في مجلس النواب؛ من قوتين متعارضتين حد العداء: فوكس والأحزاب القومية الكاتلانية.
خلطة يراها ملاحظون، مستحيلة؛ ما جعل آخرين، يميلون إلى الاعتقاد،أن زعيم الحزب الشعبي، يخوض في الحقيقة، معركة البقاء زعيما للشعبي؛ مقاوما التيار الزاحف نحو الرئاسة. يقوي ذات الانطباع؛ الاكثار من الاقتراحات والوعود، بما فيها المستحيلة، التي عرضها فييخو أمام سانشيث،من قبيل تقسيم الولاية الحكومية إلى مرحلتين؛ يتم في الأولى توقيع اتفاق بين الحزبين الكبيرين، بخصوص الاصلاحات السياسية والمؤسساتية الكبرى. اقتراح رفضه “سانشيث” فورا، قائلا لمنافسه: كف أولا عن عرقلة تجديد جهاز السلطة القضائية المجمد؛ لاختبار نية الإصلاح عندك!!!.
في سياق آخر ، لم تصدر عن الاحزاب، القومية الرافضة، أية إشارة تراجع؛ رافضة الجلوس مع ” فييخو”؛ وبالتالي، فإن تعويل الاشتراكيين عليها ما زال قائما؛ خاصة وأن الاحزاب الكاتلانية، تميل نحو إبداء مرونة نسبية، بخصوص مطالبها؛ فبدل الإلحاح الشديد، على تنظيم استفتاء منح الاستقلال للاقليم، وقيام جمهورية؛ لوحظ تراجع في نبرة الرفص والعداء للنظام السياسي، نحو التركيز على المطالب القابلة للنقاش والتطبيق العملي؛ من قبيل إقرار عدالة اجتماعية ومجالية موسعة، مراجعة السياسة الترابية، وأيضا إيجاد صيغة عفو عام عن المدانين في محاولة إعلان الجمهورية في كاتالونيا عام 2017 ، من جانب واحد؛ وكذا إبعاد سيطرة القضاء الصارمة على النشاط السياسي في الإقليم، جهة التقليل من المحاكمات.
الاشتراكيون يشتغلون ويناقشون تلك الأجندة، بروح براغماتية ، فيها أخذ ورد، وليس بتغليب منطق الثأر والأحقاد بين المختلفين.