تنطلق منافسات كأس العالم 2022، ولأول مرة في بلد عربي، وتحديدا في قطر، حيث ستجمع أعتى المنتخبات عالميا، ويحمل المنتخب الفرنسي لقبها الذي أحرزه في دورة روسيا 2018 ، ولا يزال “الديوك” من بين أبرز المرشحين لنيل اللقب العالمي.
ويتطلع المتابعون والمهتمون بشغف إلى معرفة هوية بطل الدورة ال22 ، التي تقام بمشاركة 32 منتخبا، قبل رفع العدد إلى 48 اعتبارا من الدورة المقبلة التي تحتضن نهائياتها ثلاثة بلدان لأول مرة في تاريخ المسابقة (كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية)، خاصة في ظل الصراع اللاتيني الأوروبي على مدار الدورات السالفة. ويعرف مونديال قطر تنافس عدد من المنتخبات التي سبق لها نيل اللقب، وستكون مرشحة للتتويج .
ومنذ تتويج منتخب البرازيل بطلا لمرتين متتاليتين، في مونديال السويد 1958 ثم في مونديال الشيلي 1962، لم ينجح أي منتخب نال هذا الشرف في الاحتفاظ بلقبه، بالرغم من بلوغ بعض المنتخبات المباراة النهائية مرتين متتاليتين، على غرار منتخب الأرجنتين ،الذي توج بلقب مونديال المكسيك 1986 على حساب نظيره الألماني. وثأر منتخب ألمانيا بعد ذلك لهزيمته ونال اللقب على حساب منتخب الأرجنتين في مونديال إيطاليا 1990، وهناك أيضا منتخب البرازيل الذي فاز بدورة الولايات المتحدة 1994 ثم خسر اللقاء النهائي لمونديال 1998 أمام منتخب فرنسا. وبعد ذلك، سجل حامل لقب الدورات الموالية نتائج مخيبة، حيث ودعت منتخبات فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا المونديال من الدور الأول على التوالي في دورات 2002 و2010 و2014 و2018 بعدما نالت اللقب سنوات 1998 و2006 و2010 و2014، بينما كان منتخب البرازيل (حامل لقب مونديال 2002) أفضل حالا بخروجه من دور الربع في الدورة التالية التي جرت بألمانيا سنة 2006. ويدخل المنتخب الفرنسي مونديال قطر 2022 بصفته حامل لقب المسابقة، ويعد أحد أبرز المنتخبات المرشحة للتتويج بطلا للدورة، لكنه سيكون مطالبا في البداية بكسر اللعنة التي تكررت في آخر أربع دورات بخروج حامل اللقب من دور المجموعات، ومن ثم المضي إلى أبعد مدى ممكن. من جانبه، يعد المنتخب البرازيلي الوحيد الذي شارك في جميع دورات المونديال، وهو الأكثر فوزا بلقب البطولة (خمس مرات)، ويدخل مونديال قطر بذكريات المرة الأخيرة التي حقق فيها اللقب وكانت في القارة الآسيوية وتحديدا قبل 20 سنة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002.
وحجز منتخب “الصامبا” بطاقة تأهله إلى المونديال القطري مبكرا، إذ كان أول منتخب من أمريكا اللاتينية يحجز مقعده في النهائيات، بعدما أنهى مشوار الإقصائيات في صدارة مجموعته برصيد 45 نقطة حصدها من 14 فورا وثلاثة تعادلات، وبدون هزيمة. ويرحل المنتخب البرازيلي إلى قطر معززا بكوكبة من نجومه المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى، وسيبدأ مشواره في المنافسات من المجموعة السابعة التي تضم أيضا منتخبات صربيا وسويسرا والكاميرون. من جانبه، يشارك المنتخب الأرجنتيني في المونديال القطري بأفضلية واضحة بعد أن جدد العهد مع الألقاب بتتويجه بلقب كوبا أمريكا 2021 ، وتتويجه مؤخرا بلقب كأس الأبطال التي تجمع بين بطل كوبا أمريكا وبطل اليورو، بعد فوزه 3-0 على المنتخب الإيطالي، الغائب الأبرز عن مونديال قطر، في فاتح يونيو الماضي. ويمني النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بقيادته منتخب “التانغو” إلى التتويج بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه بعد دورة الأرجنتين 1978 بقيادة ماريو كيمبس، ودورة المكسيك 1986 بقيادة الأسطورة الراحل دييغو أرماندو مارادونا، وبالتالي تتويج مسيرته الأسطورية بلقب أرقى التظاهرات الكروية. وبالنسبة لمنتخب الأرجنتين فإنه يعتبر مرشحا قويا آخر لنيل اللقب خاصة وأنه سبق له خوض 33 مباراة بدون هزيمة تحت قيادة المدرب ليونيل سكالوني.
أما منتخب ألمانيا فيتطلع لتفادي خيبة أمل مونديال روسيا 2018 الذي ودعه من الدور الأول بعد أن توج بطلا لمونديال البرازيل 2014، رغم ارتفاع سقف الآمال لدى الألمان بعد الفوز بلقب كأس القارات قبل انطلاق مونديال روسيا بعام واحد، وبتشكيلة غابت عنها العناصر الأساسية. كما يطمح المنتخب الألماني لمحو الصورة الباهتة التي ظهر بها في الدورة السابقة من المونديال بقيادة مدربه هانز فليك الذي يسعى لتصدير ثورته مع بايرن ميونيخ (فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مع فليك عام 2020) إلى المنتخب الذي تأهل إلى مونديال قطر بعد أن احتل المركز الأول في المجموعة العاشرة للإقصائيات الأوروبية عقب انتزاعه تسعة انتصارات وتعثر في مباراة واحدة فقط. أما المنتخب الإنجليزي فمنذ تتويجه باللقب العالمي للمرة الوحيدة في تاريخه عندما استضافت إنجلترا مونديال 1966، لم يستطع تكرار الفوز باللقب، لكنه يدخل دورة قطر متسلحا بجيل ذهبي بقيادة المدرب جاريث ساوثغيت الذي قاد المنتخب الإنجليزي لبلوغ المربع الذهبي في مونديال روسيا 2018، ثم إلى نهائي يورو 2020، الذي خسره بضربات الترجيح أمام نظيره الألماني. وحسم المنتخب الإنجليزي تأهله إلى مونديال قطر عقب احتلاله المركز الأول في المجموعة التاسعة للإقصائبات الأوروبية برصيد 26 نقطة من ثماني انتصارات وتعادلين، ولم ينهزم في أي مباراة، وسيخوض منافسات المونديال في المجموعة الثانية رفقة منتخبات الولايات المتحدة وإيران وويلز. وإلى جانب المنتخبات الخمسة السابقة، توجد العديد من المنتخبات الأخرى التي تتوفر أيضا على حظوظ للمنافسة على لقب كأس العالم، مثل المنتخب الإسباني الذي بلغ المربع الذهبي لليورو 2020 ونهائي دوري الأمم الأوروبية 2021 (خسره أمام منتخب فرنسا 1-2).
وسيكون مشوار منتخب إسبانيا صعبا نسبيا بالنظر إلى تشكله من العديد من العناصر الشبابة والتي تفتقر إلى الخبرة في منافسات مثل كأس العالم. وبخصوص المنتخب البرتغالي، بطل يورو 2016 بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو، فيتوفر على حظوظ جيدة للمنافسة على اللقب، في ظل امتلاكه عناصر مميزة في مختلف الخطوط، بشرط أن يتمكن مدربه فيرناندو سانتوس من إيجاد الطريقة المناسبة لتوظيف النجوم الذين يكتظ بهم الفريق. ويمثل المونديال الحالي الفرصة الأخيرة لجيل بلجيكا الذهبي الذي يضم أسماء من طينة تيبو كورتوا وكيفن دي بروين وإدين هازارد وروميلو لوكاكو، أما منتخب هولندا، فيسعى لطرد النحس في كأس العالم والتتويج باللقب العالمي بعد أن خسر المباراة النهائية لكأس العالم ثلاث مرات سنوات 1974 و 1978 و2010. ويعول منتخب “الطواحين” على خبرة مدربه المخضرم لويس فان غال، الذي قاد المنتخب الهولندي لاحتلال المركز الثالث في مونديال البرازيل 2014، وذلك لتعويض الفوارق التقنية مع المنتخبات الأخرى.