(كش بريس/ محمـد مــروان) ـ شهدت يوم أمس أطوار المباريات النهائية على غرار سابقاتها الإقصائية برسم إجرائها في إطار النسخة الثانية للتظاهرة الرياضية ” كأس مدارس تامنصورت ” في كرة القدم، عدم حضور جميع رؤساء السلطات المحلية والمنتخبة، ورجال الدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية..بتامنصورت، وكأن هذه التظاهرة تجرى أطوارها في عالم آخر خارج النفوذ التابعة لهؤلاء الرؤساء، غياب للأسف الشديد سجلته للسنة الثانية على التوالي عدسات كاميرات عدد من المؤسسات الإعلامية الوطنية والمحلية، وممثلي المنابر الصحفية التي واكبت هذا الحدث
الرياضي منذ انطلاقه خلال شهر ماي المنصرم، الشيء الذي يجسد بكل وضوح وبشكل جلي مدى درجات الإهمال والتهميش ولامبالاة المسؤولين التي استفاضت واستطال انتشار رقعتها حتى أصابت ناشئة سكان تامنصورت، ما تترجم جل معالمه الظاهرة للعيان ولكل زائري ملاعب القرب الثلاثة بحي الشطر السادس بهذه المدينة، التي احتضنت إجراء مباريات هذه الدورة على أرضية من نوع العشب الاصطناعي المتهالك المهترئ بفعل التقادم وعوامل الزمن وقلة الصيانة، مدة تجاوزت عشر سنوات، بالإضافة حسب ما أدلى به عدد من رواد هذا المرفق من الجمعيات الرياضية إلى
عدم ريه وسقي عشبه بالماء مدة قد تجاوزت هي الأخرى السنتين على أقل تقدير، نتيجة افتقار مكان هذه الملاعب منذ إحداثها إلى بئر تستغل مياهه لهذا الغرض، ما جعل الرمل تعلوه ومواده ( البلاستيكية ) تنبعث منها روائح الله أعلم بما تلحقه من أضرار بصحة البشر، ناهيك عن عدم وجود مستودعات للملابس، بينما هناك فقط مرفقين صحيين، أحدهما مغلق على الدوام، والثاني لايتم فتحه للعموم إلا إذا قام أحد الحارسين بجلب برميل من الماء لتنظيفه، بسبب عدم ربط هذا المرفق الرياضي بالشبكة العمومية للماء، وغالبا ما يصعب على هذين الحارسين القيام على الدوام بعملية تنظيف هذا المرحاض أوهما معا، أما مصابيح أعمدة الملاعب الثلاثة وضعف إنارتها، فكلما تعطلت تظل تشكي حالها لمدة طويلة إلى أن يقوم بشرائها أحد المحسنين، أنذاك يأتي لتغييرها وإصلاح عطبها عمال الأوراش التابعين لجماعة حربيل،
ونظرا للنقص البين في علو الحواجز أو الشبابيك الحديدية المحيطة بهذه الملاعب، صارت تنشب العديد من الخصومات والنزاعات بين السكان المتواجدين بالجوار، بعدما أصبحوا يصابون بالفزع كلما ضربت الكرات حيطان منازلهم، خاصة عندما يخلدون إلى النوم خلال أوقات الراحلة ليلا أو نهارا، ما دفع بمؤسستنا الإعلامية ” كش بريس ” وبمحض الصدفة أن تطلب من السيد عبد الحق الكوط، النائب الأول لرئيس جماعة حربيل، بعض التوضيحات في الموضوع خاصة ما يدخل في اختصاصات الجماعة، حيث عزى مرد ذلك قائلا : ” أن هذا الوضع يرجع بالأساس إلى تعطل وتعثر مسطرة القيام بالإجراءات اللازمة لتسليم المهام بين مندوبية وزارة الشباب والثقافة والتواصل بمراكش والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، والاتفاقية المقرر إبرامها بين هذه الأخيرة وجماعة حربيل مراكش “، هذا وكما يقال : ” عذر أقبح من الزالة “، في حين أن ” كش بريس ” سبق أن علمت من مصادرها، بأنه قد كانت هناك منذ ما يزيد عن
سنة ونصف زيارة من طرف مدير هذه الأكاديمية برفقة رئيس جماعة حربيل إلى جل ملاعب القرب بتامنصورت، وقد التزم هذا الأخير بحفر بئر أو آبار خاصة بسقي هذه الملاعب، لكن بقيت هذه الالتزامات وعودا عرقوبية كما جرت العادة دائما فيما يتعلق بسائر المشاريع التنموية بتامنصورت، أما التغيير الوحيد الذي أصبح واضحا للمهتم والمتتبع هو إلحاق مدير المركز الاجتماعي والرياضي للقرب بتامنصورت بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمراكش، هذا دون تعيين ولو موظف تقني واحد يشرف على عملية القيام بالمحافظة من حيث السهر على صيانة البنية التحتية لملاعب القرب، هذه المنشآت الجديدة القديمة التي وصلت اليوم إلى مرحلة الاحتضار بتامنصورت.