قصبة ابن عمار-زرهون، تستعد لاستضافة الدورة 13 لمهرجان “فيستي باز” العالمي
(مكناس/ من كريم الحدادي)ـ
تحت شعار” الأمل… ازدهار الجبل”، تنظم “جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة”، بقصبة ابن عمار-زرهون، نواحي مكناس، الدورة الثالثة عشر لمهرجان “فيستي باز” السنوي، الذي اشتهر وطنيا وعالميا، باحتفاله بالحمار، كمكون أساسي في حياة الساكنة المحلية. وستعرف هذه التظاهرة، التي ستنظم من 11 إلى 13 غشت المقبل، حضور شخصيات بارزة، على رأسها الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة.
في بلاغ لها، أعلنت “جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة”، بقصبة ابن عمار-زرهون عن تنظيم الدورة الثالثة عشر لمهرجانها السنوي العالمي، “فيستي باز”، المعروف بـ”كرنفال الحمير”، تحت شعار: ” الأمل… ازدهار الجبل”، وذلك ابتداء من الحادي عشر إلى الثالث عشر من غشت المقبل.
ويعود تأسيس المهرجان إلى سنة 2001 “من طرف أقدم جمعية ثقافية بالريف المغربي (جمعية قدماء تلاميذ بني عمار زرهون)، في قرية تاريخية معزولة بمقدمة جبال الريف بمنطقة زرهون ضواحي مدينة مكناس هي قصبة بني عمار”، نقرأ على الموقع الرسمي للمهرجان.
وسيشهد هذا الحدث البارز حضور الموسيقار اللبناني الكبير، مارسيل خليفة، ضيف شرف الدورة، إلى جانب ثلة من المفكرين والفنانين المغاربة، الذي سيأثثون فعاليات هذه التظاهرة العالمية، التي سبق أن حازت على الجائزة العالمية للخيول بجنيف (سويسرا) سنة 2014. ناهيك عن تصنيفها من طرف وزارة الثقافة المغربية كتراث وطني لا مادي سنة 2018.
برنامج الدورة الثالثة عشر غني ومتنوع، إذ سيعرف تنظيم ندوتين. الأولى حول موضوع ‘الجبل بين الثقافة والتنمية – المعيقات وشروط فك العزلة”، بمشاركة: المنظر المسرحي عبد الكريم برشيد، ورئيس الائتلاف الوطني من أجل الجبل محمد الديش، والباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري والباحث والناقد محمد الديهاجي، يسير الندوة الإعلامي عبد اللطيف بنيحيى، يقول البلاغ.
أما الندوة الثانية، يضيف البلاغ، فتتمحور حول موضوع “التراث اللامادي أفقا للتفكير: من أسئلة التوثيق إلى ممكنات الاستثمار” ، بمشاركة كل من د. عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة محمد الخامس الرباط، ذة. فاطمة الزهراء بوعشرين، أستاذة الأنثروبولوجيا بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، د. محمد فخر الدين، أستاذ الأنثروبولوجيا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش، تسيير: د. إدريس لكريني، أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، مراكش.
كما سيشهد المهرجان عرض الشريط الوثائقي المغربي-الفرنسي، “الرجال في وقتهم” (Les hommes dans leur temps)، والذي يصور حياة ساكنة قصبة ابن عمار في سبعينيات القرن الماضي، بحضور المخرج عبد الله الزروالي، ود. محمد البوعيادي عضو مكتب الجمعية المغربية لنقاد السينما، الذي سيقدم ورقة حول الشريط، وينشط اللقاء د. مْحمد بلمو عضو المكتب الجامعي للجامعة الوطنية للأندية السينمائية.
وبالموازاة مع الأنشطة الفكرية والفنية التي يقترحها المنظمون، سيشهد برنامج الدورة 13، الذي وصفه مدير المهرجان محمد بلمو، في تصريح “للقدس العربي”، بـ”الأفضل بالمقارنة مع الدورات السابقة”، تنظيم كرنفال الحمير، الذي كان له الفضل في شهرة وتميز المهرجان على الصعيد العالمي، نظرا لاهتمام الإعلام الوطني، العربي والعالمي بفعالياته.
كرنفال الحمير المثير للجدل، ينظم سباقا للسرعة ومسابقة لأجمل آتان وحمار. كما يقدم خدمات بيطرية للحمير، تسهر عليها جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة الطبيعية.
كرنفال الحمير هو مناسبة فكرية وثقافية تهدف إلى إعادة الاعتبار إلى قرية قصبة ابن عمار-زرهون، التي يشكل الحمار جزء لا يتجزأ من أنشطة سكانها القرويين. وهو فرصة لإعادة الاعتبار إلى هذا الكائن الخدوم، وتوعية الساكنة خصوصا الأطفال والشباب بأهمية الرفق بالحيوان. وهي أيضا فرصة لتكسير مقولة الفيلسوف “بوريدان”، “تفلسف الحمار فمات جوعا”. فالحمار غير ملزم، في آخر المطاف بالتفكير أو التفلسف، لذا يجب حمايته من العنف، بما في ذلك العنف المرتبط بالجوع.