يتعرض زميلنا الإعلامي الأستاذ محمد مروان، خلال الشهور الأخيرة الماضية ، لمضايقات عديدة، يستحيل توصيفها هنا في هذا المقال القصير. لكن، أخيرا بلغ السيلُ الزُّبَى، وجاوز الإمعات الفاسدون الحد، حتى أضحت الحياة مع الوضع إياه ، وفي محيطهم، مغامرة تقيدت فيها الأفعال وتشرنقت بمقابض العسر والتعسير.
ومن المعلوم عندي بالضرورة، أن الزميل مروان، المعروف بنزاهته وحزمه وعفته وحكمته، لا يبوح بأذى وقع، ولا إكراها سبح، ويستحيي أن يذكر نضالا له، في مجال وهب حياته دون تقصير أو تراجع، مغيبا وبإيثار خالد عظيم، بقيم وأخلاق رفيعة، كل ما يلتبس بالطريق التي خطها منذ عهود، دون مواربة أو تردد، أو حتى ما يمكن أن يتعارض مع المبادئ والمنطق السليم والعقل الفوار، مكافحا بندية لا نظير لها، والتماعة ناذرة، يصير فيها التسابق أولوية صحفية، ووازعا مهنيا دافقا، والتقائية في التدبير والمسؤولية، يعز وجودها في زمن الهرولة والرداءة والتجهيل.ولم تكن لهاته الكلمات، الثقيلات في ميزان هذا الرجل، أن تطل هاهنا، دون التماس لما يمكن توصيفه، بانزلاقات منظمومات التفاهة، ومقبرات الغلاسة والصفاقة والهشاشة الفكرية، حيث تهارشت عصابة أجهل من أبي جهل، في موقعة حربيل تامنصورت، تريد الشر بزميلنا، وتحفر له أينما حل وارتحل؟.
والعجيب العجاب، في هذه الموقعة المنكرة، أن أصحاب الردة والجهلانية المنكرة، يبيتون في واد، ويستدرجون الأحقاد في واد، دون كل أو ملل، مرتجفين من قلم زميلنا المستحق، الذي يسيل على كل جارفة هارفة، محدثا زلازل، في عقر المفلسين المنكسين، مثابرا حاضنا أقصافه توثيقا وتحقيقا وإبلاغا، دون مواربة أو مداهنة أو استنكاف.وفي غمرة هذا العمل الكاشف لكل مخبوء والمناصر لكل مظلوم، يطل مسترزقو الكتابة، القابضون على ورق التزييف والتهريف، ممن يشذون عن الوجود في الموجود، المتزلفون السماسرة، أشباه حشرات الفراش، يوثرون على السلامة البغض، ويخسرون الضمير بأغلاس الهوان، ويبذرون فرقة الانتقام على غضب المروءة. وهم بذلك، ملهيون عن الأخطاء، منكوسون برياء الكراهية والغباء.بخلاصة متضامنة، فقد تعفف الزميل الإعلامي الأستاذ محمد مروان، عن مجاراة هذا القحط الغارق في الشؤم والبلادة، موليا ظهره شطر الجمال الروحي والحداقة الضميرية، ونحن معه، جميعا في مؤسسة “كش بريس”، أسبغنا عليه هذا الحلم الملائكي النبيل، مكرسين حكمة الصامت إذا سكت، ومعرفة العالم إذا استحق، ومعنا جميعا، هذه الحكمة الشعرية الساحرة، التي التقطتها من فيلسوف الأغوار الشاهقة، صديقي الشاعر الكبير سيدي محمد الشركي، إذ يقول :” يلزمنا جَمال من عالم آخر لنردّ بجلاله على منظومات التفاهة”. فهل أنتم واعون؟