(كش بريس/ محمد إلياس مروان): عاشت رحاب فضاء قاعة الاجتماعات بإقامة المدرس بمراكش، لقاء متميزا كان مناسبة نظمها فرع مراكش لمؤسسة الأعمال الاجتماعية لنساء ورجال التعليم، يوم السبت 05 مارس من الشهر الجاري، حيث تم أثناءها الاحتفاء بكتاب جديد قامت الأستاذة فاطمة الإفريقي، الباحثة والإعلامية المتميزة، مسيرة هذا اللقاء بتقديمه وبذكر نبذة موجزة تعريفا بمؤلفته، حيث أشارت بأن هذا المؤلف أغنى المكتبة المغربية بعدما ظلت فقيرة خلال السنوات العجاف بسبب انتشار وباء فيروس كورونا، سواء على مستوى الدراسات أو الأبحاث العلمية العربية فيما يخص مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد تم من خلال هذا الكتاب الاحتفاء بمؤلفته الأستاذة فاطمة رومات، المرأة المغربية الباحثة التي تمتلك الشجاعة والجرأة في الحياة وفي المهنة، حيث عملت على ملامسة مجموعة من القضايا والإشكالات العلمية الدقيقة والجديدة، مضيفة الإفريقي مسيرة اللقاء بأن لها شرف تسيير جلسة مناقشة فقرات متقاطعة من هذا الكتاب المتميز الذي يدور موضوعه حول ، “العلاقات الدولية وتحديات الذكاء الاصطناعي “، رفقة أساتذة متخصصين في مواضيع هذا المجال. وقبل الشروع في بداية الجلسة أعطت مسيرة اللقاء الكلمة للأستاذ عبد العزيز مسافري، الكاتب العام لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، فرع مراكش، حيث رحب باسم المكتب الإقليمي للمؤسسة بكل الفعاليات الحاضرة في هذا اللقاء، من مسؤولين وطنيين وجهويين وإقليميين على مستوى مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، والأكاديمية الجهوية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمراكش، وجامعة القاضي عياض، والنقابات التعليمية وجمعيات نساء ورجال التعليم والجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية، والتضامن الجامعي المغربي، وممثلي مختلف المنابر الإعلامية المرئية والسمعية والإلكترونية والورقية، دون أن يفوت الأستاذ مسافري التأكيد على أن هذا اللقاء ينظم بمناسبة تخليد عيد المرأة العالمي، بقراءة متقاطعة في كتاب السيدة فاطمة رومات، وهي أستاذة في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، كلية
د. فاطمة رومات
العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، ورئيسة المعهد الدولي العلمي بمراكش، والخبيرة في الذكاء الاصطناعي والأمن النفسي، والفاعلة السياسية التي كرست حياتها في الدفاع عن قضية المرأة والنوع الاجتماعي، وقد اعتبر مسافري تنظيم هذا اللقاء يأتي من أجل الاعتراف والتقدير لما قدمته السيدة فاطمة رومات من أعمال قيمة في مجال اختصاصها، ووفاء وعرفانا لما بدلته من مجهودات جسام دفاعا عن المرأة خصوصا ودفاعا عن الوطن عموما. وأشار في معرض كلمته الأستاذ السيد مولاي أحمد كريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش أسفي، إلى المجهودات الجبارة التي تبدلها مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بإقليم مراكش، حيث عبر عن مدى استحسانه لاختيار موضوع هذا اللقاء الذي لامست ضمن مؤلفها الجديد الأستاذة المحتفى بها مختلف قضاياه، كما هنأ جميع الفعاليات النسائية خلال هذه المناسبة باليوم العالمي للمرأة تحت تصفيقات جميع الحاضرين.
وبالمناسبة فقد تناول الكلمة الدكتور زكرياء أبو الذهب، أستاذ التعليم العالي، وعميد بالنيابة سابقا بكلية الحقوق أكدال الرباط، حيث من جملة ما أشار إليه في مداخلته، أن هذا الكتاب المؤلف من 120 صفحة تقريبا السهل القراءة، قد يجد المرء صعوبة في تبسيط موضوعه ذو الطبيعة التقنية والعلمية من الدرجة الأولى، لأن حتى عنوانه يكاد يكون مستفزا إن صح التعبير، معبرا أن حضوره ليس لكي يعطي محاضرة تقنية أو أكاديمية، بقدر ما هو الغرض منه فتح شهية قراءة واقتناء الكتاب في إطار دور ديداكتيكي صرف، في الوقت الذي يتساءل فيه الكل عن علاقة الذكاء الاصطناعي مع العلاقات الدولية ؟
وأن هذا الكتاب للأستاذة فاطمة رومات، جاء ليجيب على عدد من الأسئلة، بالتركيز في شروحاته على أربعة محاور أساسية. وفي مداخلة للأستاذ الدكتور أحمد زايد، الإعلامي والباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي وعلم النفس الإعلامي، تطرق إلى أن هذا الكتاب هو خارطة الطريق لفهم الذكاء الاصطناعي في مجال العلاقات الدولية، وفهم السياسة الدولية، مؤكدا أن هناك الدجل السياسي والتحليل السياسي، وهذا الكتاب يعطي الوسائل الأساسية لقراءة العلاقات الدولية في إطار الذكاء الاصطناعي، حيث انتقل إلى التحدث بالشرح والتحليل عن موضوع الذكاء الاصطناعي في خضم علم النفس الإعلامي في فلك العلاقات الدولية. وإجابة على عدد من أسئلة الكثير من المتدخلات والمتداخلين الحاضرين داخل القاعة، تناولت الكلمة الأستاذة فاطمة رومات، حيث أوضحت أن في مداخلتها قائلة : ” تكفي حمولة تسمية هذه الدار ” إقامة المدرس “، المدرس صانع النجاح، لن أجد كلمات أعبر بها عن شكري وفرحتي
الممزوجة بفخر الانتماء لهذه المدينة الحمراء الدافئة مراكش، التي احتضنتني دروبها العتيقة والجديدة، والتي كانت إحدى خصوصياتها الثقافية والاقتصادية، أتحدث عن الحرف التقليدية التي كانت مورد رزقي لسنوات قبل أن أدخل بهدوء إلى رحاب العلم والمعرفة، إن موضوع السيادة التكنولوجية مثلا أو حتى الخوف الذي جاء في إحدى مداخلات الحاضرين، هو خوف اعتبره أيضا إحساس بالمسؤولية، ولعلني أوصلت هذا الخوف إلى القارئ دون قصد، ولكن الهدف منه هو أن نشعر بالمسؤولية، وأن نمر إلى الفعل بدل الاندحار أو الخوف من الذكاء الاصطناعي، هو نفس الخوف الذي يجب أن يكون لدينا من آلة بسيطة نمتلكها ونستعملها في أي بيت بالخصوص في المطبخ، السكين هو آلة تفيد لإنجاز مجموعة من الأعمال، لكن يمكن أن يؤدي إلى حوادث، ولاسيما إذا وضع بأيدي الأطفال أو مختل عقلي، الذكاء الاصطناعي له الكثير من الإنجازات، والعالم اليوم منبهر بهذه الإجابيات، ومن هنا أتى اهتمامي وتسليطي الضوء
على المخاطر، لكن عند استفادتنا من الإجابيات يجب أن لا ننسى المخاطر، وكما شجعنا وقاد التطور العلمي إلى هذا الذكاء الاصطناعي جديد وقديم 1950 في العلاقات الدولية، هذا الذكاء الاصطناعي يعود أيضا إلى أحداث 11 شتنبر 2001، طائرة دون طيار التي اصطدمت بأحد الأبراج في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ ذلك العهد والتواريخ والأرقام مهمة في العلاقات الدولية، والأحداث التي تشكل منعطفا في تاريخ الأمم والمجتمع الدولي هي ذات أهمية كبرى، يجب أن نقف عند الرقم وعند الأحداث التي كانت في تلك الفترة، يجب أن ننظر للرقم كالمرآة في السيارة، يجب أن ننظر إلى الوراء لكي نذهب إلى الأمام، نفس الشيء بالنسبة للعلاقات الدولية، يجب أن نقف عند الإطار الذي يؤرخ للحدث ولتداعياته في ذلك الوقت وفي المستقبل، الآن هناك حلول وتوصية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تصب وتندرج في هذا الإطار، بمعنى التوصية أصلا استحضرنا كل القيم والمبادئ الإنسانية وصرفنا مجموعة من المراجع التي تشكل المنصوص عليه في القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لقد استحضرنا كل القيم الإنسانية المتعارف عليها المضمنة في ميثاق الأمم المتحدة وفي كل الآليات الدولية ..”.
واختتم هذا اللقاء بتكريم كل من مؤطريه السادة الأساتذة فاطمة رومات، وفاطمة الإفريقي، وزكرياء أبو الذهب، وأحمد زايد، وعدد من الفعاليات النسائية من مختلف الهيئات التربوية والإدارية والقطاعات المهنية، عقبه حضور حفل شاي تخلله توقيع الأستاذة رومات لمؤلفها الجديد ” العلاقات الدولية وتحديات الذكاء الاصطناعي “.