‏آخر المستجداتلحظة تفكير

مالكة العاصمي: المفاوضات كي تستكمل إسرائيل إبادتها الشاملة

ـ أميريكا تلهي الجميع ببهرجة المفاوضات والقول بالعمل على وقف الحرب ـ

 أميريكا تقود مفاوضات جادة وحازمة لوقف إطلاق النار في غزة، وتعمل على إنجاح المفاوضات بتقديم مشاريع وتعديلات لتقريب وجهات النظر، وتبشر باستمرار بقرب التوصل إلى اتفاق تسريح الرهائن لدى حماس وإدخال المساعدات إلى غزة وبدء الإعمار.

وأمس أنجزت إسرائيل ما قررته كضربة استباقية لحزب الله ولبنان بأجهزة نداء صنعت مسبقا وخصيصا لهذه المهمة، كما صرح مسؤولون كبار في إسرائيل بكون تفخيخ أجهزة الاستماع قرار مشترك مع أمريكا، وحتى توقيت تفجيرها تم بالتشاور والتقرير مع أميريكا. وصرحت أمريكا على إثرها بكونها جاهزة لمواجهة أي رد انتقامي محتمل على إسرائيل من طرف حزب الله، وأنها ستقوم بحماية إسرائيل من إيران وأذرعها في المنطقة.

أميريكا تلهي الجميع ببهرجة المفاوضات والقول بالعمل على وقف الحرب، وبصور ومشاهد التحركات والأسفار والتنقلات واللقاءات لتحريك المفاوضات والتبشير بتقدمها. تشغل العرب والوسطاء وفاعلي الخير وتلهي الجميع بتقديم مشاريع جديدة في كل مرة، وتوزع الأخبار عن المجهودات التي تبذلها لعدم توسع الحرب، ولإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات إلى غزة، وتصور موكب وتحركات بلينكن إلى مطار الدوحة ومطار القاهرة ومطار إسرائيل. في الوقت الذي تتحرك فيه مواكب وزير الدفاع الأميريكي بمطار بن جوريون، ومثله مواكب رئيس جهاز المخابرات الأميريكي، والقائد العام للجيش الأميريكي، وكبار الجنرالات في التخصصات الدقيقة المختلفة، وتجرى المحادثات الهاتفية مع الرئيس بايدن وغيره من كبار المفاوضين وكبار المقررين والكبراء وكبار رجالات الكونجريس المصفقين الواقفين لنتانياهو.

كان على المفاوضين أن يتفقوا على ألا يضعوا سقفا للمفاوضات كي يستمر حبل الكذب مطاطا ولعبة المخدر فعالة بينما الآلة الجهنمية تقصف وتسفك وتدمر ما لم تقصفه أو تخربه أو تبده بعد، بينما يتفاوضون ويتقربون ويتقاربون ويتعرفون على بعضهم ويتبادلون المحبة والوداد.

المنظمات الدولية تقريبا أنهت مهماتها في إدانة إسرائيل وحماس ومطالبة حماس بتسريح الرهائن دون شروط وانتهت وتوقفت. والمنظمات الدولية تلقت ما يجب أن تتلقاه من رسائل ضرورية من الكونكريس والبيت الأبيض والمؤسسات الكبرى الصهيونية عفوا الأميريكية التي تعطي التعليمات والتهديدات وتموقع في المناصب وتنزع وتطرد وتمنح الكلمة والضوء والصوت أو تقطع الحناجر وتسد الحلوق.

أميريكا تشرف على مفاوضات وقف إطلاق النار وتتدخل لدى لبنان وحزب الله وإيران وغيرها كي لا يؤدي رد أي منها إلى توسيع الحرب. لأن أمريكا لا تتحكم في نتانياهو. أمريكا تؤدب الدول والأمم والرؤساء والملوك لكنها عاجزة عن نتانياهو، نتانياهو متمرد  سيما كون جيشه وقادة جيشه ضده وأغلبية حكومته ضده وأغلبية حزبه ضده وعدد كبير من التنظيمات الإسرائيلية ضده بما فيها التنظيمات الدينية اليهودية، والمفكرون والمثقفون الإسرائيليون ضده والشعب الإسرائيلي أغلبه ضده.

وأمريكا لا تقدر عليه بذلك على العرب أن يتقربوا إليه ويساعدوه فيما يريد كي يلين جانبه، كما على حماس أن تتنازل وتتفهم حسن نية أميريكا، وعلى العرب أن يقنعوها ويضغطوا عليها لتقبل بتسليم الرهائن والقبول باحتلال غزة .

الجميل في الأمر أن اللعب مفضوح والجميع يلعبونه منخرطون فيه.  

                                                              مالكة العاصمي

                                                              18 شتنبر 2024

‏مقالات ذات صلة

Back to top button