(كش بريس/ التحرير) ـ قال المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إنه رغم بعض الفوارق الدقيقة التي لا تعطي امتيازا كبيرا للمدارس الجماعاتية مقارنة بالمدارس الفرعية، فإن نتائـج التلاميذ لا تعكس وجـود تمايـز ملـحوظ بـيـن هذيـن النوعيـن مـن المدارس، بالإضافة إلى أن معظـمها باسـتثناء بعـض الـحالات الناجحـة، تعـانـي مـن نقـص في الموظفين المؤطرين، ومـن ضعـف في الموارد والبنـية التحتـية.
وأكد المجل سفي تقريره السنوي برسم 2023، على أن المدارس الجماعاتـية انتشـرت بالوســط القــروي، إلا أن ذلــك تــم بشـكل محـدود، كما تبـيـن أنها سـاهمت في تعمـيم التعليـم، ولكنهـا لم تسـاهم بنفـس القـدر في الارتقاء بجودتـه حتــى تكــون نموذجـا مرجعيـا يحتـذى بـه فـي الوسـط القـروي.
وأوردت الوثيقة نفسها أن إحـداث المدارس الجماعاتـية لـم يحقـق كليـا هـدف جـذب غالبـية تلاميذ الجماعـات التـي تضـم هـذه المدارس، حيـث تمكنـت %4 فقـط مـن المدارس الجماعاتـية مـن تحقيـق هـدف تجمـيع كل التلاميذ المنتمين للجماعـة التــي تتواجـد بهـا.
وشددت على أن حوالـي %45 مـن المدارس الجماعاتـية لا تتوفـر علـى داخليـات أو لا يتـم اسـتغلال تلـك المتوفرة، إلى جانب التفاوتات في نسـبة ملء الداخليات بـيـن الأكاديميات، حيث إن بعض الداخليات تتجاوز طاقتها الاستيعابية، نظرا لإيوائها تلاميذ الإعداديات، مما يؤثـر سلبا على جودة الخدمات، خاصة من حيث جـودة الأفرشة والنظافـة والظـروف العامـة للإيواء.
واقترحت المؤسسة صاحبة التقرير، أن يتم خلــق مــدارس جماعاتـية جديــدة، وإعــادة تأهيــل المدارس القائمـة، ضمـن اسـتـراتـيجـية شــاملة لتطويـر المدرسة القرويــة وتغييـرهــا، مــن خــلال تخطيــط فـي أفــق عــام 2030 يضــع خارطــة إعادة تأهيــل المدارس الجماعاتــية أو إنشــاء مــدارس جديــدة، وتعويــض المدارس الفرعيــة بالمدارس الجماعاتــية ضمـن اسـتـراتـيجــية التمـييــز الإيجابي لفائــدة الوســط القــروي، والتعمـيم التدريجـي للتعليــم الأولي، بحيــث تكــون المدارس الجماعاتـية نموذجا لجــودة المحيط المدرسي والتعلــمات، وتحديـد المدارس الفرعيـة التـي يتعـيـن إصلاحها وتخصيصهـا للتعليـم الأولي عـن قـرب.