(كش بريس/ محمـد مـروان) ـ شهدت يوم الخميس الماضي ثلاث دواوير ( القايد – أيت مسعود – لعشاش ) بالجماعة الترابية حربيل، زيارة ميدانية من طرف لجنة مكونة من السادة: رضوان عمار، رئيس الجماعة، وعبد الحق الكوط، نائبه الأول، وعبد المجيد سدوان، نائبه الرابع، وابتسام لگماس، نائبة كاتب المجلس، وعدد من التقنيين المكلفين بالتعمير على مستوى جماعة حربيل، والطوبوغراف، والأملاك المخزنية، وممثلي قطاعات خارجية، وولاية جهة مراكش آسفي، وذلك في إطار تنفيذ عملية اقتناء عقارات تابعة للأراضي السلالية بجماعة حربيل، بناء على مصادقة أغلبية المجلس على هذا المقرر خلال أشغال دورة أكتوبر الماضية، مما سيسهل على سكان هذه الدواوير الحصول على تراخيص البناء وفق المساطر المعمول بها في قانون التعمير، حيث ستكلف مالية الجماعة هذه العملية ملايين الدراهم على حساب مداخيل الضرائب والاعتمادات السنوية المخصصة في إطار ميزانياتها.
وحسب ما صرح به لـ ” كش بريس “عدد من سكان الدواوير الباقية الستة عشر ( 16 ) بجماعة حربيل، ” فإن هذه المبادرة تأتي، ليس حبا في سواد عيون سكان الدواوير الثلاثة، بل أنها استجابة لرغبات نواب رئيس الجماعة الذين يقطنون بهذه الدواوير، ضمانا لمصالحهم الآنية والمستقبلية المتعلقة خاصة بالمحطات الاستحقاقات الانتخابية ليس إلا، بدعوى أن هذه الدواوير تضم أكبر كتلة ناخبة في جماعة حربيل، مما جعل هؤلاء النواب وكما يقال : ” يوقفون للسيد الرئيس البيضة في الطاس” من أجل تحقيق هذا المبتغى، وهم السادة : عبد الحق الكوط، نائبه الأول ( دوار أيت مسعود )، مولاي الطاهر البنساسي ، نائبه الثالث ( دوار القايد )، عبد المجيد سدوان، نائبه الرابع ( دوار لعشاش )، لكزيرة الكوط، نائبته السادسة ( دوار أيت مسعود)، بالإضافة إلى أعضاء المجلس آخرين من الأغلبية قاطنين بهذه الدواوير”.
بالمقابل والحالة هذه فإن العديد من سكان مدينة تامنصورت، وحسب تصريحاتهم لـ ” كش بريس “، وعلامات اليأس والإحباط والتذمر تظهر على محياهم نادبين حظهم والقدر الذي رمى بهم لاقتناء مساكن بهذه المدينة الجديدة القديمة، فإن بعضهم لا يخفي ما بنفسه : ” إننا نشعر بالظلم والذل والاحتقار من طرف أغلبية المجلس الحالي لجماعة حربيل، في الوقت الذي أتيحت لهم فرصة السيطرة على مالية الجماعة، وصاروا يبرمجون لها حسب أهوائهم بعصبية قبلية لا توصف في هذا الزمن، ولتذهب مصالح سكان تامنصورت في إطار تدبير الشأن المحلي في خبر كان”.
وبالفعل هذا ما وقف عليه طاقم أفراد ” كش بريس ” أينما حل أو ارتحل داخل أحياء هذه المدينة، حيث أن من جملة ما عايناه على سبيل المثال لا الحصر، هناك حدائق عمومية تسمى ” منتزه الياسمين بين عمارات ” الجوامعية ” المتنفس الوحيد للسكان وأطفالهم، وقد صارت تجف نباتاتها ومنها التي ماتت بفعل ندرة مياه السقي وعدم الاعتناء بفضائها، وكأن غارة طائرات حرب قد أمطرتها بوابل من القذائف، حيث أن مئات المصابيح إن لم نقل جميعها قد خربت وكسرت إطاراتها الزجاجية عن آخرها ولم يبق فيها ولو مصباح واحد يضيء ركنا من مساحاتها، حيث اتخذ مجلس جماعة حربيل موقف الحياد فيما تشكو منه حدائق ” منتزه الياسمين ” بتامنصورت.
ونحن نجوب أرجاء هذا المكان سقط نظر أعيننا فجأة على مشهد غريب، أب وأطفاله وقد أشعل لهم ضوء مصابيح دراجته النارية لكي تضيء لهم ظلام المكان من أجل أن يلعبوا في ألعاب أطفال وقد اهترأت بفعل عوامل الزمن، مشاهد وأكثر من هذا القبيل دفعت بفضولنا الصحفي إلى البحث والتحري قصد معرفة ما يحدث بذات المكان، حيث صرح أحد المسؤولين بشركة العمران لـ ” كش بريس ” قائلا : ” أن جماعة حربيل ترفض رفضا قاطعا أن تتسلم من شركتنا العقارية جميع الحدائق المتواجدة بتامنصورت، حتى لا تتحمل مسؤولياتها متجنبة صرف تكاليف الاعتناء بها وفق ما تلزمها بذلك نصوص القوانين التي يجب أن تمتثل لها بالإذعان كل الجماعات المحلية بسائر المدن، لكن الغريب في الأمر أن أعضاء من المكتب المسير لجماعة حربيل تقوم بكراء مساحات عارية بملايين السنتيمات، أعدت في التصميم العام الخاص بتامنصورت لجعلها فضاءات للمناطق الخضراء أو لإنجاز أحد المشاريع التنموية الكبرى بهذه المدينة، مثل ما أقدم عليه المجلس قبل يومين، حيث قام بكراء مساحة لصاحب حديقة ألعاب للأطفال بمساحة توجد في هذا التصميم وقد خصصت لبناء مرفق تجاري كبير من حجم سوق شركة ” مرجان “.
هذا وقد دأبت جماعة حربيل على هذه التجاوزات و هي ما تزال لم تتسلم بعد من شركة العمران أي مساحة من هذه المساحات، حيث أنه وكما يقول المثل : ” النحلة حرام ومصارنها حلال “، ملايين الدراهم والسنتيمات وفق ما حدثنا به البعض من سكان هذه المدينة لا يدرون ولا يعلمون مآلها ما دام المجلس الحالي لجماعة حربيل وقد مر على ولاية تدبيره للشأن المحلي ما يزيد عن سنة، وهو للأسف الشديد لم يقم بإنجاز أي شيء يذكر على أرض الواقع بمدينة تامنصورت.