‏آخر المستجداتلحظة تفكير

محمد النعمة بيروك*: كيف يصير مربّع الرأس صهيونيا دون أن يشعر؟

تصدمك السذاجة السياسية في بعض من كنتَ تظن فيهم بعض الرشد الحضاري من مساجين النصف الثاني من القرن الهجري الأول، أولئك الذين يعتقدون أن تشويه الطرف المخالف هو الحل، فيما لا يشوهون في الحقيقة سوى أنفسهم بادعاء الكثير من الأكاذيب الساذجة التي غُسلت بها أدمغتهم الفارغة إلا من الحقد على الآخر المخالف.

ولنأخذ الحقد على إيـ.ران وحزب الله مثلا للاستدلال على هذه الحالة من التخلف والغباء السياسي الذي جعل البعض يتمنى أن تفشل القوة الوحيدة التي تحارب ما يفترض أنه العدو المشترك، فيقف مع الصههاينة دون أن يشعر.

الحقد الطائفي لا يقف عند الغباء، بل يتجاوز ذلك إلى حالة من العمى، ففي الوقت الذي طرد فيه حزب الله أكثر من 300 ألف مستوطن من شمال فلسطيـ.ن، وضرب المصانع والآليات، وأشعل الحرائق في المستوطنات، يرى الطائفي الغبي أن ذلك بدون جدوى، وأن الشيعة وإسراييل وجهان لعملة واحدة.

وتتكرر النظرة الغبية نفسها لضربات الحوثيين التي يراها العالم أجمع إلى مربع الرأس لا يرى شيئا.

تتجازو درجة الغباء السياسي في رأس مربع الرأس العمى إلى الطّرَش، فهو لا يرى ولا يسمع كل هذا التجييش الغربي العسكري والإعلامي ضد محور المقاومة، ويعتقد أنه تمثيلية.

السؤال تمثيلية على من؟ هل على العالم العربي الذي لا يضرب له أحد حسابا؟ أم على مربع الرأس الذي لا يعلمون بوجوده على البسيطة؟

يؤدي الغباء السياسي في مربع الرأس أيضا إلى نوع من الانفصام السياسي الذي لا يفهمه المربع نفسه، ففي الوقت الذي يثني فيه على حماس، يتغاضى تماما على ثناء حماس نفسها على الدعم الإيراني والحوثي واللبناني، ويرى أن هذا المحور يتآمر على المقاومة.

لا يقف انفصام مربع الرأس عند هذا الحد، فهو مثلا يلعن خا*منئي لأنه “يلعن الصحابة”، لكن لن تسمع مربع الرأس أبدا يلعن بايدن مثلا الذي يسيء إلى الله تعالى حين يقسم في تنصيبه الرئاسي على الكتاب المقدس الذي يقول إن عيسى هو الله، كما يسيء لعيسى عليه السلام ويجسمه معلقا على الصليب حتى اليوم، فهل الصحابة أقدس من الله عز وجل، ومن أنبيائه عليهم السلام؟

مربع الرأس لا يطرح هذه الأسئلة أبدا!

وفي الوقت الذي تزخر فيه المجتمعات الغربية بالإنتاج والنظافة وهي المكونة من كل الديانات والأعراق التي تختلف في الجذور والعقائد يحاول مربع الرأس النبش في الماضي والنيات في حالة من الغباء الشديد، ويرى حتى في أي ديكتاتور عربي راحل رمزا للثورة والحرية، مع العلم بأنه ديكتاتور كان يحمل مسدسا من ذهب، وأبناؤه يبذرون الملايير على شراء السيارات النادرة والفهود والملاهي والنوادي.

يرى مربع الرأس أن محور المقاومة الشيعي تخلى عن السُنّة وهو يعلم أنه يكذب، ولا يرى تخلي السُنّة أنفسهم عن آلاف الأطفال* والنساء السنيات في فلسطين، فالمربع لا ينتقد الحكام العرب “السُنّة” أبدا، ويستكثر على المظلومين نصرة “الشيعة” لهم!

أيضا يرى مربع الرأس أن محور المقاومة يضطهد السُنّة في الأهواز، ولا يرى ملايين القتلى* والسجناء والمضطهدين السُنّة على امتداد الوطن العربي.

لا يستفيد مربع الرأس حتى من التحالف بين الغرب والصهيـ.ونية، رغم الاختلافات الجذرية، ولا من كل التحالفات في العالم التي تصنع القوة والتميز، ويعتقد أن التحالف مع محور المقاومة يعني أنك تؤيد الشيعة ومعتقداتهم.

المهم الغباء آفة كبيرة حلت بهذه الأمة نسأل الله السلامة والعافية.

*كاتب روائي وشاعر

‏مقالات ذات صلة

Back to top button