نقلت الزميلة الصحافية، سميرة مغداد، في مقال نشرته بموقع اليكتروني مغربي؛ عن المخرج السينمائي حكيم نوري المقيم بإسبانيا؛ الرغبة التي تراوده منذ مدة؛ لإنجاز شريطين سينمائيين: واحد عن الملك الراحل الحسن الثاني؛ والآخر عن الجنرال الدموي محمد أوفقير!!! دون أن يحدد موعدا لتنزيل هاجسه الفني؛ ولا بمن سيبدأ وتاريخ الشروع في العمل.
أكيد أن الملك الراحل، يستحق بكل المعايير الموضوعية، الفنية التاريخية والانسانية والوطنية ؛ عملا فنيا كبيرا، يستعيد مساحات مشرقة وفترات مضيئة من السيرة العطرة لعاهل المغرب الراحل؛ إن توفرت شروط المعالجة السينمائية الجيدة، مع الاشتغال الذكي على الذاكرة؛ بالمزج السلس بين الواقع التاريخي والخيال المشوق، المحلق في أجواء تاريخ المغرب الحديث بإشكالاته؛ من خلال صورناصعة ، تعكس بمهارة في الاخراج والاداء سمات ومناقب قائد ملهم؛ هو بدون منازع باني المغرب الحديث؛ وذلك حتى تدرك الأجيال الجديدة ، مدى قوة البصيرة السياسية وعمق النظر الاستراتيجية الذي بصم زعامة العاهل الراحل، عربيا ودوليا.
فقد شكلت حياته ، بمنعرجاتها وأطوارها وامتحاناتها العسيرة، ملحمة وطنية كبرى مثيرة للإعجاب ..تتيح، بما تزخر به من أحداث خالدة، لأي مخرج يمتلك الموهبة والمرونة، الفرصة للتوفيق بسلاسة، بين المتعة والحقيقة؛ لتستوعب الأجيال الجديدة معاني ورموز جهاد ملك عبقري، عرف كيف يرتقي ببلاده، بإمكانياتها المتواضعة؛ إلى مرتبة الدول العظيمة.
أكيد أن إنجاز شريط عن زعيم بقامة الملك الحسن الثاني؛ يتطلب فريقا فنيا متكاملا، يجمع في بوتقة مشتركة السينمائين ، المؤرخين، وكذا الباحثين في العلوم السياسية الأمنية والعلاقات الدولية. يشتغلون في خلية مفتوحة ؛شاغلهم الأساس: ابتكار الصيغ الفنية والحيل السينمائية الذكية، للتقريب ، قدر الإمكان، المشاهدين، من شمائل وأعماق شخصية أحد قادة العالم في القرن العشرين..
وليس بمقدور شخص واحد إنجاز عمل بتلك الأبعاد؛ إلا بجمع وحيازة كل ما يستلزمه الشريط المأمول، من المواد الأولية الضرورية لتشييد ونسج ملامح صرح سينمائي، ممتع ومقنع.
يتمتع المخرج حكيم نوري، بالمؤهلات التي تؤهله ليكون المخرج الموجه لفريق عمل، يكون على درجة عالية من المهنية ووضوح وانسجام الرؤية، للخروج بشريط ناجح، من بين ركام من الوثائق والمستندات والشهادات، وكذا الملفات السرية؛ هي جزء من رصيد وثائقي، يتضمن صفحات من سجل حياة زاخرة، شغلت الناس، وما زالت، عقودا من الزمن.
لا أريد الحديث هنا ، ولا المقارنة بين مشروعين متعارضين بالضرورة والمنطق والاخلاق؛ قد يتوج بهما مساره الفني، وقد جاوز السبعين.
لا أقول إنه أخطأ بوضعه الشريطين المستحيلين، في مرتبة واحدة. ربما قصد المخرج، كما هو واضح من سياق المقال، المشار إليه قبلا، توجيه لوم لزملائه المخرجين المغاربة؛ لهروبهم من معالجة تاريخ بلادهم : ماضيه وحاضره ؛ سير قادته وزعمائه؛ للربط بين الأزمنة، استشرافا للمستقبل.
تجنبت عمدا ، الإشارة إلى فكرة الشريط الآخر الافتراضي؛ على اعتبار أنه لا قياس مع الفارق ؛ بين الملك الهمام، والجلاد المتآمر!!