أعادت عقارب الساعة، زمن الاحتفاء برمز المدرسة الوطنية، الأستاذات والأساتذة، من قبل همم نساء مؤسسة الزهيد وجمعية أصدقاء المدرسة العمومية، (أعات الساعة) إلى قلبها النابض وروحها المتنورة، وأحاطت بعالم العرفان والعطاء والإيمان بالوطن، على طريقة الشمس التي تسبح في سمارواتها دون انقطاع أو تردد.
فقد عاشت نخبة محبي المدرسة المغربيية المبدعة والمبتكرة، وزارة وصية ومنظمات المجتمع المدني ومثقفون وعلماء تربية وإعلاميون، أمسية احتفائية باذخة، السبت 26 مارس 2022، حيث تم الإعلان رسميا عن النتائج النهائية، لجائزة أستاذ(ة) السنة في نسختها الثالثة برسم الموسم الدراسي 2020-2021، بحضور السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الاولي والسيد والي جهة مراكش آسفي والوفد المرافق لهما، بالإضافة إلى وفد شريك من إمارة موناكو.
هذا وتم تتويج تسعة أستاذات وأساتذة، بدرع الجائزة المذكورة، ملتفين بصدقية منجزهم وارتهانهم على مزيد من البدل والعطاء، متقدين بروح الأمل والعمل المثابر.
وفي خضم ذلك، نوه السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بمختلف المشاريع المقدمة من طرف جميع المشاركات والمشاركين لنيل جائزة أستاذ (ة) السنة، والتي أبانت عن روح إبداعية في اختيار الأفكار وتحويلها إلى مشاريع عملية من شأنها أن تساعد المتعلم على اكتساب معارف جديدة والتغلب على صعوبات التعلم، مؤكدا أن هذه المبادرات سيكون لها الوقع الإيجابي على التعلمات وستساهم في الارتقاء بالممارسات الصفية داخل المنظومة. ويأتي تنظيم هذه الجائزة تكريسا لثقافة الاعتراف وتحفيزا للمبادرات الرائدة في صفوف نساء ورجال التربية والتكوين وتشجيعا للتميز المهني، وهي بذلك تجسيد نموذجي للتعاون بين المؤسسة التعليمية والمجتمع المدني، وتقاسم الرؤية المشتركة حول دور المدرسة في بناء مجتمع الغد وتحقيق النهضة التربوية الرائدة.
ولم تخف السيدة سعاد زهيد، رئيسة مؤسسة الزهيد، المساهمة في إنجاح الملتقى الوطني، سعادتها من تدرج الوهج بالاحتفاء بالأستاذات والأساتذة، الذي أضحى شعلة متقدة في طريق الاختيار والتوق إلى تأسيس تقاليد ثقافية وتربوية لاستمرار مجسة الاعتراف بعطاءات المربين والمربيات، وتاسيسا لفعل الابداع في بيداغوجيا التعليم.
ووفق الزهيد، فإن الاستدامة في تأصيل هذا المنهج، الذي مافتئت وزارة التربية الوطنية، تجعله مدارة للتعريف بكفاءات المدرسة العمومية، وجسرا للإضاءة بمنجزاته السابرة آفاق النهضة التربوية وحضورها في النسيج التنموي والعمراني، وواجهة لاستدرار نوعية الأداء والمنهج، على ضوء المستجدات والتوقعات الناجزة.
من جهتها وجهت السيدة ليلى بنسليمان، رئيسة جمعية أصدقاء المدرسة العمومية، رسائل الاعتزاز والفخر، بنساء ورجال التعليم، المنافحين على مكتسبات وتاريخ التربية في بلادنا، مستحضرة معالم هذه القوة في الكثير من المواقف القيمية الكبيرة، والعطاءات التي لا حدود لها.
وقالت بنسليمان، إننا “اليوم نحضر من أجل الستاذة والأستاذ، غير عابئين باي شيء، غير تقديم آيات المحبة والجلال لهذا الكائن الفخري بكل امتياز”، مؤكدة على “استمرار نهج الشركاء في هذا الملتقى السنوي، في الاعتراف بأسا سبناء المدرسة وعمودها الفقري”.
وخلال كلمة السيدة بنسليمان، التي استعادت من خلالها، دفق المشروع، واستيعابه الزمني والقيمي، لأبلغ الأهداف والمرامي، آثرت المتحدثة، الحديث عن مظاهر التوجيه والاختيار، وآثار ذلك كله على السير المؤسساتي للمشروعن الذي أضحى علامة فارقة في تقاطعات التربية والتكويم على المستوى الوطني والدولي.
وكان من أهم اللحظات القوية في الملتقى، الإعلان الرسمي عن النتائج النهائية للجوائز، التي جاءت على الشكل التالي :
1 ـ جائزة أستاذ/ة السنة عن فئة التعليم العمومي:
* فاز بالمرتبة الأولى الأستاذ خالد بيلا (من مدرسة سيدب عبدالكريم) المديرية الإقليمية سطات ـ أكاديمية الدار البيضاء سطات.
* بينما فاز بالمرتبة الثانية الأستاذة السعدية كرومي (من مدرسة أبو هريرة) المديرية الإقليمية مراكش ـ أكاديمية مراكش أسفي.
* وفاز بالمرتبة الثالثة الأستاذ عبدالله وهبي (من مدرسة المسيرة الخضراء، فرعية تيوي ونيد) تزنيت ـ أكاديمية سوس ماسة.
2 ـ جائزة أستاذ/ة السنة عن فئة التربية الدامجة:
* فاز بالمرتبة الأولى الأستاذة صفية الأفريقي (من مدرسة الأوداية) الرباط ـ أكاديمية الرباط سلا القنيطرة.
* بينما فاز بالمرتبة الثانية الأستاذة أسماء الزبيدي (من مدرسة الشابي) مراكش ـ أكاديمية مراكش أسفي.
* وفاز بالمرتبة الثالثة الأستاذة مينة الدوادي (من مدرسة المعمورة) سلا ـ أكاديمية الرباط سلا القنيطرة.
3 ـ جائزة أستاذ/ة السنة عن فئة معاهد الترقية الاجتماعية والتعليمية
* فاز بالمرتبة الأولى الأستاذة فاطمة موسبق ـ أكاديمية بني ملال خنيفرة.
* بينما فاز بالمرتبة الثانية الأستاذ الحسين روال ـ أكاديمية بني ملال خنيفرة.
* وفاز بالمرتبة الثالثة الأستاذة مينة دادة (عن مدرسة الياسمين) الرحامنة ـ أكاديمية مراكش أسفي .
نشير إلى أن الحفل، تخللته فقرات تنشيطية وثقافية تربوية من أداء متمدرسات ومتمدرسي المدرسة العمومية، شنفت أسماع الحاضرين، بأجمل القصائد والخواطر والأناشيد العميقة دلالة وقيمة اعتبارية.
كما ساق الحفل لحظات للاحتفاء، بلحظات إنسانية صافية، كلحظة الاعتراف بنبضة قلب، مهداة لمدير مؤسسة الاوداية ضاحية مراكش، ولحظة للتواصل مع عالم البيداغوجيا الفرنسي الأستاذ FHILIPPE MEIRIEU (مسجلة)، ولحظة توقيع اتفاقية شركة مع وزارة التربية الوطنية ومؤسسة الزهيد وجمعية أصدقاء المدرسة العمومية، ولحظة اعتراف بمجهودات جمعية التضامن للصم والبكم بمراكش، ولحظة تقديم فتيات متطوعات من مختلف التخصصات البيداغوجية والتعليمية، كذا لحظات الموسيقى الأصيلة التي شدت الانتباه وأضاءت جوانب مشرقة في ختام الحفل الأسطوري الجميل.