(كش بريس/خاص) ـ بمبادرة من مؤسسة دار بلارج وتعاون وتنسيق مع مؤسسات ثقافية وجامعية وسياحية، من بينها جامعة القضاي عياض ووزارة الثقافة ودار الشريفة ومقام طيرابابيلا، تم تكريم المؤرخ الأستاذ حميد التريكي، وذلك في الفترة الممتدة بين 3 و5 مارس 2023.
وعرفت الأيام الثقافية التكريمية، مشاركة العديد من الأسماء الوطنية والدولية، في مجالات عديدة كالفنون والاداب والفلسفة والفكر الاجتماعي، من بينها أحمد بلخياط وفانسون ميليل وخوسي ماريا دافو كابرا وتوماس لادينبورغر وعبد الرزاق بنشعبان ومكي غوان وحليمة فرحات وأحمد اسكونتي وزينب عبد الرازق الشعبيي ورجاء بنشمسي وجيرونيمو باييز وأنطونيو ألماغرو غوربيا ..إلخ.
وشهدت فضاءات المدرسة العليا للفنون البصرية ودار بلارج ومقام طيرابيلا ومدينة آسفي مسقط رأس المحتفى به، أنشطة وفعاليات متنوعة، قاربت مختصر حياة رائد التاريخ والثقافية المغربية الأستاذ حميد التريكي، بين الكشف عن مخبوءات الرجل العليمة والتاريخية والثقافية، وقراءات جوانب عن مسيرته القوية في صيانة التراث والعناية به.
من جهته تفاعل الدكتور التريكي، مع الوقفات التي أضاءت حقولا وازنة من مسار تفكيره ونظرياته، متأملا أصوات المتحلقين حوله، مستلهما وجوده المستنير بين تحية والتماعة فكر.
وكانت كلماته الراقية، في كل محطة من محطات التكريم، تشاغب وجوه انفعاله وتفاعله مع الذاكرة والوجدان، مستحضرا جملة من النوسطالجيات والمواقف التي تعكس متابعاته الرصينة والدقيقة لتواريخ ومؤسسات وشخوص وأحوال وتبدلات.
واختتم الملتقى، الذي حضرته نخبة من المثقفين والإعلاميين والفنانين، وأصدقاء الأسرة، بلقاءين جميلين، الأول بمقام طيرابيلا لمالكه الفنان الأستاذ عبد اللطيف ىيت بنعبدالله، حيث اجتمع المحبون للإنصات عشقا لمدارات “جوهر الأدب المغربي فن الملحون” كما يحب أن يطلق عليه الأستاذ حميد التريكي، من خلال تنشيط فاتن لأعضاء جمعية سبعة رجال. بيد أن اللقاء الأخير التأم يوم الأحد 5 مارس بمدارة آسفي، التي استقبلت ابنها البار ، معيدة أسباغ عطفها وجلال لقائها بمن عشق تربتها وماءها وعالمها الفاتن.
وفي كلمة لمديرة الملتقى الأستاذة مها المادي المسؤولة الإدارية عن مؤسسة دار بلارج، أوردت الأخيرة الوجه المشرق للمدينة المغربية، وآثارها على المجتمع والإنسان والحياة، عند تجسيد كل العوامل تلك، في مسار رجل ألهب إحساسنا بالموجودات، وفواعل انتمائها بكل أبعاء التاريخ وتوثيق مدخراته.
وأكدت المادي، أن الأستاذ المؤرخ حميد التريكي، يقابل هذه الأخلاق ويعادلها قيمة واعتبارية، من حيث كونه يمثل صحوة الفكر الذي يؤسس ويبني، ونافذة مشعة للقدوة والاقتدارية. معتبرة أن اهتمام المكرم بترسيخ الهوية والتعدد اللغوي والثقافي، هو من أساسات نظرياته المتصلة بالانفتاح على الآخر وقراءة التاريخ دون تحيزات .
وعن علاقته بالأستاذ حميد التريكي، أشاد الخبير في التراث الأستاذ عبد اللطيف ايت بنعبدالله، بوقفة التكريم تلك، مبرزا دور المؤرخ التريكي في إثراء ودعم المخزون التاريخي للمدن العتيقة، وعمله الدائم على نشر المعرفة بها والاحتفاء بمدولها في حضارة الإنسان المغربي.
وكشف ايت بنعبدالله عن علاقته الشخصية بالأستاذ التريكي، مسترجعا مشاهد من تاريخ المدينة العريقة بمراكش، حيث حرص على الاتصال به، من أجل الاستشارة والمعرفة في مجال ترميم التحف المعمارية والدور والرياضات، وهو ما كان يجده خارج السياقات التي تعج بها سوق العمل آنذاك، واصفا إياه ب”أستاذي وشيخي في المجال”، الذي يحضى باحترام دولي ووطني قل نظيره.