‏آخر المستجداتفنون وثقافة

مركز اجتهاد يخصص ندوته العلمية التفاعلية الثانية للإسلام في السياق الألماني

تقرير أشرف لعروصي

في إطار سلسلة الندوات العلمية التفاعلية التي يقدمها مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا، نظم المركز ندوته التفاعلية الثانية تحت عنوان: “الإسلام في السياق الألماني” وذلك يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024، ابتداء من الساعة السابعة 19:00 حسب توقيت أوروبا، عبر تقنية التحاضر عن بعد، وبمشاركة مجموعة من الباحثين والخبراء، وهم على التوالي: الأستاذ عبد الصمد اليزيدي رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، والأستاذ محمد عسيلة مستشار في قضايا الهجرة والاندماج في ألمانيا، والأستاذ عمرو الشاعر مدير مركز أركادا بيت اللغة والثقافة، وقد قدم لهذه الندوة الدكتور التجاني بولعوالي رئيس مركز اجتهاد ورئيس تحرير مجلة اجتهاد للدراسات الإسلامية والعربية في أوروبا، والتي سيرها الأستاذ أشرف لعروصي عضو مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا.

استهل الدكتور التجاني بولعوالي أشغال الندوة العلمية بالترحيب بجميع المتدخلين والحاضرين، ثم ألقى كلمة مختصرة باسم المركز والمجلة لوضع المتابعين في إطار الرؤية المرسومة للمركز والمجلة؛ حيث اقترح إلقاء نظرة على العدد الأول من المجلة والذي صدر قبل مدة قصيرة، وشكل حدثا فكريا وأكاديميا مهما لكون المجلة أول دورية علمية أوروبية ذات مرجعية إسلامية متخصصة في دراسة الإسلام في أوروبا من منظور إسلامي داخلي، وكذا على مجموعة من السلاسل التي تصدر باسم المجلة منها سلسلة دراسة الإسلام في أوروبا والغرب التي صدر منها كتاب واحد، ثم سلسلة تقنيات البحث العلمي والتي صدرت منها كراستان، وهناك سلاسل أخرى في الطريق منها سلسلة “استشراقيات” وسلسلة “ترجمات” وغيرها. وفي انتظار المشاركات الأخرى في المجال نفسه.

كما أكد الدكتور التجاني أن هذه الندوة تندرج ضمن سلسلة ندوات أخرى ستنظم مستقبلا تتعلق بواقع المسلمين في أوروبا والغرب، بالإضافة إلى الانفتاح على قضايا أخرى تتقاطع مع رؤية المركز وأهدافه.

وبعد ذلك قدم الأستاذ عبد الصمد اليزيدي مداخلة تلخصت حول محاور ثلاثة، وهي: الإسلام في المانيا النشأة والتاريخ، الواقع المؤسساتي للمسلمين في المانيا، ثم المؤسسة الإسلامية والدولة العلمانية، أي علاقة. بدأ بسرد السياق التاريخي لوجود الإسلام والمسلمين في ألمانيا، ثم انتقل للحديث عن واقع المؤسسات الإسلامية في السياق الألماني محاولا الإجابة عن سؤال جوهري في الموضوع، وهو من يمثل المسلمين في ألمانيا؟ ثم تطرق إلى أهم التحديات التي تواجه تلك المؤسسات، وختم بماهية العلاقة التي تجمع المؤسسات الدينية الإسلامية ومؤسسة الدولة العلمانية ودستورها.

وفي المداخلة الثانية تفضل الأستاذ محمد عسيلة بعرض في محور التحديات التي تواجه الأسر المسلمة في الحفاظ على هوية أبنائها بين الإسلام والتربية الدينية الأسرية والثقافة والتربية الألمانية النظامية والمجتمعية، وقد ركز فيه على قضايا الهوية في سياق المجتمعات المتعددة الأديان والثقافات والإثنيات، مع تسليطه الضوء على التحديات التي تواجه الأسر المسلمة في تحقيق انسجام بين المفاهيم التربوية الأسرية والتربية الإسلامية، وكيفية تفاعل هذه المفاهيم مع التربية المؤسساتية المدرسية والمجتمعية في الأوطان الجديدة، مؤكدا أهمية الحوار والتعاون بين جميع الأطراف المعنية (الاسرة والمدرسة الألمانية والفاعل المدني والمساجد والأئمة والخبراء والكفاءات والمؤسسات الألمانية وذوي الاختصاص) للتوصل إلى حلول عملية تدعم الأجيال المسلمة في الحفاظ على هويتها الدينية والثقافية في بيئات متعددة الثقافات.

وجاءت مداخلة الأستاذ عمرو الشاعر للإجابة عن محور محاولة لإعادة استبصار الإسلام في السياق الألماني؛ من خلال تقديم قراءة تسييقية للحال الإسلامي عبر ترجمة الواقع والفعل والخطاب الإسلامي إلى مجموعة من السياقات، تسلط الضوء على مناظير جديدة يمكن بها رؤية الواقع وتثير العديد من التساؤلات حول الواقع والمآل، حيث قدم المتحدث قراءة في سياق الحال الإسلامي في ألمانيا غبر ترجمة الواقع والفعل والخطاب الإسلامي، وسلط الضوء على ما يمكن أن يكون إجابات -حسب تعبيره- عن تساؤلات في هذا السياق في الواقع والمآل، مؤكدا ضرورة استغلال كل الوسائل المتاحة في التعريف بالإسلام من جهة كالفن، وترجمة الكتب المهمة بالذكاء الاصطناعي من جهة أخرى.

وفي الختام، تم فتح باب النقاش للمتابعين من طلبة وباحثين ومهتمين، والذين أثروا الندوة بجملة من الأسئلة والمداخلات.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


Back to top button