‏آخر المستجداتفنون وثقافة

مركز اجتهاد يقارب في ندوته العلمية الثالثة الإسلام في منظور الدراسات الاستشراقية الألمانية

تقرير: صابرين البقالي

في إطار فعالياته العلمية المتواصلة، نظم مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا ندوته العلمية التفاعلية الثالثة، تحت عنوان: “الإسلام في منظور الدراسات الاستشراقية الألمانية”، وذلك يوم السبت 9 نوفمبر 2024م. شارك فيها مجموعة من الباحثين والخبراء الذين أثروا النقاش وأغنوه، وهم: الدكتور عبد الملك هيباوي رئيس قسم الحوار الحضاري بالمعهد الألماني للحوار والتفاهم -مواطنة- بألمانيا، الدكتور رضوان ضاوي أستاذ بجامعة الرباط الدولية بالمغرب، الدكتور التجاني بولعوالي أستاذ بكلية اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة لوفان بلجيكا، وتسيير الدكتور عبد الله عسيري.

استهل الدكتور عبد الله عسيري أشغال الندوة العلمية بكلمة ترحيبية، مقدما نبذة مختصرة عن المتحدثين ومساهماتهم العلمية وموضوعات مداخلاتهم.

وبعد ذلك قدم الدكتور عبد الملك هيباوي مداخلة بعنوان “مراحل تطور الدراسات العربية والإسلامية في ألمانيا” و أصل هذه المحاضرة هو كتابه “الاستشراق الألماني دراسة في النشأة والتطور ومجالات البحث” الذي أصدرته منظمة الإيسيسكو بالرباط، حيث ركزت المداخلة على إشكالية مهمة وهي: كيف نشأت الدراسات العربية والإسلامية في ألمانيا وما المراحل التي مرت بها؟ إذ بدأ بسرد حجم العناية التي أولاها المستشرقين عموما والألمان خصوصا بحضارة الإسلام، وأنه يستوجب على كل باحث عربي مسلم دراسة هذا الانتاج لأنه يعكس نحن الحضاري من خلال أبحاث متنوعة. وركز بعدها على المراحل التاريخية التي مرت بها هذه الدراسات، وهي خمسة مراحل: المرحلة الأولى: مرحلة ارتباط الدراسات العربية بعلم اللاهوت، المرحلة الثانية: المرحلة العلمية؛ أي مرحلة فقه اللغة أو مرحلة الاهتمام باللغة العربية كلغة قائمة بذاتها، المرحلة الثالثة: مرحلة الدراسات التاريخية، المرحلة الرابعة: مرحلة استقلال علم الإسلام بصفته تخصصا، المرحلة الخامسة: مرحلة الاشتغال بالمواضيع الحديثة. وأبرز بعد ذلك أهمية الدراسات الاستشراقية الألمانية وتفردها عن غيرها من المدارس الاستشراقية.

وفي المداخلة الثانية تناول الدكتور التجاني بولعوالي مسألة إنصاف الاستشراق الألماني للإسلام، مستندا إلى تخصصه في الدراسات القرآنية. وقد قدم تحليلا نقديا للمزاعم التي تشكك في نزاهة الدراسات الاستشراقية الألمانية، مؤكدا ضرورة التعامل مع هذه الدراسات بمنطقية وعقلانية.حيث سلط الضوء على التيارات المختلفة التي تقول بأن الاستشراق الألماني قد أنصف الإسلام مقارنة مع الاستشراقات الأخرى، في مقابل الرؤية التي رسخها إدوارد سعيد بأنه استشراق سلبي ولم يقدم شيئا للإسلام والمسلمين، وأكد فضيلته على ضرورة الحديث عن إنصاف المستشرقين أو ثلة منهم للإسلام لا الاستشراق كمنظومة عامة، مؤكدا أنه لا ينبغي علينا أن ننتظر من مستشرق أن يكتب عن الإسلام كما نريد نحن.

وجاءت مداخلة الدكتور رضوان ضاوي للإجابة عن قضية تصحيح المفاهيم خلال العصر الوسيط الإسلامي، انطلاقا من دراسة توماس باور في كتابه “لماذا لم توجد عصور وسطى إسلامية؟ الشرق وتراث العصور العتيقة” الذي ينتقد حضور هذا المصطلح من طرف مستشرقين غربيين، وأيضا استنبات هذا المفهوم لدى الباحثين العرب، إذ بين جدة موضوع هذا الكتاب من خلال أطروحته في أن الآدب العربي في العصر العثماني والمملوكي لم يدرس بصورة جدية، ودراسة سيباستيان غونتر “المدرسة بوصفها مؤسسة للتعليم في العصر الاسلامي الوسيط”، الذي اتخذ شعارا يقول: “وحدها المعرفة تبقى حية بالتعلم وتؤمن السبل إلى الجنة”، وذكر أن سيباستيان  في كتاب “المعرفة والتعليم في الإسلام الكلاسيكي” حرر بداية تأسيس المدارس والمصادر العربية. وأكد الدكتور رضوان ضاوي في ختامه أن هناك توجه لانصاف الثقافة الإسلامية والعربية من المستشرقين الألمان، وأن إعادة النظر في مفهوم العصر الوسيط ونقده يتيح إمكانيات كبيرة في إعادة النظر في التراث الإسلامي المخفي في العصر العثماني والفترة المملوكية.

وفي الختام، تم فتح باب النقاش للمتابعين من طلبة وباحثين وخبراء الذين أثروا الندوة بجملة من الأسئلة والمداخلات، تناولت مختلف جوانب الدراسات الاستشراقية الألمانية وآثارها على الدراسات الإسلامية.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button